كشف المذيع الأميركي تاكر كارلسون أنه لاحظ خلال رحلاته السياحية في السنوات الماضية تراجع أعداد المسافرين السعوديين للخارج، معتبراً أن "الأمر مثير للاهتمام، ويستحق الدراسة"، مضيفًا: "يبدو أن السعوديين أصبحوا يفضلون استكشاف السياحة في بلدهم، وسوف أشجع الجمهور العالمي والأميركي على زيارة المملكة، وقضاء رحلة سياحية مثرية والاستمتاع بالمواقع المميزة في ساحل البحر الأحمر، والمأكولات الشعبية، ولقاء الشعب السعودي الودود".

جاء ذلك خلال مشاركته في "منتدى مستقبل العقار"، وأكد كارسلون أن المملكة تشهد تحولات ضخمة خلال هذه الفترة، وتطور هائل في العديد من المجالات وجذبني للغاية الحضور لدولة تصنع التغيير". المشروعات الضخمة التي تتبناها رؤية السعودية 2030 تعبر عن التوجه في المملكة نحو المستقبل، مع جذب الاستثمارات الأجنبية للدخول في منظومة الاقتصاد المحلي.

ونوه كارلسون أن ما يميز المملكة بالنسبة له، حفاظها على هويتها وروحها الوطنية، ويجب على السعوديين أن یفخروا بهويتهم ووطنهم العظيم، وهذه زيارتي الأولى للمملكة، وكنت متشوقاً الزيارة الرياض، والتعرف على الحضارة السعودية، ومعرفة التغيرات التي تعيشها.

إلى ذلك استكمل "منتدى مستقبل العقار" أعماله بالعاصمة الرياض، الذي ترعاه الهيئة العامة للعقار بالشراكة مع وزارة البلديات والإسكان، تحت شعار "مستقبل للإنسانية: من أحلام لواقعية"، بمشاركة أكثر من 120 دولة و500 متحدث يمثلون القطاعين الحكومي والخاص، إلى جانب حضور عدد من الشخصيات البارزة على المستويين المحلي والدولي.

وأكّد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعقار المهندس عبدالله بن سعود الحماد في الجلسة الحوارية التي ناقشت دور الشراكات الحكومية في مجال التطوير العقاري، وأثرها في تحقيق نجاح ونمو القطاع العقاري، على أهمية بناء شراكات مع القطاع العام والقطاع الخاص، مبينًا أنّ الهيئة عملت على عدد من الشراكات مع كافة القطاعات الحكومية، لا سيما القطاع البلدي لتطوير وتنظيم القطاع العقاري، بما يعزز الوضوح والشفافية والعدالة.

وأضاف الحماد أنّ الهيئة تسعى لتقديم أفضل نموذج للقطاع العقاري وتعزيز بيئته الاستثمارية، وتحرص في نماذج الشراكات مع القطاعات المختلفة أن تكون التقنية والابتكار عاملًا رئيسيًا في تفعيلها، كونها تختصر الوقت والجهد وتقدم خدمة ذات جودة عالية وتحقق نسبة رضا كبيرة، مضيفًا أنّ هذه الشراكات الإستراتيجية من شأنها تعزيز الكفاءة والشفافية في القطاع، وتحسين الخدمات المقدمة للمستفيدين والمستثمرين، بما يحقق المرونة والاستدامة والنمو، والوصول بالصناعة العقارية السعودية إلى آفاق مستقبلية أكثر تميزًا.

وأكد المتحدثون في "المنتدى" على دور التحول الرقمي بالمملكة في تسهيل رحلة تملك السكن وإنجاز التعاملات العقارية، وعن أهمية التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي واستخداماتها المختلفة بما فيها تحليل البيانات لفهم اتجاهات السوق العقاري، واستثمارها في بناء مفهوم أعمق ومستقبل أكثر تكيفًا مع هذه الصناعة، مسيرين إلى دور أكواد البناء في الحفاظ على الهوية العمرانية للمدن، وأهمية تبني مفاهيم ومبادئ المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة في التطوير العقاري التي من شأنها خلق مدن ومجتمعات سكانية صديقة للبيئة وتحفظ آثارها وتراثها ومواردها الطبيعية، بما يعزز جودة حياة الإنسان في كافة المجالات.

يذكر أنّ منتدى مستقبل العقار التي انطلقت أعماله بالأمس، يقدم عددًا من الجلسات الحوارية وورش العمل يشارك بها نخبة من الاقتصاديين والمستثمرين وصناع القرار وخبراء المنظومة العقارية والقطاعات المرتبطة به محليًا ودوليًا، كما يضم المنتدى معرضًا عقاريًّا يستعرض العديد من المبادرات وأحدث ما وصلت إليه تقنيات العقار والمنتجات العقارية المتطورة والحلول التمويلية واتجاهات السوق العقاري السعودي وخطواته الإستراتيجية التي تهدف لتعزيز شفافيته وموثوقيته وجاذبيته الاستثمارية.