ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف، اليوم الخميس، بعد ارتفاعها إلى أعلى مستوى لها في أسبوع تقريبا في الجلسة السابقة، بسبب المخاوف بشأن تعطل الإمدادات في روسيا. بينما حد تقرير صناعي، يظهر تراكم مخزونات الخام الأمريكية، من مكاسب أكبر.
وارتفعت العقود الآجلة لبرنت 20 سنتا إلى 76.24 دولار للبرميل بحلول الساعة 0600 بتوقيت جرينتش. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتا إلى 71.95 دولار. وينتهي عقد مارس يوم الخميس، في حين ارتفع عقد أبريل الأكثر نشاطا 21 سنتا إلى 72.31 دولار..
ويشير ارتفاع مخزونات الخام الأميركية، إلى ضعف الطلب، وبالتالي تراجع أسعار النفط. وأفاد معهد البترول الأميركي بزيادة قدرها 3.34 مليون برميل في مخزونات النفط الخام الأميركية للأسبوع المنتهي في 14 فبراير، متجاوزاً توقعات المحللين بارتفاع قدره 2.2 مليون برميل.
وفي المقابل، شهدت مخزونات البنزين زيادة قدرها 2.83 مليون برميل، في حين انخفضت مخزونات المقطرات، بما في ذلك الديزل ووقود التدفئة، بمقدار 2.69 مليون برميل خلال نفس الفترة.
وتشير هذه التغييرات في المخزونات إلى ديناميكية معقدة للعرض والطلب في سوق النفط الأمريكية، حيث تشير مخزونات الخام والبنزين المتزايدة إلى ضعف الطلب أو زيادة الإنتاج، في حين قد يعكس الانخفاض في مخزونات المقطرات زيادة الاستهلاك أو نشاط التصدير.
وقال المحللون إن التعريفات الجمركية على الواردات التي أعلنتها إدارة ترامب قد تؤثر أيضا على أسعار النفط من خلال رفع تكلفة السلع الاستهلاكية، وإضعاف الاقتصاد العالمي وخفض الطلب على الوقود. كما ساعدت المخاوف بشأن الطلب الأوروبي والصيني في إبقاء الأسعار تحت السيطرة.
وقال بيارني شيلدروب، كبير المحللين للسلع الأساسية لشمال أوروبا في مجموعة الخدمات المالية إس إي بي: "من الطبيعي أن نشعر بالقلق إزاء التوقعات الاقتصادية العالمية مع قيام دونالد ترامب بتحطيم هيكل التجارة الحرة العالمي الحالي بمطرقة ثقيلة مع إشارات إلى فرض تعريفات جمركية بنسبة 25٪ على واردات السيارات إلى الولايات المتحدة".
وعلى نحو منفصل، قالت روسيا إن تدفقات النفط عبر خط أنابيب بحر قزوين، وهو طريق رئيسي لصادرات الخام من كازاخستان، انخفضت بنسبة 30% إلى 40% يوم الثلاثاء بعد هجوم بطائرات بدون طيار من أوكرانيا على محطة ضخ. وتظهر الحسابات أن خفضا بنسبة 30% يعادل خسارة 380 ألف برميل يوميا من إمدادات السوق.
ومع ذلك، أضافت عوامل أخرى وتعزيزات محتملة لإمدادات النفط إلى المخاوف بشأن الأسعار. وفي الشرق الأوسط، ستبدأ إسرائيل وحماس مفاوضات غير مباشرة بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما قد يؤثر على أسعار النفط من خلال الحد من خطر المزيد من انقطاع الإمدادات.
وقال محللون في بنك آي إن جي الاوروبي، إن إعادة تشغيل تدفقات النفط المحتملة من إقليم كردستان العراق تعوض مخاطر الإمدادات. وقالوا في مذكرة يوم الخميس "هناك حديث عن أن هذه التدفقات قد تستأنف قريبا، بعد انقطاعها منذ أوائل عام 2023. وقد يؤدي الاستئناف إلى جلب 300 ألف برميل من الإمدادات يوميا إلى السوق".
وتحدث محللو الاستثمار في النفط، عن عدم تغير يذكر في أسعار النفط في التعاملات الآسيوية يوم الخميس بعد أعلى مستوى لها في أسبوع، مدفوعة بزيادة غير متوقعة في مخزونات النفط الخام الأمريكية والتطورات الجيوسياسية الجارية بشأن مفاوضات السلام المحتملة بين روسيا وأوكرانيا.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، بدأت مناقشات رفيعة المستوى بين مسؤولين أميركيين وروس في المملكة العربية السعودية، بهدف التفاوض على إنهاء الصراع الدائر في أوكرانيا. وقد يؤدي اتفاق السلام الناجح إلى رفع العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسية، وبالتالي زيادة المعروض العالمي من النفط وممارسة ضغوط هبوطية إضافية على الأسعار.
حظيت الأسعار بدعم هذا الأسبوع بعد أن استهدفت ضربات الطائرات بدون طيار الأوكرانية محطة ضخ روسية رئيسية للخام، مما أدى إلى تعطيل الإمدادات من كازاخستان. أعاد الهجوم إشعال المخاوف من المزيد من انقطاع الإمدادات في سوق تعاني بالفعل من مخزونات ضيقة.
في الولايات المتحدة، فرض الطقس البارد أيضًا ضغوطًا على الإمدادات. أفادت هيئة خطوط أنابيب داكوتا الشمالية أن إنتاج الولاية من المتوقع أن ينخفض بمقدار 150 ألف برميل يوميًا. وإضافة إلى مخاوف العرض، أظهرت التقارير الإعلامية أن أوبك + قد تؤخر زيادة العرض إلى السوق.
وقال محللون في آي إن جي في مذكرة صدرت مؤخرا: "المخاوف بشأن هشاشة السوق تجعل أوبك+ مترددة في زيادة العرض. والتأخير قد يمحو الفائض الذي نتوقعه للسوق هذا العام، وهو ما من شأنه أن يترك الأسعار مدعومة بشكل أفضل".