أسدل المنتدى السعودي للإعلام ستاره، تاركًا وراءه أيامًا من الإلهام، والإبداع، والنقاشات التي رسمت ملامح المستقبل الإعلامي، في حدثٍ استثنائي جمع بين الخبرة والتكنولوجيا، وبين رواد الإعلام والمواهب الشابة، وبين الحاضر والمستقبل.

منذ اللحظة الأولى، لم يكن المنتدى مجرد تجمعٍ مهني، بل رحلةٌ متكاملة في عالم الإعلام، حيث تمازجت الأفكار، وتدفق الشغف، وتجلت الرؤى في مساحاتٍ مصممة بعناية لتوفير تجربةٍ تفاعليةٍ متكاملة، جعلت كل زائرٍ يعيش تجربةً مختلفة، وكأنها جزءٌ من قصةٍ تُكتب على مدار الأيام الثلاثة.

في إحدى زوايا المنتدى، حيث ينبض الإبداع، كانت "غرفة العصف الذهني" أشبه بورشة عملٍ لا تهدأ، إذ اجتمع الشباب الطموح، لتوليد أفكار ابداعية، وتحويلها إلى مشاريع إعلامية قابلةٍ للتنفيذ، ففي كل يوم تتولد أفكار جديدة، بعضها لبرامج وثائقية، وبعضها لمحتوىً رقميٍ مبتكر، وأخرى لحملات إعلانية غير تقليدية، فالجلسات وورش العمل كانت احتفاءً بالفكر، وتمكينًا للمواهب، ورسالةً بأن الإعلام لا يُستهلك فقط، بل يُصنع هنا في قلب المملكة.

وفي الجانب الآخر، كان "المركز الإعلامي" يعج بالحركة، حيث عمل الصحفيون على مدار الساعة لنقل تفاصيل المنتدى، ولم يقتصر الأمر على نقل الأخبار والتغطيات، بل كان مختبرًا تفاعلياً لتجربة أدوات الإعلام الجديد، حيث استخدمت تقنيات البث الفوري، والصحافة الرقمية، والذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات، مما جعل التغطية الإعلامية انعكاسًا لثورة الإعلام في المملكة.

وعلى منصات المنتدى، كانت الجلسات الحوارية مزيجًا من الفكر والتجربة، فجمعت المناقشات رواد الإعلام التقليدي، مع قادة الإعلام الرقمي، ومؤسسي منصات المحتوى الجديدة، وتنقّل الحديث بين مستقبل الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي، إلى صناعة التأثير عبر المنصات الرقمية، إلى استراتيجيات الاستثمار في الإعلام، لتصنع الحوارات خارطة طريقٍ لإعلامٍ سعوديٍ أقوى تأثيرًا.

وفي قلب المنتدى، كان “معرض فومكس” يسرق الأضواء، إذ استعرض أحدث تقنيات الإنتاج الإعلامي، والبث الرقمي، والذكاء الاصطناعي، بدءًا من كاميرات الواقع الافتراضي، إلى استوديوهات البث التفاعلي، ووصولًا إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل الأخبار وصناعة المحتوى، فكانت كل زاوية من المعرض نافذةً على المستقبل، وكل تجربةٍ كانت درسًا في أن الإعلام لم يعد مجرد مهنة، بل منظومةً تقنية متكاملة تتطور بسرعة الضوء.

بين ورش العمل، والجلسات الحوارية، والتجارب التقنية، تجاوز المنتدى كونه مجرد منصةٍ نقاش، بل كان إعلانًا بأن الإعلام السعودي يعيش تحولًا غير مسبوق، يقوده الشباب، وتعزّزه التكنولوجيا، وترسّخه رؤيةٌ طموحة تجعل من الإعلام قوةً مؤثرة في تشكيل المستقبل.

انتهت فعاليات منتدى الإعلام السعودي، لكن أثرها لم ينتهِ، فقد ترك المنتدى إرثًا جديدًا، ورسالةً واضحة بأن المملكة ليست مستهلكًا للمحتوى الإعلامي العالمي، بل صانعًا له، ومركزًا للابتكار الإعلامي، ومنصة تُرحب بالعالم برؤيةٍ حديثة، وقصةً تروى للعالم بكل اللغات.