اهتمت المملكة منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- برفاهية الإنسان وجودة حياته وجعلت ذلك في صلب اهتماماتها، وقد بدأت تلك الرحلة مع وضع الأسس الأولى لبناء دولة حديثة، والتركيز على تأسيس البنية التحتية الضرورية لتطوير البلاد، من خلال إنشاء الوزارات وتطوير قطاع النقل والإسكان، والاهتمام بتوفير الرعاية الصحية وبناء المستشفيات، مما عزز من استقرار الدولة وأمنها، وأسهم في تحسين مستوى الحياة للمواطنين.

وامتدت تلك الجهود في عهد الملك سعود -رحمه الله- لتشمل تطوير القطاعات التعليمية والصحية بشكل أكبر، إذ أُنشئت أول جامعة في المملكة، جامعة الملك سعود في الرياض، وتم تعزيز شبكة الطرق البرية لتربط بين مختلف مناطق المملكة، مما سهل حركة المواطنين والبضائع وأسهم في تطوير الاقتصاد الوطني.

وفي عهد الملك فيصل -رحمه الله- شهدت المملكة تأسيس شركة أرامكو وتوسيع عمليات التنقيب عن النفط، مما عزز من دخل المملكة وأتاح لها فرصًا جديدة للاستثمار في تحسين حياة المواطنين، كما اهتم بتطوير القطاع الزراعي، إذ أطلق برامج لدعم الزراعة والثروة الحيوانية، مما أسهم في تعزيز الأمن الغذائي.

أما عهد الملك خالد -رحمه الله- فقد شهد طفرة في الإنفاق الحكومي، وتم توجيه هذه الوفرة نحو تحسين البنية التحتية وتعزيز الخدمات العامة، وافتتاح العديد من المدارس والجامعات، وتوسيع نطاق الخدمات الصحية، وإنشاء جسر السعودية - البحرين، وبناء الطرق والجسور، مما أسهم في تحسين جودة الحياة بشكل ملحوظ. كما تم إنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وشركة سابك، مما دعم تنمية القطاع الصناعي وإيجاد فرص عمل جديدة. وفي عهد الملك فهد -رحمه الله- شهدت المملكة تحولًا كبيرًا مع إطلاق الأنظمة الأساسية للحكم والمناطق ومجلس الشورى، وتوسعة الحرمين الشريفين، وتعزيز البنية التحتية مع افتتاح مطارات دولية مثل مطار الملك خالد الدولي في الرياض، كانت هذه الفترة حافلة بالتحولات النوعية التي جعلت المملكة مركزًا حضاريًا واقتصاديًا بارزًا في المنطقة، مما عزز من كفاءة العمل الحكومي وخدمة المواطنين.

وفي عهد الملك عبدالله -رحمه الله- شهدت المملكة المزيد من الانفتاح على العالم من خلال الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وتأسيس المدن الاقتصادية، بالإضافة إلى تطوير التعليم العالي بزيادة عدد الجامعات وتأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، كما أطلق برامج للابتعاث الخارجي، مما أسهم في بناء كوادر وطنية متخصصة في مختلف المجالات، وشهدت فترة حكمه أيضًا نهضة كبيرة في مجال النقل والبنية التحتية، مثل تطوير قطار الحرمين السريع وقطار المشاعر المقدسة ومشروع جسر الجمرات.

أما في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- فقد شهدت المملكة إطلاق رؤية 2030، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- وتضمنت هذه الرؤية خططًا شمولية لتحسين جودة الحياة في مختلف مناطق المملكة من خلال مشاريع تنموية رائدة تشمل الطاقة النظيفة، وتحسين البيئة، وتعزيز الاقتصاد، وتنويع مصادر الدخل، وتمكين المرأة والشباب، لتصبح المملكة نموذجًا رائدًا في النماء والازدهار في مختلف القطاعات، الأمر الذي انعكس بصورة إيجابية على حياة سكان المملكة في ثلاثة محاور رئيسة من محاور رؤية المملكة 2030؛ اقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي، وطن طموح.

جميع هذه المنجزات التي حملها قطار البناء والنماء في المملكة، إنما تعكس الحرص الدائم لدى قيادة المملكة على تحقيق التنمية الشاملة التي تعزز جودة الحياة في المملكة، للمواطنين والمقيمين والزوار، وتدفع بعجلة النمو والازدهار، وتستمر المملكة في السير بخطى واثقة نحو المستقبل، ملتزمة بتحقيق الرفاهية والازدهار لكل من يعيش على أرضها، مجسدةً أعظم قصة نجاح في القرن الـ 21 كما وصفها سمو ولي العهد -حفظه الله-.