يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة والفتاة في حقل العلوم والموافق 11 نوفمبر من كل عام عرفاناً بدور المرأة في مجالات العلوم وإسهامها في التنمية المستدامة، وربط المجتمع الدولي بها في الخطط العامة الموجهة نحو المستقبل، وتشارك المملكة العالم بهذا اليوم لتحتفي بإنجازات المرأة السعودية، ومشاركاتها في مجالات العلوم المختلفة، والتي مكنتها من السير بخطوات ثابتة محققةً طموحاتها وأهدافها وأنها قادرة على مواجهة الصعاب وتحقيق الإنجازات والمضي قدماً للوصول إلى القمة، بدعم وتمكين من الحكومة الرشيدة -رعاها الله- لتصبح شريكة في بناء الوطن ورفعته، ومشاركة المملكة في هذا الحدث كل عام تعكس التزامها بدعم النساء والفتيات في هذه المجالات، بما يتماشى مع رؤية 2030 التي تهدف إلى بناء مجتمع قائم على المعرفة والابتكار، من خلال التشجيع على المزيد من التعليم والبحث العلمي، وتعزيز دور المرأة في المساهمة في التقدم العلمي على المستويين المحلي والدولي.
منصة تشجيع
واحتفال العالم في هذا اليوم من كل عام يعد مناسبة مهمة تهدف إلى تسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه المرأة والفتاة في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، وهذا اليوم بمثابة منصة للتشجيع على تعزيز المساواة بين الجنسين في مجالات العلوم، وكذلك لتكريم الإنجازات التي حققتها النساء في هذا المجال، وتم اعتماد هذا اليوم من قبل الأمم المتحدة في عام 2015م، وتُعد المملكة واحدة من الدول التي تشارك بنشاط في هذا الحدث العالمي لأهمية اليوم العالمي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، ومن خلاله تعمل المملكة على تعزيز المساواة بين الجنسين في العلوم، حيث أن الهدف الرئيس من هذا اليوم هو زيادة الوعي حول الفجوة بين الجنسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وعلى الرغم من أن النساء يشكلن نسبة كبيرة من سكان العالم، إلاّ أنهن لا يمثلن نفس النسبة في الوظائف العلمية أو الأكاديمية، ما يساهم في تهميش دورهن في الابتكار والتقدم العلمي، لكن في المملكة تعمل على تحفيز الفتيات والاهتمام بالعلوم وتشجيع جميع الأعمار على الانخراط في مجالات العلوم والتكنولوجيا، مما ساهم في وجود نماذج نسائية ناجحة في هذا المجال، وهذا التحفيز والتشجيع ساهم أيضاً في إلهام الجيل القادم من الفتيات للسعي وراء مهن علمية وابتكارية.
مختلف العلوم
وأصبحنا في بلادنا نرى الاحتفال بإنجازات النساء في مختلف العلوم وفي مختلف التخصصات العلمية، من اكتشافات طبية وتكنولوجية إلى إسهاماتهن في البحث العلمي والأبحاث الأكاديمية، ويشمل الاحتفال عالمياً تسليط الضوء على التحديات التي قد تواجهها النساء في هذا المجال، خاصةً في المجتمعات التي تعاني من تباين في الفرص، كما أن الاحتفال بهذا اليوم يعزز من أهمية وضع السياسات التي تدعم النساء في مجالات العلوم، مثل برامج المنح الدراسية الخاصة بالنساء، وتوفير بيئات عمل وتشجيعية تضمن المساواة بين الجنسين، وعالمياً تشارك المملكة في "اليوم العالمي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم" وهي تمتلك طاقات متميزة من المتميزات في كافة مجالات العلوم والابتكارات.
جهود جبارة
وتبذل مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله -موهبة- جهوداً جبارة في تحفيز المرأة والفتاة في حقول العلوم المختلفة، وتعد من المؤسسات الرائدة في المملكة التي تسعى لاكتشاف ودعم وتطوير الموهوبين والمبدعين في جميع المجالات، بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات -STEM-، وقد خصصت المؤسسة العديد من البرامج والأنشطة لتحفيز ودعم المرأة والفتاة في حقل العلوم، وذلك في إطار تحقيق رؤية 2030 التي تسعى إلى تمكين المرأة في كافة المجالات، بما في ذلك المجالات العلمية والتكنولوجية، وفيما يلي أبرز الجهود التي تبذلها "موهبة" لتحفيز المرأة والفتاة في حقل العلوم من خلال برنامج موهبة للعلوم والرياضيات، وهو أحد أبرز البرامج التي تقدمها المؤسسة، ويهدف إلى اكتشاف الموهوبين في مجالات العلوم والرياضيات، وتوفير بيئة تعليمية مبتكرة، ويشمل البرنامج ورش عمل، ودورات تدريبية، ومعسكرات علمية تمكّن الموهوبات من تطوير مهاراتهن واكتساب المعرفة في المجالات العلمية المتقدمة.
معسكرات إبداعية
وتتاح كافة الفرص للجنسين، حيث تسعى "موهبة" من خلال هذا البرنامج إلى تحفيز الفتيات على الإبداع والابتكار في حقل العلوم، وأثبتت الفتيات السعوديات المشاركات في البرنامج تفوقاً في عدة مشاريع بحثية وابتكارات علمية، ما يساهم في زيادة تمثيلهن في القطاعات العلمية، وتنظم "موهبة" معسكرات إبداعية متخصصة تستهدف الموهوبين في مجالات العلوم والهندسة، وقد خصصت المؤسسة برامج منفصلة لدعم الفتيات في هذه المعسكرات، ومن خلال المعسكرات يتم تدريب الفتيات على مهارات البحث العلمي، وحل المشكلات، والعمل الجماعي، وتقديم أفكارهن وابتكاراتهن العلمية في بيئة تعليمية تشجع على التفوق والإبداع، كما تقدم لهن البرامج التقنية المتقدمة في المعسكرات، مثل برامج في مجالات مثل الذكاء الصناعي، البرمجة، الإلكترونيات، الروبوتات، وهي المجالات التي تشهد إقبالاً كبيراً من قبل الشابات السعوديات. وتدعم "موهبة" الموهوبات من خلال المسابقات العلمية المحلية والدولية، مثل الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "إبداع"، الذي يتيح للفتيات فرصة المشاركة في مشاريع بحثية وتقديم ابتكاراتهن على مستوى المملكة والعالم. ويشجع هذا النوع من الفعاليات الفتيات على العمل الجاد والمثابرة لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات العلمية، وقد حققت العديد من الفتيات السعوديات إنجازات مميزة في هذه المسابقات.
تفوق وابتكار
وتقوم "موهبة" في كل عام تكريم الفتيات اللواتي يحققن مراكز متقدمة في هذه المسابقات ليسهم ذلك في تحفيز الأخريات للسعي نحو التفوق والابتكار، كما يتم إتاحة المنح الدراسية والتعاون مع الجامعات العالمية، وتقدم من خلال برنامج الابتعاث الخارجي فرصًا للموهوبين، بما في ذلك الفتيات، للدراسة في أفضل الجامعات العالمية في التخصصات العلمية، وهذا التعاون بين "موهبة" والجامعات العالمية يمكّن الموهوبات من التفاعل مع بيئات تعليمية متقدمة، وفتح فرص البحث العلمي على مستوى عالمي، وعملت "موهبة" على تخصيص برامج مبتكرة تدعم ابتعاث الفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا، الأمر الذي يسهم في تعزيز مكانتهن في هذه التخصصات على مستوى العالم، كما تنظم العديد من ورش العمل التدريبية التي تركز على تطوير مهارات الفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتشمل هذه الورش موضوعات متعددة مثل الذكاء الاصطناعي، البرمجة، وتقنيات الطاقة المتجددة، وكذلك المشاركة في ورش العمل تشجيع الفتيات على المشاركة في هذه الورش لتطوير مهاراتهن الفنية والعلمية، وهو ما يعزز ثقتهن بأنفسهن في مجالات العلوم، كما يتم الاستثمار في برامج التدريب المتخصصة في العلوم، حيث أطلقت "موهبة" عددًا من البرامج التدريبية المتخصصة في العلوم والابتكار التي تستهدف الفتيات الموهوبات في مختلف الأعمار.
نشر علمي
وتشارك وزارة التعليم بالمملكة، المجتمع الدولي في تفعيل "اليوم العالمي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم" الذي يصادف الحادي عشر من فبراير في كل عام؛ وذلك لإبراز دور المرأة السعودية في منظومة البحث والابتكار، والإسهامات التي قدمتها في تطوير المجالات العلمية والبحثية تحقيقاً لرؤية المملكة 2030، وانطلاقاً من اهتمام وزارة التعليم بدعم البحوث والابتكارات في شتى مجالات العلوم، تم إطلاق عدد من المبادرات لتمكين المرأة في الجامعات السعودية، وذلك إيماناً منها بدور المرأة في تحقيق الأهداف الوطنية للتنمية المستدامة، وإحداث تطورات ملموسة لصالح المجتمع، وأسهمت ريادة المرأة في مجال البحث والابتكار والتطوير بارتفاع في نسبة النشر العلمي المصنّف بنسبة 91 % خلال الثلاث السنوات الماضية، وقد يزيد إضافة إلى زيادة نسبة استشهاد الأوراق العلمية للباحثات إلى أكثر من 52 %، حيث تتميز المرأة في مجالات العلوم المختلفة، مثل العلوم الصحية والطبية، العلوم الأساسية، العلوم الهندسية، والتقنية وعلوم الحاسب.
استثمار الطاقات
وكانت وزارة التعليم قد نجحت في خطتها لتمكين إسناد عدد من المناصب القيادية إلى المرأة عندما تولت قيادة بعض الوكالات والإدارات العامة في إطار العمل على تعزيز مكانتها المجتمعية ولإسهاماتها الفاعلة في جميع مجالات الحياة والتنمية الوطنية وفقاً لرؤية 2030، التي من أهدافها الإستراتيجية دعم مرحلة تمكين المرأة وتوسيع نقاط مشاركتها؛ بهدف استثمار طاقاتها، وجعلها تساهم إسهاماً حقيقياً في تنمية مجتمعها في جميع المجالات، ومنحها الفرصة تأخذ مكانها في المشهد الاجتماعي والاقتصادي.