جازان تلك الأرض الجميلة الخضراء متنوعة التضاريس، واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المملكة، تجذب الزوار في فصل الشتاء، حيث تشهد طقساً مختلفًا، وتكسوها أجواء معتدلة ودافئة، تفتح ذراعيها لاستقبال الزوار من مختلف أنحاء المملكة والعالم، وهي ليست فقط وجهة سياحية شتوية، بل هي مهدٌ للإنسان والطبيعة بكل ما تحمله هذه الأرض من تنوع تضاريسي وثقافي.
وأصبحت جازان خلال السنوات الأخيرة قبلة للمصطافين من داخل المملكة وخارجها، نظرًا لما تتمتع به من طبيعة خلابة وثقافة غنية، بالإضافة إلى فعالياتها المتنوعة التي تقام خلال موسم الشتاء والتي تجاوزت أكثر من ثلاث مئة (300) فعالية مختلفة ومتنوعة.
وخطت إمارة منطقة جازان والجهات الحكومية والقطاع الخاص خطوات واسعة في تأصيل صناعة السياحة، بهدف الوصول إلى سياحة مستدامة، ولتكون معززًا لبدائل اقتصاديات ما بعد النفط وفقًا لرؤية المملكة 2030، من خلال استثمار إمكاناتها ومواردها الطبيعية ومواقعها السياحية الجاذبة ومرافقها المتطورة، وقدراتها البشرية الوطنية المؤهلة، حيث استثمرت المنطقة في تنظيم المهرجانات السياحية التي نجحت في الترويج لمنطقة جازان كمركز ووجهة سياحية مهمة ومتميزة على المستوى المحلي والإقليمي وبخاصة خلال فصل الشتاء، وتتميز هذه الفترة من السنة بتنوع مشهدها الطبيعي من السواحل الخلابة إلى الجبال التي تكتسي الخضرة، والجزر الفاتنة، مما يجعلها المكان المثالي للاسترخاء والتمتع بالطبيعة.
تنوع التضاريس
وتتميز منطقة جازان بطبيعتها الجغرافية وتنوع تضاريسها التي تتراوح بين سواحل بحرية فاتنة وجبال شاهقة الارتفاع وخضرة اللون، وأودية خلابة، إضافةً إلى الأراضي الزراعية الخصبة وجزر بكر، وتقع على ساحل البحر الأحمر، مما يمنحها مناخًا شبه استوائي مميزًا، وتمتد سواحلها إلى مسافة تزيد عن 300 كيلو متر، ويعتبر البحر الأحمر من أبرز معالمها الطبيعية التي تحتضن ثروات بحرية غنية، مثل الشعاب المرجانية، ما يجعلها وجهة سياحية شاطئية متميزة، فيما تمثل المرتفعات الجبلية، مقصداً سياحياً متفرداً بطبيعتها الخلابة، ومناخها المعتدل إلى البارد مقارنة ببقية مناطق جازان في الشتاء، وأمطارها المستمرة، ومدرجاتها الزراعية، وغاباتها الطبيعية في جبال فيفا، والعارضة، وبني مالك، والعيدابي، والريث، وهروب، وآل تليد، وآل علي، وآل خالد، وكذلك الحشر، والجبل الأسود، وقيس، والعبادل، إلى جانب العديد من الجبال التي تشكل مواقع سياحية تمتاز بشلالاتها وأوديتها وعيونها الحارة التي ثبت علمياً فائدتها الصحية والعلاجية، إلى جانب ما تشتهر به تلك المرتفعات من زراعة للبن والموز والنباتات العطرية، وتعتبر من أبرز المعالم التضاريسية في المنطقة، وتفاوت ارتفاعات الجبال ما بين 1000 إلى 2800 متر فوق سطح البحر، ما يمنحها مناخًا أكثر برودة، وتصبح ملاذًا للزوار الباحثين عن أجواء باردة وسط المناظر الطبيعية الخلابة.
سواحل وشواطئ
وتتميز سواحل جازان بشواطئها الرملية البيضاء الناعمة والمياه الصافية، مثل جزر محافظة فرسان التي تفوق 200 جزيرة متفاوتة الأحجام والمساحات، وتحظى باهتمام كبير وإقبال من الزائرين للمنطقة لما تمثله من موقع سياحي بارز بالمنطقة، حيث الشواطئ والرمال الفيروزية الجذابة والجزر المتقاربة البكر التي تُعد متنزهاً بحرياً رائعاً، إلى جانب الوديان والشعاب والمحميات الطبيعية التي تتكاثر بها أسراب الغزلان فضلاً عن المواقع الأثرية المتميزة بالجزيرة، وجزيرة ثيران وغراب ورقبين بمحافظة بيش، وجزيرة أم الكتف التي تقع على بعد 13 كيلو متراً من ميناء جازان وعلى بعد 29 كيلو متراً من جزر فرسان، وتعتبر من أكثر الجزر التي يقصدها محبو التخييم والسباحة والغوص، وتشتهر بوجود أسماك نادرة فيها وبتنوع مرجاني رائع، كذلك جزيرة أحبار وهي أقرب الجزر إلى مدينة جيزان، وتشتهر بشواطئها الجميلة وطبيعتها الغنية حيث تجد طيوراً نادرة مثل النورس والقماري والأسماك النادرة، مثل شاطئ مدينة جيزان الشمالي، وشاطئ مدينة جيزان الجنوبي، وشاطئ الطرفة بمحافظة صبيا، وشاطئ محافظة بيش الذي يتشاطرون فيه الهيئة الملكية ممثلة بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية وبلدية محافظة بيش الذي يمتد على طول أكثر من ثلاث كيلو متر وشاطئ الشقيق بمحافظة الدرب، وهذه السواحل والشواطئ بجازان من أبرز الوجهات السياحية البحرية التي توفر تجربة استثنائية للغوص ومراقبة الحياة البحرية المتنوعة.
تنوع مناخي
وفي فصل الشتاء، تكسو جازان الزوار بدفء مميز، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 18 إلى 25 درجة مئوية، وتمثل هذه الفترة فرصة للاستمتاع بالأجواء المعتدلة، بعيدًا عن برد الشتاء في المناطق الأخرى من المملكة، بالإضافة إلى ذلك، تزداد جاذبية المنطقة في الشتاء بسبب الأمطار الموسمية التي تنعش الأرض وتزيد من خصوبتها، وتعتبر شواطئ البحر الأحمر في جازان من أبرز المعالم الطبيعية التي تجذب الزوار خلال هذا الموسم، حيث يمكنهم الاستمتاع بمياه البحر الدافئة والأنشطة البحرية المتنوعة، وتتميز جازان بمناخها المعتدل طوال العام في المحافظات والمرتفعات الجبلية؛ وهي فيفا والدائر والريث وهروب والعارضة وجبال القهر وجبال الحشر والجبل الأسود وجبال منجد وغيرها من المرتفعات الجبلية.
أنشطة وفعاليات
وتستقطب جازان الزوار بمجموعة من الأنشطة السياحية المميزة التي تتناسب مع أجواء الشتاء، فبالإضافة إلى رحلات الشاطئ، يمكن للزوار الاستمتاع بجولات استكشافية في جبال جازان، وسواحلها وجزرها ووديانها وتلالها، حيث أقيمت هذا الموسم أكثر من ثلاثمائة فعالية متنوعة تمدد من شاطئ الشقيق شمالاً بمحافظة الدرب إلى محافظة بيش المتنوعة التضاريس فتجد فيها فعاليات الوادي من سفاري بيش بمركز مسلية ومخيم أنهار بمركز الفطيحة ومطل مسلية ومطل الفطيحة، وجميعها على ضفاف وادي بيش، وكذلك الفعاليات البحرية بشاطئ بيش المتشاطرين في صنع جماله الهيئة الملكية للجبيل وينبع ممثلة بشاطئ مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، وشاطئ بلدية محافظة بيش والتلال الذهبية المطلة على الكورنيش بمحافظة بيش، والمخيمات السمار وقمرا، والتي أخذت في اسمها نصيباً من طبيعتها وفعالياتها، وشاطئ الطرفة بمركز القوز بمحافظة صبيا، والفعاليات التسويقة والترفيهية بمدينة صبياء ومهرجان العسل بمحافظة العيدابي، ومهرجان محافظة الدائر الترفيهي والتسويقي، وفعاليات محافظة فيفا الترفيهي شرقاً وفعاليات مطل جبال منجد في محافظة هروب، وكذلك مهرجان محافظة أبو عريش الترفيهي والتسويقي، وفعاليات مطل محافظة العارضة، وسد وادي جازان، ومهرجان محافظة صامطة الترفيهي والتسويقي جنوباً، وفعاليات جزر فرسان البحرية والثقافية غرباً، وفعاليات مدينة جازان مثل موسم مرح لاند والجلسات البحرية مثل جلسات لؤلؤة الغروب بجوار القرية التراثية بمدينة جازان، إلى جانب فعاليات المرجان وممشى الغروب بالكورنيش الشمالي والفعاليات الترفيهية في وسط منطقة جازان، وغيرها من الفعاليات الثقافية والأدبية والشعبية والتراثية على مستوى الجهات المشاركة وليالي المحافظة المقامة بالمحافظات.
عروض وحِرف
ولا تقتصر الفعاليات الشتوية في جازان على الأنشطة الطبيعية، بل تشمل أيضًا المهرجانات التي تُنظم خلال موسم الشتاء، ومن أبرز هذه الفعاليات هو مهرجان شتاء جازان، الذي يقام سنويًا ويجمع بين الفعاليات الثقافية والترفيهية، ويشمل المهرجان عروضًا فنية، وورش عمل حرفية، إضافة إلى عروض للأطعمة المحلية، مما يتيح للزوار تجربة كل ما هو مميز في هذه المنطقة، ويعد المطبخ الجازاني من أبرز ما يميز هذه المنطقة، حيث يمتاز بتنوعه وثرائه بالنكهات الفريدة التي تعكس تاريخ وثقافة المنطقة، ومن أبرز الأطباق التي يجب على الزوار تجربتها هي "الحنيذ" و"المندي الجازاني" و"المغش" و"الحيسية"، والخضير، و"الذرة الرفيعة"، بالإضافة إلى المشروبات المحلية مثل "القهوة الجازانية" و"العصائد"، كما أن أسواق جازان المحلية تمثل وجهة ممتازة لشراء المأكولات الطازجة والتوابل التي تشتهر بها المنطقة.
تراث ثقافي
وإلى جانب الجمال الطبيعي البتوغرافي، تمتاز بتراث ثقافي غني وعريق يعكس التنوع الاجتماعي والجغرافي للمنطقة، ويتسم الإنسان الجازاني بثقافة الكرم والضيافة، ويحمل في طياته مزيجاً من العادات والتقاليد التي نشأت على مر العصور، وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من هوية المنطقة، حيث يعد استقبال الضيوف والاحتفاء بهم جزءاً أساسياً من التقاليد، ويعكس ثقافة المنطقة من خلال العديد من العادات التي تمثل مزيجًا من التأثيرات العربية، كما أن الموروث الشعبي للمنطقة غني بالفنون مثل الزامل والعرضة والسيف والعزاوي والزيفة والطارق والدلع والدانة والكاسر وغيرها من الفنون، ويعتمد سكان جازان على الزراعة بشكل كبير، حيث تنتشر المساحات الزراعية التي تزرع المحاصيل مثل المانجو، الموز، والبابايا، إضافةً إلى المحاصيل المحلية الأخرى، وتتميز جازان بتوفر مجموعة واسعة من المرافق السياحية والفنادق التي تلبي احتياجات الزوار من مختلف أنحاء العالم.