انطلقت بمدينة تبوك فعاليات قرية "ذاكرة الأرض"، التي تنظمها وزارة الثقافة احتفاء بيوم التأسيس، من خلال باقة من العروض التي تهدف إلى إحياء ذكرى تأسيس الدولة السعودية، وتعزيز الوعي الوطني بتاريخ المملكة عبر تقديم تجربة تفاعلية تسلط الضوء على المحطات الزمنية المختلفة التي مرت بها البلاد.
وتنقسم القرية إلى عدة مسارات تروي قصة الدولة السعودية عبر العصور، وتضم جملة من البرامج والأنشطة التي تثري معرفة الزوار، فمن مسار تجربة "ذاكرة الأرض"، التي تضم الخيمة بطرازها الفني، يستمتع خلالها الزائر بنتاج وطبيعة بيئة الآباء والأجداد، والتعرف على قيمهم التراثية، وتاريخهم الجليّ، لينتقل بعدها الزائر إلى الأجنحة التي تحكي تاريخ الدولة السعودية الأولى، والثانية بأحدث التقنيات، ومنها إلى الركن التفاعلي الذي يحمل عنوان "شمس طويق" التي أشرقت بمشاريع مستقبلية ورؤية عظيمة من قيادة حكيمة، ويتناول الركن بتقنية الـ3D تعريف الزوار بمشاريع رؤية المملكة 2030، التي تعكس الطموح في تحقيق نهضة حضارية مستدامة، لتنقل بعد ذلك الزائر إلى ركن الحرف الذي يُعرف بعام الحرف اليدوية 2025، وبما تمتاز به المملكة من إرث غني ومتنوع في مجال الحرف التقليدية التي تعكس مهارة وإبداع الحرفيين السعوديين قديمًا وحديثًا، ويضم الركن التعريف بصناعة المشغولات اليدوية التراثية، مثل السدو، والنسيج، وصناعة الفخار، والخوص، وغيرها من الفنون الحرفية التي لا تزال تحظى بمكانة بارزة في الثقافة المحلية.
وتحتضن قرية "ذاكرة الأرض" ركن المأكولات التراثية لمختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى عروض حية للفنون الإدائية التي تعكس أنماط الحياة الاجتماعية بالمملكة، وركن "الأطفال" حيث يُقدم مجموعة من الأنشطة الترفيهية والتعليمية التي تهدف إلى تعريف الأجيال الناشئة بتاريخ المملكة، وتراثها بأسلوب مشوق ومبتكر، من خلال ورش تفاعلية تسلط الضوء على الحرف التقليدية، والرسم، والألعاب، كما يضم الركن سردًا قصصيًا عن تاريخ الدولة السعودية بلغة مبسطة تتناسب مع أعمار الأطفال، مما يعزز فهمهم وإدراكهم لتراثهم الوطني.
ويُعد ركن "المُزين" فضاء يجمع بين التراث والجمال، والأزياء التقليدية السعودية، والتقاط الصور التذكارية، ويتيح فرصة خوض تجربة غنية بالموروث الجمالي السعودي، سواء من خلال الأزياء التقليدية أو الحلي والمشغولات اليدوية.
وتعكس قرية "ذاكرة الأرض"، اهتمام وزارة الثقافة بإحياء التراث السعودي بأسلوب مبتكر يجمع بين الأصالة والمعاصرة، مما يجعل تجربة زيارة القرية تجربة ثرية وفريدة تعكس عمق الحضارة السعودية وروحها المتجددة.