رعى صاحب السمو الملكي الأمير د. فيصل بن مشعل، أمير منطقة القصيم، في قاعة التأسيس بديوان الإمارة، ندوة "التأسيس نقش في ذاكرة الجزيرة"، التي تأتي تزامنًا مع ذكرى يوم التأسيس، بمشاركة نخبة من المختصين في الجوانب التاريخية بالمملكة، وذلك لتسليط الضوء على تاريخ الدولة السعودية الأولى ودور رجالها في بناء هذا الكيان العظيم.
وفي كلمته خلال الندوة، رفع سموه التهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- بمناسبة يوم التأسيس، مؤكدًا أن إمارة منطقة القصيم تحرص سنويًا على تسليط الضوء على هذه المناسبة الغالية، حيث تحتضن ندوة علمية تاريخية بمشاركة نخبة من الباحثين والمختصين، لاستعادة ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- عام 1727م.
وأكد أمير منطقة القصيم أن تأصيل تاريخ الوطن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق أبنائه من علماء وأساتذة التاريخ، مشددًا على أهمية توعية الأجيال بهذا التاريخ المشرف، الذي يمثل فخرًا واعتزازًا لكل السعوديين بين الأمم والشعوب.
وقال سموه: "أشكر وأفتخر كثيرًا بأساتذة التاريخ الذين يساهمون في إيصال المعلومات التاريخية الصحيحة بطرق مشوقة تتناسب مع عصر السرعة والاختصار، فهم ركيزة أساسية في إبراز التاريخ الوطني وتعريف الأجيال بإنجازات قادة هذه البلاد منذ تأسيسها"، مشيراً سموه إلى أهمية استذكار القادة والأبطال الذين أسهموا في بناء الدولة، وتقديم هذا الإرث التاريخي للأجيال بأسلوب يليق بمكانة الوطن وعراقته".
وكانت الندوة التي أدارها د. خليفة المسعود، أستاذ التاريخ بجامعة القصيم، وشارك فيها عدد من الأكاديميين والخبراء، منهم د. فهد الدامغ، من قسم التاريخ والحضارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، و د. بدران الحنيحن، المدير التنفيذي للمشاريع الخاصة بهيئة تطوير بوابة الدرعية، و د. محمد السلامة أستاذ التاريخ بجامعة القصيم.
وفي ختام الندوة، أعرب أمير منطقة القصيم عن شكره وتقديره للضيوف المشاركين، مشددًا على ضرورة استمرار الجهود في توثيق تاريخ المملكة العريق، وتقديمه للأجيال بأساليب حديثة تواكب تطورات العصر، ليظل هذا الإرث العظيم منارة يستلهم منها السعوديون معاني العزة والفخر والولاء لوطنهم وقيادتهم.
من جهة أخرى، دشّن أمير القصيم في مكتبه بالإمارة النظام الإلكتروني الرسمي للمستودعات "إمداد"، بهدف تعزيز كفاءة إدارة المستودعات وتنظيم العمليات التشغيلية عبر الحلول التقنية المتقدمة.
واستمع سموه إلى شرحٍ عن النظام الإلكتروني الجديد، الذي يتيح إدارة المخزون، ومتابعة حركة الأصناف، وإعداد التقارير الدقيقة حول المستودعات، لتعزيز كفاءة التخطيط واتخاذ القرارات المبنية على البيانات الفورية، مشيدًا بالتحول الرقمي في العمل الإداري ويُعدّ أحد الركائز الأساسية لتحقيق الكفاءة والجودة، مشيرًا إلى أن إطلاق "إمداد" يعكس التوجه نحو تحسين الإجراءات، وتسهيل الوصول إلى البيانات والمعلومات بدقة وسرعة عالية، مما يسهم في رفع مستوى الأداء الإداري والمالي لإمارة القصيم.
وأوضح الأمير د. فيصل بن مشعل أن إمارة المنطقة مستمرة في تبني أحدث التقنيات التي تدعم الحوكمة والشفافية وترشيد الموارد، وفق توجيهات القيادة الرشيدة لمواكبة مستهدفات رؤية المملكة 2030 وفي ختام اللقاء، ثمّن أمير منطقة القصيم الجهود المبذولة في تطوير الأنظمة الرقمية بالإمارة، مشيدًا بفريق العمل القائم على تنفيذ "إمداد"، مؤكدًا أهمية استمرار تطوير الخدمات الإلكترونية لتسهيل الإجراءات وتعزيز الأداء المؤسسي.
كما أطلق، أمير منطقة القصيم، في مكتبه بديوان الإمارة، برنامج "الانطلاقة"، الذي يهدف إلى تأهيل رواد الأعمال في المرحلة الأولية، وتمكينهم من الحصول على التدريب والتأهيل في مجال الريادة المجتمعية والأعمال، وذلك بحضور مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالقصيم عبدالله السباعي، ومدير فرع وزارة التجارة بالمنطقة فهد العويس، ورئيس مجلس إدارة جمعية مورد للابتكار وريادة الأعمال الدكتورة تهاني المطيري وأكد سموه خلال الاستقبال أن تمكين رواد الأعمال وتأهيلهم هو ركيزة أساسية لتعزيز الاقتصاد المحلي، وخلق فرص واعدة تسهم في دعم التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن القصيم بيئة خصبة لريادة الأعمال، وتحرص الإمارة على دعم المبادرات التي تعزز الابتكار والإبداع لدى الشباب والشابات.
وثمّن سموه جهود الجهات المشاركة في البرنامج، مشيدًا بدور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ووزارة التجارة وجمعية مورد في تحقيق التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص والقطاع غير الربحي لدعم رواد الأعمال وتوفير بيئة تدريبية متكاملة لهم.
واستمع سموه إلى عرض تفصيلي عن برنامج "الانطلاقة"، الذي يتضمن ورش عمل متخصصة، واستشارات فردية، وبرامج تأهيلية متقدمة في مجالات الريادة المجتمعية والأعمال، مما يسهم في تعزيز قدرات المشاركين وتمكينهم من الانطلاق بمشاريعهم على أسس قوية ومستدامة.
وفي ختام اللقاء، أكد أمير القصيم أهمية مواصلة الجهود لدعم شباب وشابات المنطقة في بناء مشاريع ريادية ناجحة تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، معربًا عن تمنياته للمشاركين في البرنامج بالتوفيق والنجاح في مسيرتهم الريادية.