يقول سبحانه: «ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونََ» [السجدة: 9]

تفكر في خلق الله للعين، التي وعلى الرغم من صغر حجمها، إلا أننا نرى بها الأشياء بحجمها الحقيقي، فنرى الجبال جبالًا، ونرى القمر قمرًا، ونميز بها درجات الألوان المختلفة، فالعين تسوق الإنسان للتأمل، ويقول الكريم: «أَلَم نَجعَل لَّهُ عَينَينِ» [البلد: 8] ، ومن هذه الأيه تتذكر هذه النعمة المتقنة في عملها.

عملية الأبصار عملية معقدة جدًا بدقة عملها تفوق الوصف كله، وتتكون العين من أجزاء كثيرة كل منهم لها وظائف وفوائد محددة، منها قرنية العين التي تمتاز بصفائها وشفافيتها، ولتحافظ على شفافيتها وصفائها، فهي الجزء الوحيد من جسم الإنسان الذي لا يتغذى من الشرايين، أي لا يصله الدم، حيث إنها يصل لها الغذاء من خلال السوائل الموجودة بالحجرة الأمامية من العين، وهناك أيضًا القزحية الملونة التي تتسع وتنقبض، والتي تقوم بدور وعمل يشبه عمل «الشتر» في الكاميرًا المصورة، فهي تتسع إذا قل النور لتدخل ضوءًا أكبر، وتنقبض إذا زاد النور، فهي تعمل بهذه الدقة دون أن نتدخل، أو حتى نشعر بها بشكل مباشر.

تفكر لو أن عينيك مفتوحة طوال الوقت، ولا تغلق حتى وأنت نائم، فبماذا سيكون حال عينيك، فمن هنا نستشعر قيمة الجفون، فهي بشكل عام تحمي العينين من تعرضهم للجفاف، فيرمش الشخص الطبيعي على نحو تلقائي، ما يقارب 12 مرة في الدقيقة الواحدة، أي ما يعادل 720 رمشه بالساعة، ويحتوي في الجفن السفلي والجفن العلوي غدد تسمى بالغدد الزيتية، وظيفتها إفراز مواد زيتية تحتوي على مواد كيميائية، وعلى مضادات حيوية، تحمي العينين من الجراثيم والأضرار.

وتتميز العين في عملها بارتباطها بالدماغ في تفسير ما نرى، فإذا وقعت الصورة على شبكية العين تنطبع عليها، وتنتقل إلى الدماغ في أقل من جزء من خمسين جزءاً من الثانية، وفي كل ثانية تستطيع العين نقل خمسين صورة إلى الدماغ ليفسر ويدرك ما نرى، فسبحان الله الخالق المنان.

المصادر:

برنامج فسيروا، فهد الكندري.