أكملت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي استعداداتها لاستقبال شهر رمضان لعام 1446هـ، ضمن منظومة تشغيلية متكاملة ترتكز على إدارة الأصول والمرافق وتعزيز كفاءة التشغيل والصيانة، وإثراء التجربة لضيف الرحمن، والتنسيق المشترك مع الجهات ذات العلاقة؛ بهدف تقديم تجربة متكاملة للمعتمرين والمصلين.
وعززت الهيئة استعداداتها لموسم رمضان هذا العام بعددٍ من المكتسبات السريعة والمشاريع النوعية والأفكار الإبداعية التي تشكل قيمة مضافة لتجربة المعتمرين والمصلين، من أبرزها إطلاق التشغيل التجريبي لخدمة "التحلل من النسك" عبر خمسة مواقع مجهزة بمعايير آمنة وصحية من خلال عربات مخصصة داخل نطاق المسجد الحرام، حيث تقدم الهيئة ولأول مرة خدمة لقص الشعر ضمن عربات يمكنها التحرك في حال زيادة الحشود والتدفقات، وتطوير خدمة حفظ الأمتعة لضمان تنظيمها من خلال مركزين لحفظها وتخزينها بأرفف مجهزة، ونظام تتبع ومراقبة إلكتروني، وتخصيص ستة مواقع لاستلام الأمتعة في المداخل الرئيسة للمسجد الحرام، إلى جانب مضاعفة عدد العربات الكهربائية "القولف" لتصل إلى 400 عربة موزعة على 11 موقعًا داخل المسجد الحرام بهوية بصرية موحدة تعكس الطابع الخاص بالمسجد الحرام، واستحداث عربات يدوية مطورة بتصاميم خاصة لتلبية احتياجات الموسم، وتحسين تجربة الاعتكاف عبر مجموعة من الخدمات المستحدثة وتهيئة البيئة التي تيسر للمعتكف أداء عباداته براحة واطمئنان في الحرمين الشريفين، وتطوير خدمات سفر الإفطار من خلال نظام التسجيل الإلكتروني وإضافة عناصر غذائية في الحرمين الشريفين، واستحداث لوحات إرشادية مصنفة حسب المواقع للتيسير على الزوار الوصول إلى المرافق والخدمات، وتشغيل عدد (3) مراكز لضيافة الأطفال في الحرمين الشريفين لتقديم تجربة ثقافية دينية تربوية للأطفال؛ تتيح لأولياء الأمور أداء عباداتهم بطمأنينة وراحة.
وحرصت الهيئة على تعزيز الخدمات التشغيلية في الحرمين الشريفين كالنظافة والتعقيم والتعطير بمعدات وأدوات وآليات متخصصة، بالإضافة إلى تشغيل دورات مياه مجهزة بكامل الخدمات، وتهيئة أعداد مضاعفة من السجاد، كما جُهِّزت نقاط متعددة لسقيا ماء زمزم لضمان توفر المياه المبردة وغير المبردة على مدار الساعة، وتهيئة منظومة الأبواب لتسهيل حركة الدخول والخروج وتخصيص مداخل لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، وتكثيف دور فرق البلاغات على مدار الساعة لاستقبال الملاحظات والاستفسارات.
وأوضحت أن جميع المنظومات تمت صيانتها وتحديثها لتواكب متطلبات موسم رمضان لهذا العام، حيث جرى تعزيز إدارة الأصول والمرافق من خلال تحسين أنظمة السلالم الكهربائية والمصاعد، وكفاءة أنظمة التكييف والإضاءة والتهوية والأنظمة الصوتية ومصادر التغذية الكهربائية، وإجراء صيانة شاملة للأبواب ودورات المياه، إلى جانب تطبيق معايير الوقاية البيئية لضمان صحة وسلامة الزوار، واستخدام أنظمة متقدمة لمتابعة الحالة المطرية والتعامل الفوري مع أي تغيرات مناخية.
ووضعت الهيئة بالتكامل مع الجهات المعنية خططًا لتنظيم الحشود والإرشاد في الحرمين الشريفين وساحاتهما، حيث وفرت لوحات إرشادية حسب المواقع وأفرادًا متخصصين للإرشاد المكاني، مع تخصيص مسارات واضحة في الممرات لضمان سلاسة الحركة، وتهيئة المصليات في الحرمين الشريفين لاستيعاب أكبر عدد من المصلين مع ضمان راحتهم، وإطلاق مبادرة "المرشدين الراجلين" التي توفر فرق إرشادية مدربة لمساعدة الزوار والمعتمرين على التنقل بسهولة، والإجابة عن استفساراتهم بعدة لغات.
وفي جانب الخدمات الاجتماعية والإثرائية، تقيم الهيئة معرض "أول بيت" وذلك في التوسعة السعودية الثالثة بالمسجد الحرام والذي يستعرض قصة بناء الكعبة المشرفة باستخدام الشاشات الرقمية والتعريف بمعالم الكعبة المشرفة بالإضافة إلى عرض مجموعة من المقتنيات، كما تتيح زيارة مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة لاستقبال الزوار واطلاعهم على مراحل صناعة الكسوة، وجُهزت المكتبات في الحرمين الشريفين بكتب متنوعة تُلبي احتياجات المصلين والمعتمرين، كما فعلت نظام رمز تعريف إلكتروني (QR Code) في مصليات الحرمين الشريفين والذي يتيح للزوار الاطلاع على محتوى ديني إثرائي يشمل الأحاديث النبوية والآيات القرآنية والأدعية والفيديوهات الدينية، ووفرت المصاحف في مختلف أرجاء المسجد الحرام والمسجد النبوي.