يقول الله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ - وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ - وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ [يس: 41،42].
السفن تعد وسيلة من وسائل التنقل، فمنها تقاربت الشعوب وارتفع بها الاقتصاد وزادت التجارة، ولكي تستطيع السفن التنقل عبر البحار فلا بد أن تكون كثافة السفن أقل من كثافة الماء التي تمثل كثافة تصل لـ1000 كجم/م3، فكلما زادت كتلة المادة المصنوعة منها السفن، كلما غُمر جزءً أكبر منها داخل الماء، وكلما قلت كتلة المادة قل الجزء المغمور منها.
كما يعتمد صناع السفن على تشكيل السفينة على شكل حرف u؛ لتساعدها على أن تبقى مرتفعة على سطح البحر. وأول سفينة صنعتها البشرية كانت على يد سيدنا نوح -عليه السلام- التي تعلم صنعتها من الله سبحانه وتعالى، وكانت مصنوعة من الخشب، والمسامير والدليل في ذلك قوله تعالى وتبارك: وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ « القمر: 13» فكلمة «دُسُر» تأتي بمعنى مسامير.
ومن قدرة تعالى وتبارك أن السفن تبقى ثابتة ما لم يحركها الرياح أو المكائن، فقال الله تعالى:
وَمِنْ آيَاتِهِ ٱلْجَوَارِ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلَامِ - إِن يَشَأْ يُسْكِنِ ٱلرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [الشورى:32،33]،
والرياح كانت المحرك الأساسي التي تعتمد عليها السفن، ومع كثرة استخدام البحارة للسفن، ولحتى وصولهم للقرن السابع عشرًا، اكتشفوا البحارة بأن هناك طريقًا معينًا من الولايات المتحدة إلى أوروبا حين يعبرون منه، يصلون بشكل أسرع من غيره من الطرق، وبان لهم حينها أنه بسبب يرجع إلى تيار البحر، فمع تطور صناعة السفن، اعتمدوا على المحركات والتيار دون الرياح لتحريك السفن، ومعها زادت سرعتها.
وعلى الرغم من زيادة وسائل المواصلات والنقل، إلا أنه إلى الآن ما زالوا يعتمدون على السفن بشكل رئيس، لأنها تتميز عن أي عملية نقل ثانية كونها من أقل وسائل تكلفة؛ لأنها قادرة على حمل الأطنان في رحلة واحدة، فتحمل النفط، والبشر، والمعادن منها الحديد وغيرها، فسبحان الله البارع القوي.
المصادر:
-برنامج فسيروا، فهد الكندري.