ليست ككل المكتبات الخاصة والعامة، لأنها تنفرد بأنها المقابلة لبيت الله الحرام، وداخل أروقة الحرم المكي، هي مكتبة المسجد الحرام، التي أصبحت مصدر مهم من مصادر إبراز رسالة الحرمين الشريفين، ومنصة ثقافية تستقبل أطياف متنوعة من زوار ومحبي العلم والثقافة.
جنسيات مختلفة، بثقافات وفكر متباين، من معظم دول العالم يزورون المكتبة للاستمتاع بالمطالعة والتزود العلمي في رحلات الحج والعمرة خلال هذه الأيام من أيام سيد شهور العام شهر رمضان المبارك.
وتعتبر مكتبة المسجد الحرام، أحد الصروح العلمية الثقافية بمكة المكرمة، التي تفاعلت معهم بما هيأته لهم من أوعية معلومات بأشكال مختلفة، وما تقدمه لهم طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة، وبخدمات متنوعة تتواكب والمستجدات الحديثة، مما جعلها ترقى لأن تصبح بتوفيق الله إحدى أهم المكتبات لاقتران اسمها بأطهر البقاع قاطبة ومهوى أفئدة المسلمين، وبما تقدمه من خدمات للباحثين والقراء وطالبي العلم والحجاج والمعتمرين.
وافتتح المكتبة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -أمير منطقة مكة المكرمة- في يوم السبت الموافق 22 رجب 1434هـ وتقع بالدور الثاني من توسعة الملك فهد -رحمه الله-، وتبلغ مساحة المكتبة أكثر من 800م، كما تسعى لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وخدمة الاستعلامات، وخدمة التصوير الذاتي، وخدمة تصفح الكتب الرقمية، وخدمة الصوتيات -الخطب، الدروس، التلاوات ...وغيرها-، وخدمة النسخ -الكتب الرقمية، خطب-، ويأتي افتتاح مكتبة المسجد الحرام تعزيزاً لرسالة الحرمين الشريفين العلمية والدعوية، ولتشكل منظومة الخدمات التوجيهية والإرشادية والتعليمية الموجهة لرواد الحرمين الشريفين، وانطلاقاً من توجيهات ولاة الأمر -حفظهم الله- التي تنصّ دائماً وأبداً على بذل كل ما من شأنه العناية والرعاية بقاصدي الحرمين الشريفين وتقديم أفضل وأرقى الخدمات لهم كشرف يعتز به منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ويتسارع في أدائه.
وتعمل المكتبة على إبراز الصورة المشرقة لرسالة الحرمين الشريفين، وتسخير الموارد المتاحة لتقديم أفضل الخدمات المعرفية والمعلوماتية بكفاءة وفاعلية، ولعل من جملة المشاهدات التي رصدتها "الرياض" وهي تدلف إلى المكتبة، التنظيم الملفت في محتويات وإدارة المكتبة، فضلاً عن الجو العلمي والثقافي الذي يتوافق مع عظمة البيت العتيق مما خلق مزيج من السكينة والهدوء.
ياسين مصراتي -معتمر مغربي- ألمح إلى أن زيارة مكتبة المسجد الحرام أصبحت رغبة حقيقة تضاف إلى جملة المكاسب التي تحققها رحلة العمرة، كونها المجاورة لبيت الله، ولأنها حاضنة لمصادر ومخطوطات وكتب قيمة لا تتوفر في كثير من بلدان العالم الإسلامي.