يعتبر الاسم هوية تلازم الإنسان طيلة حياته، حيث يعكس ثقافته، تاريخه، وقيمه، وينظر للاسم على أنه يحمل رسالة ومعنى، وليس مجرد تعريف للإنسان، لذلك يسعى الآباء لاختيار أسماء ذات دلالات تعبر عن طموحاتهم وآمالهم لأبنائهم، وتعكس صفات محمودة، إذ أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلمباختيار الأسماء الحسنة التي تحمل دلالات حسنة، ومعاني جميلة، قائلًا: «إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يومَ القِيامَةِ بِأسمائِكُمْ وأسْماءِ آبائِكُم فأحسِنُوا أسماءَكُم».
في الثقافة الإسلامية، يأتي تأثير القرآن الكريم والسنة النبوية جليًا في اختيار الأسماء الإسلامية، إذ يتم تسميتهم بأسماء الأنبياء والصحابة لما تحمله من مكانة وقدوة يحتذى بها مثل «محمد» و «عمر» «عائشة»، والأسماء التي تعكس روح العقيدة الإسلامية، كالأسماء التي تبدأ بلفظ الجلالة «عبدالله» «عبدالرحمن»، حيث تحمل معاني التوحيد والخضوع لله، إلا أن طرق اختيار الأسماء تختلف بين الدول الإسلامية حول العالم وفقًا لعاداتها، وهذا يعكس التنوع الثقافي بين المسلمين، من جهة أخرى، يميل الاختيار إلى الأسماء التقليدية المستمدة من التاريخ الإسلامي، وتنتشر الأسماء المركبة التي تحتوي على معاني دينية، مثل « نور الدين» الذي يعني ضياء الإيمان والدين، و»عماد الدين» الذي يعبر عن أساس وركيزة الدين، وتنتشر هذه الأسماء بكثرة في الهند وباكستان وبنغلاديش.
من ناحية أخرى، في تركيا تحمل الأسماء معاني دينية عميقة وتتداخل مع التاريخ والتراث التركي، مثل «قدر» ومعناه قضاء الله وقدره، «أمينة» ويدل على الوثوق والوفاء والتي سوف تصون الأمانة، «ملك» يسمى به للدلالة على الجمال والرقة فهي من صفات الملائكة، وجميع هذه الأسماء تحمل في طياتها دلالات دينية وأخلاقية حميدة.
وفي افريقيا، نجد أن الأسماء الإسلامية تتميز بالتنوع والغنى وتختلف بناءً على التقاليد الثقافية واللغوية في كل منطقة، حيث إن بعض المناطق تنتشر فيها الأسماء العربية التي تحمل معاني إسلامية وتواكب قيم الإسلام، وفي المناطق الأخرى تتداخل الأسماء مع اللغة المحلية، مثل «سليمة» والتي تعني الفتاة الصالحة والمباركة، وتؤثر اللغات على نطق الأسماء وصيغها، مما يمنحها طابعًا مميزًا يربطها بالبيئة.