لم يعد المثل الشعبي الدارج، وذائع الصيت "أهل مكة أدرى بشعابها" متطابقاً مع الواقع اليوم، لأن المتغيرات الهائلة، في جغرافيا مكة بفعل مشروعات التنموية الكبيرة غير المسبوقة، أصبح من الملائم أن يعاد المثل بصياغة أكثر دقة وهي "أهل مكة أدرى بأنفاقها وجسورها".

وتعد الأنفاق للمركبات والمشاة بأم القرى من الحلول الهندسية الرائدة لتحسين انسيابية الحركة في العاصمة المقدسة، التي تتميز طبيعتها بحشد كبير من الجبال عالية الارتفاع وشديدة القوة، خاصةً مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين، وتمتد هذه الأنفاق عبر جبال مكة، مخترقة ضخامتها، مما يتيح التنقل السريع لمختلف المركبات بين مختلف الأحياء في أم القرى.

وبدأت فكرة إنشاء الأنفاق في مكة المكرمة، مع التوسع العمراني الذي شهدته المدينة، وازدياد أعداد الحجاج والمعتمرين، حيث كان من المهم، إيجاد حلول مبتكرة، لتسهيل الحركة المرورية وللمشاة في المدينة الجبلية، بهدف تسهيل حركة الحجاج والمعتمرين، خاصةً في أوقات الذروة، وتخفيف الازدحام في الشوارع الرئيسة، وربط الأحياء السكنية بالحرم المكي والمشاعر المقدسة، تعزيز السلامة المرورية بفضل الأنظمة الحديثة المستخدمة فيها.

تاريخ الأنفاق في مكة المكرمة الذي بدأ مع نهاية السبعينات الميلادية يعكس تطور المدينة المقدسة وتكيفها مع تزايد أعداد الزوار، مما جعلها نموذجًا عالميًا في البنية التحتية المتقدمة، حيث تعود فكرة تشييد أول نفق للمركبات في العاصمة المقدسة، إلى عهد الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وبحسب إحصائية حديثة صادرة من أمانة العاصمة المقدسة؛ بلغ مجموع أطوال الـ 66 نفقاً 34727 متراً.

وتُعد الجسور العملاقة حلولاً هندسية أسهمت بجلاء في إذابة الزحام في مدينة متجددة بقوافل الحجاج والمعتمرين، حيث حولت جسور الطرق الدائرية العملاقة مكة المكرمة إلى شبكة غيرت ملامح المدينة المقدسة.

دور مهم في إدارة الحشود