تولى مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الخلافة الأموية بعد مقتل إبراهيم بن الوليد في فترة عصيبة كانت تشهد فيها الدولة الأموية اضطرابات وثورات متزايدة. عُرف مروان بشجاعته وقدرته العسكرية، إذ خاض العديد من المعارك ضد أعدائه الداخليين والخارجيين، لكن الظروف السياسية المعقدة وسلسلة الانتفاضات المتتالية جعلت حكمه صعبًا وغير مستقر.
منذ بداية خلافته، واجه مروان معارضة قوية من أبو مسلم الخراساني الذي قاد الثورة العباسية في خراسان، حيث نجح في حشد الدعم وإضعاف سلطة الأمويين تدريجيًا. ومع اتساع نفوذ العباسيين، لم يتمكن مروان من السيطرة على الأوضاع، واضطر إلى التنقل بين الشام والعراق في محاولات مستميتة للحفاظ على حكمه.
وفي ظل هذه التحديات، تحركت الجيوش العباسية بقيادة عبدالله بن علي لملاحقة مروان، الذي اضطر إلى الفرار إلى مصر بعد هزائمه المتتالية. وهناك، وقعت معركة فاصلة عام 132هـ انتهت بمقتله، لتسدل الستار على حكم بني أمية في المشرق، معلنة بداية الدولة العباسية.
كان سقوط مروان إيذانًا بنهاية عصر دام أكثر من تسعين عامًا، شهدت خلاله الدولة الأموية اتساعًا غير مسبوق، لكنها انتهت بسبب الصراعات الداخلية والتوترات السياسية التي استغلها العباسيون لصالحهم. وبمقتله، انتهت مرحلة من التاريخ الإسلامي، وبدأت مرحلة جديدة تحت حكم العباسيين، الذين أعادوا رسم الخريطة السياسية للعالم الإسلامي.