يعكس الحجاب الإسلامي الهوية الدينية للنساء المسلمات، ويختلف بأشكاله فينقل الهوية الثقافية، ويختلف الحجاب في طريقة ارتدائه وفقًا للعادات والتقاليد لكل دولة ومجتمع، نرى في المجتمعات المحافظة أن الألوان الداكنة وتصاميم معينة تسود على زي المرأة المسلمة، بينما قد تتبنى المجتمعات المنفتحة ألواناً وأشكالاً وتصاميم أكثر تنوعًا، ومن هذه الأنماط: النقاب والخِمار وأشكال عديدة متنوعة تعكس كل منها بيئة وثقافة مميزة.
في المملكة العربية السعودية، يُعد النقاب والحِجاب الشرعي من الملابس التقليدية التي تغطي وجه وشعر المرأة بالكامل، وسُمي بالنقاب لأن العينين تنقب أو تظهر منه، وعادةً ما يكون باللون الأسود، ويرمز النقاب إلى الالتزام الديني والتحلي بالعادات الاجتماعية الدينية، فيعتبر جزءًا لا يتجزأ من الزي الديني الثقافي السعودي.
أما في أفغانستان، فالخمار هو الزي الأكثر انتشارًا بين النساء، يأخذ الخِمار شكل غطاء طويل فضفاض يغطي الرأس والجسم بالكامل، وغالبًا ما يكون متصلًا بغطاء وجه شبكي يسمح بالرؤية دون كشف الملامح، ويتميز الخمار بألوانه المتعددة، إلا أن الأزرق هو الأكثر شيوعًا في المناطق الريفية، مما يعكس تأثير المناخ على اختيار اللون.
في معظم دول الشام وتركيا، ترتدي النساء فيها الحجاب الشرعي الذي يغطي الرقبة والصدغين، وتتعدد أشكاله بتنوع الأقمشة والألوان، يلجأ العديد من النساء إلى دمج الحجاب التقليدي مع لمسات عصرية، مما يعكس مزيجًا بين الالتزام الديني والحداثة.
وفي الدول الغربية، تواجه النساء الغربيات تحديات جديدة فيما يتعلق بالحجاب، حيث يعد في بعض الأحيان موضوعًا للنقاشات الاجتماعية والسياسية، وعلى الرغم من هذه الصعوبات، تقوم العديد منهن بارتداء الحجاب كوسيلة لتعزيز هويتهن الدينية، ويعكس هذا التفاعل بين المجتمعات الغربية والإسلام، وكيف يتكيف الحجاب في بيئات وظروف مختلفة، ليظل رمزًا قويًا للتعبير عن الالتزام والإيمان.
وفي مجتمعات أخرى حول العالم، تختلف أشكال الحجاب، حيث تميل النساء إلى اختيار أنماط وطرق تعكس شخصياتهن، وتتماشى مع ذوقهن الفردي، ويعكس هذا التنوع تأثر الحجاب بالثقافات المختلفة، ما يجعله رمزًا حيًا يجمع بين الالتزام الديني والتعبير عن الهوية الشخصية.