مع تولي الخليفة موسى الهادي بن المهدي العباسي الحكم في ربيع الأول سنة 169 هـ، دخلت الدولة العباسية مرحلة جديدة من التغيرات السياسية والإدارية. لم يدم حكمه طويلًا، لكنه شهد استمرارًا لنهج والده المهدي في إدارة شؤون الدولة، ومن بينها مكة المكرمة، التي كانت تحظى بمكانة خاصة لدى الخلفاء العباسيين.
إدارة مكة في عهد موسى الهادي
رغم قصر مدة خلافته، استمر العباسيون في تعيين ولاة أكفاء للحفاظ على استقرار مكة، وتأمين الحج، وضبط الأمن في المدينة المقدسة. وقد ورد في بعض المصادر أن عبدالله بن العباس كان أحد ولاة مكة خلال هذه الفترة، إلا أن التفاصيل حول إدارة المدينة في عهد الهادي لا تزال غير واضحة بشكل كامل.
التحديات السياسية وتأثيرها على مكة
كان عهد موسى الهادي مضطربًا سياسيًا، حيث تصاعدت النزاعات داخل البيت العباسي، خصوصًا بين أنصار الهادي وأخيه هارون الرشيد، الذي كان الخليفة التالي. وبالإضافة إلى ذلك، شهدت الحجاز اضطرابات بسبب تحركات الحسين بن علي بن الحسن، الذي دخل مكة في سنة 169 هـ، واستولى على دار الإمارة، ما أدى إلى حدوث بعض التوترات داخل المدينة.
ولمواجهة هذا التهديد، تحركت قوات الدولة لإعادة السيطرة على مكة، ورغم هذه الاضطرابات، استمرت مواسم الحج بشكل طبيعي، مما يشير إلى نجاح إدارة العباسيين في احتواء الموقف سريعًا.
وفاة الهادي وانتقال الحكم
في ربيع الأول سنة 170 هـ، وبعد عام واحد فقط من توليه الخلافة، توفي موسى الهادي، لينتقل الحكم إلى هارون الرشيد، الذي أصبح من أشهر الخلفاء العباسيين. ومع هذا التغيير في القيادة، واصل العباسيون سياستهم في ضبط الأمن في مكة، وضمان استقرارها، من خلال تعيين ولاة قادرين على إدارة شؤونها بكفاءة.
رغم قصر مدة حكمه، فإن عهد موسى الهادي شهد استمرار النهج العباسي في إدارة مكة، حيث بقيت المدينة تحت السيطرة المركزية للخلافة، وظل الأمن مستتبًا، مما ساهم في تأمين رحلة الحجاج إلى البيت الحرام، واستمرار مكانة مكة كأهم مركز ديني في العالم الإسلامي
المصادر:
-كتاب أمراء مكة عبر عصور الاسلام، مكتبة المعارف، عبدالفتاح رواه