اختلفوا في تحديد شكل الأرض منذ قديم الزمان، فالبعض يقول إنها مسطحة، والآخر يقول إنها كروية، ومع تطور العلم والحداثة في زمننا هذا خرج الإنسان خارج كوكبه، ونظر إليه بعينه من بعيد فكانت كروية الشكل «الكورة الأرضية».
وكل الحقائق والأدلة العلمية تعطي دلالة بأن الأرض كروية، فالقمر دائري، والشمس أيضًا دائرية وحتى جميع الكواكب، فلما لا تكون الأرض مثلهم كروية أيضاً، ويقول الله جل في علاه:
خَلَقَ ٱلسَّمواتِ وَٱلْأَرْضَ بِٱلْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ ٱلَّيْلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِى لِأَجَل مُّسَمًّى أَلَا هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَارُ «الزمر: 5»،
وكلمة يكور في اللغة، يعني أن يلف، فهل يمكن أن نكور شي ليس بكروي؟ وإذا كانت الأرض مسطحة فأين إذاً نهايتها وبدايتها؟
وشروق الشمس وغروبها يعد هذا دليل على كروية الأرض؛ لأنها تغرب وتشرق في مكان آخر فهل يمكن أن يحدث هذا إذا كانت الأرض مسطحة، والخلافة الأموية هي أول دولة أعلنت عن أن الأرض كروية، وذلك في كان عهد الخليفتين الأمين والمأمون.
وقد نلاحظ بأن حينا نذهب للشاطئ، ونرى السفينة في البحر تبتعد عننا تدريجيًا، وبعدها تنزل ثم تختفي، وذلك يحدث لأن الأرض على شكل كروي، ومن الأدلة على أن الأرض كروية هو حدوث فصول السنة الأربعة، وأيضًا لو سافرنا في اتجاه واحد وبخط مستقيم لفترة طويلة فإننا سوف نعود لنقطة انطلاقنا حيثما بدأنا، وهذا دليل على كروية كوكبنا، ومن رحمة ربي علينا بأن جعل الأرض مستوية لنستطيع العيش بها؛ لأن الأرض كبيرة جدًا بمقارنة مع أحاجمنا فهذي الكروية لا نشعر بها أبدأ وذكر الله في كتابه عدة أدلة على ذلك، فيقول جل في علاه: {وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرضَ بِسَاطا} [نوح: 19]، وبساطا تعني سهلة وبسيطة ومهيأة للعيش والانتفاع منها، وقال الله سبحانه وتعالى: {أَلَم نَجعَلِ ٱلأَرضَ مِهدا} «النبأ: 6»، والمهاد تعني فراش كمهاد الطفل الرضيع، أي وأنها ممهدة كقولنا الطريق ممهد للعبور عليه، وتعني ميسر ومهيأ للمشي به.
-كتاب موسوعة الإعجاز العلمي
في القرآن والسنة، [محمد راتب النابلسي]
-برنامج فسيروا، فهد الكندري.