فاز مسعود بزشكيان بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، بعد حصوله على نحو 55 في المئة من أصوات الناخبين. وأظهرت النتائج النهائية الرسمية للانتخابات الرئاسية الإيرانية أمس فوز بزشكيان بولاية رئاسية مدتها أربعة أعوام على منافسه سعيد جليلي، بعد حصوله على 16 مليونًا و384 ألفًا و403 أصوات، فيما حصل منافسه جليلي على 13 مليونًا و538 ألفًا و179 صوتًا بعد فرز 30 مليونًا و530 ألفًا و157 صوتًا من مراكز الاقتراع في إيران وخارجها، في حين بلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية 8ر49 في المئة. وكانت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية قد أجريت في الـ28 من شهر يونيو الماضي بين أربعة مرشحين لم يحصل أي منهم على النسبة المطلوبة من أصوات الناخبين (50 في المئة + 1) للفوز بالانتخابات.

وفي أول تصريح له منذ إعلان فوزه أكد بزشكيان السبت أنه "سيمد يد الصداقة للجميع". وقال للتلفزيون الرسمي "سنمد يد الصداقة للجميع، نحن جميعنا شعب هذا البلد. علينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدّم البلد".

وأدلى الإيرانيّون بأصواتهم الجمعة في الدورة الثانية من انتخابات رئاسيّة تواجه فيها بزشكيان الذي يدعو للانفتاح على الغرب، والمفاوض السابق في الملفّ النووي المحافظ المتشدّد جليلي المعروف بمواقفه المتصلّبة إزاء الغرب.

ولقيت هذه الدورة الثانية متابعة دقيقة في الخارج، ودُعي نحو 61 مليون ناخب في إيران الجمعة للإدلاء بأصواتهم في 58638 مركزا في أنحاء البلاد الشاسعة، وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند منتصف الليل (20,30 ت غ) بعد تمديد التصويت ستّ ساعات.

في الدورة الأولى، نال بزشكيان الذي يدعو إلى الانفتاح على الغرب، 42,4 % من الأصوات في مقابل 38,6 % لجليلي المعروف بمواقفه المتصلّبة في مواجهة القوى الغربيّة، بينما حلّ ثالثاً مرشحّ محافظ آخر هو محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى. وحظي بزشكيان البالغ 69 عاما بتأييد الرئيسَين الأسبقَين الإصلاحيّ محمد خاتمي وحسن روحاني.

أمّا خصمه البالغ 58 عاما فحظي خصوصا بتأييد محمّد باقر قاليباف الذي حصد في الدورة الأولى 13,8 بالمئة من الأصوات. وهذه الانتخابات التي جرت دورتها الأولى في 28 يونيو نُظّمت على عجَل لاختيار خلف لابراهيم رئيسي الذي قُتل في حادث مروحيّة في 19 مايو. وجرت هذه الانتخابات وسط حالة استياء شعبي ناجم خصوصا من تردّي الأوضاع الاقتصاديّة بسبب العقوبات الدوليّة المفروضة على الجمهوريّة الإسلاميّة.

يشار إلى أن بزشكيان، وهو جراح قلب من شمال غرب إيران، خدم في الجيش خلال حرب الخليج، وكان يمارس المهنة لسنوات في مدينة تبريز. وقام بحملة هادئة تدعو إلى تجديد الثقة بين الحكومة والمواطنين الإيرانيين. وفي أوائل التسعينيات، فقد بزشكيان زوجته وأحد أبنائه في حادث سير. وغالبا ما كان يظهر في تجمعات حملته الانتخابية مع ابنته وحفيده. وفي المناظرات التلفزيونية، وصف بزشكيان نفسه بأنه سياسي محافظ يؤمن بأن الإصلاحات ضرورية. ودعا بزشكيان إلى تحسين العلاقات مع الغرب.