التقى المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فلوريدا، يوم الجمعة، وانتقد ترمب بشدة منافسته السياسية المحتملة كامالا هاريس. وقال عن هاريس، منافسته المحتملة في السباق الرئاسي لعام 2024، عقب اللقاء مع نتنياهو: "في الواقع لا أعرف كيف يمكن لشخص يهودي أن يصوت لها، لكن الأمر متروك لهم". ووصف ترمب تصريحات هاريس التي أدلت بها بعد اللقاء مع نتنياهو يوم الخميس بأنها "عديمة الاحترام". ويزور نتنياهو حاليًا الولايات المتحدة والتقى مع الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته هاريس، بعد إلقاء خطاب أمام الكونغرس. ودعا ترمب وهاريس رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى بذل المزيد من الجهد لحماية السكان المدنيين في غزة. كما حثاه على الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار لتسهيل إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حركة حماس الفلسطينية.

وقالت هاريس بعد الاجتماع: إنها أعربت عن "قلقها البالغ" بشأن حجم المعاناة الإنسانية في غزة خلال حديثها مع نتنياهو. وتابعت: "لا يمكن أن نغض الطرف في مواجهة هذه المآسي. لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن نصبح عديمي الإحساس بالمعاناة ولن أصمت". ويعد اللقاء بين نتنياهو وترمب هو أول لقاء وجهاً لوجه بينهما منذ مغادرة ترمب البيت الأبيض منذ أكثر من ثلاث سنوات. وأكد ترمب لنتنياهو تضامنه الكامل معه خلال اللقاء، حسب ما ذكره مكتب ترمب.

وأكد الرئيس السابق ترمب أنه سيفعل كل ما في وسعه لتعزيز السلام في الشرق الأوسط ومحاربة معاداة السامية في الجامعات الأميركية إذا أعيد انتخابه. وأشاد نتنياهو، خلال الاجتماع، بالخدمات التي قدمها ترمب لإسرائيل خلال فترة ولايته من 2017 إلى 2021، بحسب ما ذكرته تقارير.

وأشاد نتنياهو بوساطة ترمب في المفاوضات بشأن ما يسمى باتفاق إبراهام، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، ومقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وإنهاء الاتفاق النووي مع إيران، ومكافحة معاداة السامية.

وردّ ترمب على ما أثير من شكوك بشأن الجرح الذي أصاب أذنه خلال محاولة اغتياله بأن أعاد نشر بيان لطبيبه السابق يؤكد فيه أنّ الجرح ناجم عن رصاصة وليس "شظية". وكتب روني جاكسون طبيب ترمب السابق الذي بات الآن عضواً جمهورياً في الكونغرس عن ولاية تكساس، على منصة "تروث سوشال" الاجتماعية التي يملكها الرئيس السابق "لا يوجد دليل على الإطلاق على أنه كان أيّ شيء آخر غير رصاصة". وأعاد ترمب نشر البيان. والجمعة نشر مكتب التحقيقات الفدرالي بياناً أكّد فيه أنّ "أذن ترمب أصيبت برصاصة سواء كانت كاملة أم مجزّأة إلى أجزاء صغيرة". وكان مدير الـ"إف بي آي" كريستوفر راي قال لمشرعين أميركيين الأربعاء: إنّ هناك بعض الشكوك "إن كانت رصاصة أو شظية، كما تعلمون، ما أصاب أذنه". وأصيب ترمب في أذنه اليمنى خلال تجمّع انتخابي في 13 يوليو في بنسلفانيا، ونجا ممّا وصفه مكتب التحقيقات الفدرالي بأنه محاولة اغتيال عندما أطلق مسلّح ثماني رصاصات عليه أثناء إلقائه خطاباً. ولم يصدر أيّ تأكيد لطبيعة جرح ترمب من أي جهة طبية أو من سلطات إنفاذ القانون، وكانت تعليقات راي هي أول تفصيل رسمي مدوّن بهذا الشأن من مسؤول كبير.

وردّاً على بيان مكتب التحقيقات الفدرالي قال ترمب في منشور على منصّته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشل": إنّ "هذا على ما يبدو لي أفضل اعتذار سنحصل عليه من المدير راي، لكنّه اعتذار مقبول بالكامل".

وأظهر استطلاع رأي لصحيفة وول ستريت جورنال نُشر الجمعة أن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترمب يتقدم بفارق نقطتين مئويتين على كاملا هاريس نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة المحتملة عن الحزب الديمقراطي. وكان ترمب يتقدم بفارق ست نقاط مئوية في استطلاع سابق من هذا الشهر على الرئيس جو بايدن الذي انسحب من السباق الرئاسي. ويتقدم ترمب على هاريس بنسبة 49 في المئة مقابل 47 في المئة وفقاً لاستطلاع الرأي الذي شارك فيه ألف ناخب مسجل بهامش خطأ يزيد أو ينقص 3.1 نقطة مئوية.

وأيّد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما مسعى الديموقراطية كامالا هاريس للوصول إلى البيت الأبيض الجمعة، ما يعطي دفعاً كبيراً لحملتها للتغلب على ترمب في انتخابات نوفمبر. وكتب أوباما على منصة إكس "اتصلنا أنا وميشيل في مطلع الأسبوع بصديقتنا كامالا هاريس. قلنا لها إننا نعتقد أنها ستكون رئيسة ممتازة للولايات المتحدة وإنها تحظى بدعمنا الكامل". وتابع: "في هذه اللحظة الحرجة التي تمر بها بلادنا، سنبذل كل ما في وسعنا لضمان فوزها في نوفمبر. نأمل أن تنضموا إلينا".

يعطي موقف أوباما مزيداً من الزخم لحملة هاريس (59 عاماً) التي حصلت على تأييد واسع منذ أعلن الرئيس جو بايدن الأحد انسحابه ودعمه ترشحها.

ونقلت صحيفة بوليتيكو الأميركية عن شخصين مطلعين القول: إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيعلن عن خطط لإصلاح المحكمة العليا يوم الاثنين، وأضافت أنه من المرجح أن يدعم تحديد فترات ولاية القضاة وقواعد أخلاقية قابلة للتنفيذ. وكان بايدن قال الأسبوع الماضي خلال خطاب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض: إنه سيدعو إلى إصلاح المحكمة. ومن المتوقع أيضاً أن يسعى إلى تعديل دستوري للحد من حصانة الرؤساء وبعض شاغلي المناصب الأخرى، حسبما أوردت صحيفة بوليتيكو، وذلك في أعقاب حكم المحكمة العليا في يوليو بأن الرؤساء يتمتعون بحصانة واسعة من الملاحقة القضائية. وأضاف التقرير أن بايدن سيعلن عن ذلك في تكساس يوم الاثنين وقد تحدث تغييرات على تلك المقترحات المحددة.