عبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن أمله في أن تتراجع إيران عن موقفها رغم تهديدها بالانتقام لاغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران في الوقت الذي تصاعدت فيه المخاوف من أن تتحول الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط. وارتفعت حدة التوترات الإقليمية في أعقاب اغتيال هنية يوم الأربعاء، بعد يوم من غارة إسرائيلية في بيروت أسفرت عن مقتل فؤاد شكر، القائد العسكري الكبير في جماعة حزب الله اللبنانية.
وألقت إيران وحماس باللوم على إسرائيل في مقتل هنية، وتعهدتا ومعهما حزب الله، بالانتقام. وعندما سأله الصحفيون عما إذا كانت إيران ستتراجع، قال بايدن "آمل ذلك. لا أعرف". وفي مسعى لتعزيز الدفاعات في الشرق الأوسط ردا على التهديدات من أعداء إسرائيل، قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها ستنشر طائرات مقاتلة إضافية وسفن حربية تابعة للبحرية في المنطقة.
وكان مقتل هنية واحداً من سلسلة عمليات قتل لشخصيات بارزة في حركة حماس مع اقتراب حرب غزة من شهرها الحادي عشر، مما أثار المخاوف من تحول الصراع في غزة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط. وواصلت الولايات المتحدة وشركاؤها الدوليون، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا وإيطاليا ومصر، اتصالاتهم الدبلوماسية سعيا لمنع المزيد من التصعيد الإقليمي.
وحثت الولايات المتحدة رعاياها الراغبين في مغادرة لبنان على البدء في التخطيط لمغادرتهم على الفور، ونصحت الحكومة البريطانية رعاياها "بالمغادرة الآن". وحذرت كندا رعاياها من السفر إلى إسرائيل، قائلة إن الصراع المسلح الإقليمي يعرض الأمن للخطر.
وأوصت فرنسا الأحد رعاياها المقيمين في إيران "بمغادرة البلاد مؤقتا" إذا استطاعوا، متحدثة عن احتمال إغلاق المجال الجوي والمطارات الإيرانية في سياق التوتر المتزايد مع إسرائيل.
ميدانياً أعلن الجيش الإسرائيلي أن حزب الله أطلق حوالي 30 صاروخاً من لبنان، على منطقة "الجليل"، في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، بعد أن أعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجوم، بعد وقت قصير من منتصف الليل.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن منظومة الدفاع الجوي "القبة الحديدية" اعترضت معظم تلك الصواريخ، على الرغم من أن واحدا منها سقط على بلدة "بيت هلل الشمالية" وسقطت عدة صواريخ أخرى في مناطق مفتوحة، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الأحد. ولم ترد أنباء عن وقوع أي إصابات في الهجوم. وردا على ذلك، قصفت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، الراجمة التي تم استخدامها في الهجوم، في بلدة "مرجعيون" بجنوب لبنان وبنية تحتية أخرى لحزب الله في المنطقة.
وأضاف الجيش الاسرائيلي أنه قصف أيضا منطقة "العديسة" بالمدفعية بهدف "إزالة التهديد".
وكان حزب الله اللبناني، قد أعلن في وقت مبكر من صباح الأحد إطلاق عشرات الصواريخ على منطقة الجليل الأعلى بشمالي إسرائيل ردا على الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت قرى بجنوبي لبنان وأسفرت عن إصابة مدنيين.
وجاء في بيان صادر عن حزب الله "قصفنا للمرة الأولى مستعمرة بيت هلل بعشرات من صواريخ الكاتيوشا رداً على استهداف المدنيين جنوبي لبنان".
وتابع البيان "أدخلنا على جدول نيراننا المستوطنة الجديدة بيت هلل وقصفناها لأول مرة بعشرات صواريخ الكاتيوشا"
وأضاف البيان "استهداف بيت هلل جاء ردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية وخصوصاً الاعتداءات التي طالت قريتي كفركلا ودير سريان وإصابة مدنيين".