دعت المعارضة الفنزويلية الإثنين الجيش إلى "الوقوف إلى جانب الشعب" بعدما أعلن المجلس الانتخابي الوطني فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية ثالثة في نتيجة طعن بصحّتها كثر داخل البلاد وخارجها.
وكتبت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو ومرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا في بيان مشترك "نناشد ضمائر الجيش والشرطة أن يقفوا إلى جانب الشعب وإلى جانب عائلاتهم هم".
وفي محاولة لضمّ الجيش إلى صفّهما، تعهدا بتقديم "ضمانات لأولئك الذين سيؤدّون واجبهم الدستوري"، مذكّرين بأنهما يملكان "أدلّة غير قابلة للجدل" على فوز غونزاليس أوروتيا بالانتخابات وذلك بعدما حلّ مكان ماتشادو التي أُعلنت غير مؤهلة لخوض الاقتراع.
وبعيد هذه الدعوة، أعلنت النيابة العامة الفنزويلية أنّها فتحت تحقيقاً جنائياً بحقّ كلّ من غونزاليس وماتشادو، وذلك بتهم عدة من بينها "اغتصاب السلطة ونشر معلومات كاذبة والتحريض على عصيان القوانين والتحريض على التمرد والتآمر الإجرامي".
وقالت النيابة العامة إن غونزاليس وماتشادو "يعلنان عن فائز زائف في الانتخابات الرئاسية (...) ويحرضان علنًا عناصر الشرطة والجيش على العصيان". وأدّت الاضطرابات التي أعقبت إعلان فوز مادورو إلى مقتل 11 مدنيًا، وفقًا لمنظمات حقوق الإنسان.
من جانبه، أعلن مادورو مقتل اثنين من عناصر الحرس الوطني واعتقال أكثر من ألفَي شخص، واعدًا بمواصلة القمع ضد ما وصفها بمحاولة "انقلاب إمبريالي". وبعد يومين فقط من الانتخابات التي أعلن رسميًا فوز مادورو فيها، أكّد وزير الدفاع الجنرال فلاديمير بادرينو ولاءه للرئيس. وكتب بادرينو "نؤكد مجددًا ولاءنا المطلق ودعمنا غير المشروط للمواطن نيكولاس مادورو موروس، الرئيس الدستوري وقائدنا الأعلى الذي أعيد انتخابه شرعًا من السلطة الشعبية" مضيفا أن الجيش سيتحرك "بقوة" من أجل "الحفاظ على الانتظام الداخلي".
من جهتها، أعلنت هيئة الانتخابات الوطنية أنّها سلّمت الاثنين محاضر فرز الأصوات في مراكز الاقتراع كاملة إلى المحكمة العليا.
ونشر في هذه المحاضر مطلب رئيسي للمعارضة وللدول التي تشكّك بفوز مادورو في الانتخابات.
ولم تقدّم السلطات الانتخابية حتى الآن تفاصيل حول الانتخابات في كلّ مركز اقتراع، بحجة أنها ضحية عملية قرصنة إلكترونية. وترى المعارضة في ذلك مناورة لتجنّب الكشف عن النتائج الحقيقية.
والجمعة، صادق المجلس الوطني الانتخابي على فوز مادورو بنسبة 52 % من الأصوات مقابل 43 % لصالح إدموندو غونزاليس أوروتيا. لكنّ المعارضة طعنت بهذه النتائج، مؤكّدة أنّ مرشّحها فاز بنسبة 67 % من الأصوات. وترى المعارضة كما عدد كبير من المحللين أن المجلس الوطني الانتخابي والمحكمة العليا يخضعان لأوامر السلطة.
ويشير محامي المعارضة بيركينز روتشا إلى أن مادورو "يعترف ضمنًا بأن لا أحد يؤمن بإعلان المجلس الوطني الانتخابي لدرجة أنه يطلب تدخّل سلطة أخرى للتصديق على فوزه". ويضيف "يعلم السيد مادورو أنه يستطيع الاعتماد على محكمة عليا راكعة أمامه".
ومساء الاثنين، أعلنت رئيسة المحكمة العليا كاريسليا بياتريز رودريغيز استلامها المحاضر، مشيرة إلى أن المحكمة لديها "15 يومًا قابلة للتمديد" لدراسة المحاضر. واستدعت مرشحين ومسؤولين لجلسات استماع، بينهم غونزاليس أوروتيا الأربعاء والرئيس مادورو الجمعة.
وفي باريس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يدعمان "تطلعات الشعب الفنزويلي لإجراء انتخابات شفافة".
من جهتها، دعت واشنطن على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر "الأطراف الفنزويلية إلى بدء نقاش حول انتقال سلمي ومحترم للسلطة"، وكذلك إلى "الشفافية ونشر النتائج المفصّلة".
وردًا على التصريحات الأميركية، اعتبرت وزارة الخارجية الفنزويلية أنه "من الواضح أن الولايات المتحدة تقود محاولة الانقلاب وتتجاهل الإرادة الديموقراطية للشعب الفنزويلي".
وسار الآلاف من أنصار مادورو الاثنين كما هو الحال كل يوم تقريبًا منذ الانتخابات، في وسط كاراكاس للتعبير عن دعمهم له.
وقال مادورو "إما أنكم مع العنف أو مع السلام. إما مع الفاشيين أو مع الوطن. إما مع الإمبريالية أو مع فنزويلا".
ودعا خلال التجمّع كذلك إلى مقاطعة تطبيق واتساب، قائلًا "قولوا لا لواتساب! (...) من خلال واتساب، يهددون الجيش الفنزويلي والشرطة وقادة الشارع والمجتمع".