بلينكن أبلغنا إيران وإسرائيل بضرورة عدم التصعيد
أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ الولايات المتّحدة "لن تتسامح" مع أيّ هجوم يستهدف قواتها في الشرق الأوسط، وذلك غداة إصابة سبعة عسكريين أميركيين في قصف صاروخي طال قاعدة عين الأسد في العراق.
وهجوم الاثنين هو الثالث خلال أقلّ من شهر الذي يستهدف قاعدة عين الأسد الواقعة في غرب العراق والتي تستضيف قوات أميركية وأخرى من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي. وقال أوستن خلال مؤتمر صحافي في أنابوليس "لا تخطئوا الظنّ: الولايات المتّحدة لن تتسامح مع أيّ هجوم على قواتنا في المنطقة". وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قال في وقت سابق إن الهجوم أسفر عن إصابة خمسة عسكريين أميركيين ومتعاقدَين أميركيَّين، جميعهم حالهم مستقرة.
وفي بيان أصدره البنتاغون بشأن اتصال جرى بين وزيري الدفاع الأميركي لويد أوستن والإسرائيلي يوآف غالانت، وصفت وزارة الدفاع الأميركية القصف الصاروخي على قاعدة عين الأسد بأنّه "هجوم شنّته ميليشيا موالية لإيران على قوات أميركية"، مشيرة إلى أنّ الوزيرين حذّرا من أنّه "يشكّل تصعيداً خطيراً".
من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة نقلت رسالة إلى إيران وإسرائيل مفادها أنه يتعين عدم تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، لكن وزارة الدفاع "البنتاغون" حذرت من أنها لن تتسامح مع الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة. وتستعد منطقة الشرق الأوسط لموجة جديدة محتملة من الهجمات من جانب إيران وحلفائها في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وقائد عسكري كبير في جماعة حزب الله اللبنانية الأسبوع الماضي. وذكر بلينكن أن المسؤولين على اتصال مستمر مع الحلفاء والشركاء في المنطقة وأن هناك "توافقا واضحا في الآراء" على أنه لا ينبغي لأحد أن يصعد الوضع. وقال بلينكن "انخرطنا في دبلوماسية مكثفة مع الحلفاء والشركاء، ونقلنا هذه الرسالة مباشرة إلى إيران. ونقلنا هذه الرسالة مباشرة إلى إسرائيل". وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات، لكنه أشار إلى ضرورة أن يدرك جميع من في المنطقة مخاطر التصعيد وسوء التقدير. وتابع "شن المزيد من الهجمات سيؤدي فقط إلى زيادة خطر حدوث نتائج خطيرة لا يمكن لأحد التنبؤ بها ولا يمكن لأحد السيطرة عليها بالكامل".
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الأميركي جو بايدن قد بحثا الثلاثاء التطورات الإقليمية والتوتر الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن الرئيس المصري تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي استعرضا خلاله أيضا مستجدات الجهود المشتركة المصرية- الأميركية- القطرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأكدا عزمهما على الاستمرار في تلك الجهود لخفض التصعيد واستعادة السلم والأمن الإقليميين. وتطرق الاتصال إلى الشواغل الراهنة بشأن توسع دائرة الصراع في الإقليم، حيث أكد السيسي الرؤية المصرية حول خطورة التداعيات المترتبة على استمرار الحرب بقطاع غزة وتأثيرها السلبي على استقرار المنطقة، أخذاً في الاعتبار أن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، يعتبر النواة الرئيسية لإعادة الهدوء والاستقرار بالإقليم. واتفق الرئيسان في ختام الاتصال على الاستمرار في العمل المشترك المكثف لوقف إطلاق النار، وفي الجهود لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره الضامن الرئيسي للاستقرار والأمن لجميع شعوب المنطقة.
وأكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بدر عبدالعاطي الأربعاء خطورة التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة وأهمية العمل على تكثيف الجهود لتجنب تصاعد وتيرة العنف وعدم الاستقرار في المنطقة. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الوزير عبد العاطي، من كونستانتينوس كومبوس وزير خارجية قبرص، وفق المتحدث باسم الخارجية أحمد أبوزيد. وقال المتحدث، في بيان صحفي، إن الاتصال جاء في إطار التنسيق والتشاور القائم بين الوزيرين لمتابعة تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في إطار خصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين والطابع الاستراتيجي لها. وذكر المتحدث أن عبد العاطي أطلع نظيره القبرصي خلال الاتصال على الاتصالات التي أجراها مع وزراء خارجية العديد من دول المنطقة، والولايات المتحدة وروسيا وعدد من الدول الأوروبية، على مدار الأيام الماضية للعمل على احتواء حالة التوتر والتصعيد الحالية، مؤكداً رفض مصر لسياسة الاغتيالات الإسرائيلية وانتهاك سيادة دول المنطقة.
واتفق الوزيران، على مواصلة التشاور والتنسيق لما يصب في مصلحة شعوب المنطقة.
وفي لبنان أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأربعاء مقتل شخص وإصابة ستة آخرين في قصف إسرائيلي على جنوب البلاد. وقال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان أوردته الوكالة الوطنية للاعلام، إن" غارة العدو الإسرائيلي بمسيرة على بلدة جويا أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد شخص وجرح ستة آخرين".
وأشار البيان إلى "استهداف مسيرة معادية دراجة نارية، بصاروخ في وادي حيدرة في بلدة جويا حيث أفيد عن وقوع إصابات" ، لافتا إلى أنه تصادف مرور سيارة بالقرب من الدراجة لحظة الاستهداف.
وتشهد المناطق الحدودية في جنوب لبنان تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان، منذ الثامن من أكتوبر الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة، وإعلان حزب الله مساندة غزة.
كما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأربعاء إصابة مواطنة في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف بلدة شقرا في جنوب البلاد. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة ، في بيان إن" قصفا مدفعيا استهدف فيه العدو الاسرائيلي أطراف بلدة شقرا في ساعة متأخرة من ليل أمس، أدى إلى إصابة مواطنة بجروح ما استدعى إدخالها المستشفى لإتمام العلاج".
على صعيد آخر قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أمس إن الشائعات عن عملية إجلاء محتملة من لبنان أعطت المواطنين الألمان هناك شعورا زائفا بالأمن، وحثهم على مغادرة البلاد فورا. وأضاف المتحدث "حان وقت مغادرة لبنان الآن"، وطالب المواطنين بتنظيم رحلات المغادرة بأنفسهم حتى لو كان هذا يعني السفر عبر تركيا أو حجز رحلات طيران بأسعار أعلى ثمنا. ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع إعطاء تفاصيل عن الاستعدادات لعمليات الإجلاء المحتملة في حالة تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.
وذكر الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس أن بلاده حصلت على طلبات من أكثر من عشر دول للمساعدة في إجلاء طارئ لرعاياها من لبنان، حال تصاعد الصراع في الشرق الأوسط. وقال خريستودوليدس في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ إن بلاده، تستعد لتفعيل خطة طوارئ. وأضاف أن بعض الدول نقلت بالفعل موظفين دبلوماسيين إلى قبرص واستشهد بخبرة سابقة للبلاد في استقبال الأشخاص الفارين من الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006. وتابع "لدينا علاقات ممتازة مع جميع الأطراف المعنية في المنطقة" مضيفا أن قبرص ينظر إليها بوصفها "وسيط صادق".
وأضاف أن قبرص تتعامل بالفعل مع زيادة في عدد اللاجئين الذين يصلون إلى الجزيرة.