استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، في قصر الحسينية، بعمَّان، الأربعاء، وفد اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.

وترأس أعضاء اللجنة الوزارية، صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالأردن أيمن الصفدي، بحضور دولة رئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية الدكتور محمد مصطفى، وسعادة وزير خارجية مملكة البحرين الدكتور عبداللطيف الزياني، ومعالي وزير خارجية الجمهورية التركية السيد هاكان فيدان، ووزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة قطر سلطان بن سعد المريخي، ونائب وزير الخارجية والهجرة بجمهورية مصر العربية السفير نبيل حبشي، ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.

وبحث جلالة ملك الأردن مع الوفد، المستجدات بالمنطقة، حيث أكد جلالته ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وزيادة المساعدات الإغاثية لأهالي القطاع، محذراً من تداعيات استمرار الحرب على غزة، ومن خطورة الهجمات والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية على أمن المنطقة واستقرارها.

وعقد أصحاب السمو والمعالي والسعادة أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية بشأن التطورات في قطاع غزة، اجتماعاً تنسيقياً برئاسة صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية، ومعالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي، وذلك في العاصمة الأردنية عمّان، بحضور دولة رئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية الدكتور محمد مصطفى، وسعادة وزير خارجية مملكة البحرين الدكتور عبداللطيف الزياني، ومعالي وزير خارجية الجمهورية التركية السيد هاكان فيدان، وسعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة قطر سلطان بن سعد المريخي، ونائب وزير الخارجية والهجرة بجمهورية مصر العربية السفير نبيل حبشي، ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.

ويأتي الاجتماع الوزاري لتنسيق الجهود العربية والإسلامية المشتركة خلال أعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستعقد في مدينة نيويورك خلال الشهر الحالي، إضافة إلى بحث عدد من الموضوعات، وفي مقدمتها جهود وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتصعيد الخطير في الضفة الغربية المحتلة، وإنهاء الكارثة الإنسانية، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق المتضررة.

وبحث الوزراء سبل تكثيف التحرك العربي والإسلامي خلال أعمال الجمعية العامة بما يدعم الجهود الرامية إلى تفعيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ويكفل تلبية حقوق الشعب الفلسطيني، ويخدم الأمن والسلم في المنطقة والعالم.

وناقش الاجتماع، الجهود المشتركة لاتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك في ضوء مبادرة السلام العربية، والمبادرات الدولية ذات الصلة.

حضر الاجتماع، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن نايف السديري، ومدير عام مكتب سمو وزير الخارجية عبدالرحمن الداود، والمستشار في وزارة الخارجية الدكتورة منال رضوان.

حرب إبادة في غزة

ومع دخول حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، يومها ال 352، ركز الاحتلال الإسرائيلي القصف صوب منازل وخيام النازحين، متسببا في مسح عائلات بأكملها خلال الساعات الماضية.

واستشهد، السبت، أربعة فلسطينيين، عقب قصف صاروخي استهدف مجموعة من الفلسطينيين أمام منزل لعائلة النجار في مخيم 1 في مخيم النصيرات وسط القطاع، كما أصيب آخرون برصاص أطلقتها طائرات الاحتلال المسيرة في المخيم.

وبحسب مصادر محلية في مدينة غزة، شنت طائرات الاحتلال غارة على حي الزيتون جنوبي شرق المدينة، أسفرت عن ارتقاء شهيدين على الأقل.

وفي محيط مدرسة الحرية بحي الزيتون جنوب مدينة غزة، استشهد فلسطيني وأصيب اثنان جراء إطلاق نار من مسيرة على المدنيين، من نوع "كواد كابتر"، أطلقت النيران بشكل مفاجئ على المدنيين في محيط المدرسة.

كما أفادت مصادر صحفية، بنسف الاحتلال مباني سكنية في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.

وأكدت مصادر محلية في رفح، تقدم عدد من آليات الاحتلال خلف منطقة البركسات شمال غرب رفح وإطلاق النار بشكل مباشر على الطواقم الطبية أثناء مرورها من محيط المكان.

وأفادت المصادر بقصف إسرائيلي استهدف منطقة ميراج شمال رفح تزامنا مع مرور مركبة الإسعاف من المكان وتضررها بشكل كبير ونجاة طاقمها، بعد انتشال شهيدة من عائلة "ضهير"، كما استهدف القصف المدفعي شرق المدينة.

واستشهد فلسطينيين وعدة إصابات جرّاء قصف الاحتلال لخيمة تؤوي نازحين في منطقة الشيخ ناصر وسط خانيونس.

كما استشهد شاب وأصيب آخرون، فجر السبت، جراء قصف الاحتلال منزلا في خانيونس، وأفادت مصادر محلية، باستشهاد فلسطينين وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال منزلا يعود إلى عائلة "مخيمر" في المدينة.

وأصيب ثلاثة فلسطينين آخرين في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين وسط خانيونس، بينما قصفت طائرات الاحتلال موقعا في محيط مجمع ناصر الطبي غربا.

وكان استشهد ما لا يقل عن 44 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة.

وأفادت مصادر صحفية في غزة باستشهاد 3 مدنيين بينهم طفلان، وإصابة 9 آخرين في قصف إسرائيلي استهدف حافلة بمحيط مفترق العباس غرب مدينة غزة، ونقلت الطواقم الإسعافية المصابين إلى مستشفى المعمداني وإلى النقطة الصحية بمستشفى الشفاء في المدينة، حيث وصفت جروح بعضهم بالخطيرة.

وفي حي الدرج شرق مدينة غزة، استشهد 7 مدنيين وإصابة آخرين، بينهم نساء وأطفال إثر غارة استهدفت منزلا لعائلة الشيخ في الحي، كما استشهد 8 فلسطينيين بينهم سيدتان و3 أطفال، وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة أبو الهطل في منطقة تل النويري غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

واستشهد فلسطيني واحد على الأقل، وأصيب آخرين في استهداف منزل مكون من 3 طوابق يعود لعائلة أبو ربيع في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 41,391 شهيداً و95,760 مصاباً

كما استشهد فلسطيني نتيجة قصف إسرائيلي على مجموعة من الفلسطينيين في شارع الشعف شرق غزة،واستشهد آخر بقصف على منزل لعائلة الزرد غرب المدينة.

وفي المحافظة الوسطى، استشهد 10 فلسطينيين في غارتين، الأولى استهدفت شاليه تؤوي نازحين ما أسفر عن مقتل 9 بينهم 3 أطفال و4 سيدات، فيما استهدفت الغارة الثانية شقة سكنية غرب السوق الجديد في مخيم النصيرات ما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين.

وفي منطقة مصبح شمال رفح جنوبي قطاع غزة أفادت مصادر محلية باستشهاد 13 فلسطينيا بينهم 3 أطفال، و3 نساء، في غارة إسرائيلية على منزلين، وقالت المصادر إنّ القصف أسفر أيضا عن عدد كبير من الجرحى، الذين نُقلوا إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس.

وفي رفح أيضاً استهدفت غارة إسرائيلية دراجة نارية في منطقة خربة العدس شمال المدينة، ما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين.

حصيلة العدوان

وأعلنت مصادر طبية، السبت، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41,391، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.

وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 95,760 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 12 مجزرة بحق العائلات في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 119 شهيدا، و209 مصابين خلال الساعات الـ72 الماضية.

وأوضحت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

دعوات لتحقيق دولي

دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إلى إجراء تحقيق دولي عاجل وفعّال في حادثة إلقاء أفراد من جيش الاحتلال الإسرائيلي جثامين شهداء فلسطينيين من فوق سطح منزل في قباطية شمالي الضفة الغربية المحتلة الخميس.

ووصف المرصد في بيان وصل" الرياض" نسخة منه، السبت، الحادثة بأنها مروعة تضاف إلى مسلسل الفظائع والجرائم الخطيرة المستمرة في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وأبرز ما أظهرته مقاطع مصورة صادمة من لقطات تُظهر جنودًا إسرائيليين يلقون جثامين رجال فلسطينيين من فوق سطح منزل بعد مداهمة بلدة قباطية قرب جنين، تضمنت محاصرة ثلاثة فلسطينيين في مبنى مكون من طبقتين، وقصفته بقذائف "إنيرجا" الحارقة، قبل قتلهم ومن ثم التمثيل بجثامينهم بعد إلقائها من أعلى المبنى إلى أسفل.

وتظهر مقاطع الفيديو ثلاثة جنود إسرائيليين يتسلقون سطح المبنى ويدفعون الجثامين، ثم يلقون بها واحدة تلو الأخرى من أعلى المبنى. وفي أحد المقاطع، يظهر جندي وهو يركل إحدى الجثامين حتى تسقط من على الحافة.

وأكد الأورومتوسطي أنه ينبغي تفعيل إجراءات المساءلة على جريمة تمثيل أفراد جيش الاحتلال بجثامين الشهداء.

وأوضح أنه يتعين بموجب القانون الدولي معاملة الجثامين باحترام، ومنع تشويهها وإعادتها إلى عائلاتها، لا سيما أن مثل هذه الممارسات الخطيرة تكررت على نطاق واسع في قطاع غزة، بما في ذلك اعتداء جيش الاحتلال على المقابر وتجريفها ونبش وتخريب القبور فيها وسلب عشرات الجثامين منها، في خضم جريمة الإبادة المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأكد أن المشاهد المروعة التي شهدتها قباطية تمثل أكثر من مجرد جرائم حرب محتملة بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي الدولي.

وأضاف "حتى وإن كان هؤلاء الأفراد مقاتلين، فإن اتفاقيات جنيف واضحة ولا لبس فيها، إذ تقضي بأنه يجب معاملة الموتى بكرامة وإنسانية، وتحظر بشكل صارم الأفعال التي تشوه أو تحط من قدر الجثث".

وتابع أن نظام روما الأساسي أيضًا، يصنف أفعال الاعتداء على الكرامة الشخصية، بما في ذلك المعاملة المهينة والحاطة بالموتى، باعتبارها جرائم حرب.

وشدد المرصد على أن "إسرائيل" تعد الدولة الوحيدة التي تحتجز جثامين الشهداء لسنوات طويلة، وتمثل ببعضها، وتمارس ذلك بوصفه سياسة ممنهجة، وتكتفي بتبرير سياسة احتجاز الجثث بأنه "محاولة للردع الأمني" متجاهلة المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تحظر ذلك.

الأورومتوسطي يدعو لإجراءات المساءلة على التمثيل بجثامين شهداء بقباطية

وأكد على وجوب إلزام "إسرائيل" بقواعد القانون الدولي التي تنص على ضرورة احترام جثامين الشهداء وحمايتها أثناء النزاعات المسلحة.

فيما تشدد اتفاقية جنيف الرابعة على ضرورة اتخاذ أطراف النزاع كل الإجراءات الممكنة لمنع سلب الموتى وتشويه جثثهم، وأن رفض تسليم جثامين الشهداء لعوائلهم لدفنها بكرامة وتبعًا لمعتقداتهم الدينية، قد يرقى إلى مستوى العقوبات الجماعية المحظورة في المادة 50 من لوائح لاهاي، والمادة 33 من معاهدة جنيف الرابعة.

وأشار الأورومتوسطي إلى أن ما حدث في قباطية يتجاوز التعريف القانوني لجرائم الحرب، كونه ليس حدثًا معزولًا أو استثنائيًا قام به عدد من الجنود ، بل هو جزء من نمط منهجي وطويل الأمد من نزع الإنسانية الذي واجهه الفلسطينيون على مدى عقود.

وقال إن الأعمال الوحشية التي وقعت في قباطية تعكس الممارسات الراسخة للإبادة التي تُعززها حالة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها "إسرائيل".

وأضاف أن الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية بشأن عدم شرعية الاحتلال للأرض الفلسطينية المحتلة، إلى جانب القرار الذي أصدرته الجمعية العامة وحظي بتأييد ساحق قبل يومين، يعزز نقطة حاسمة في هذا السياق، وهي عدم وجود أساس قانوني لقوات الاحتلال للتواجد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بغض النظر عن السبب.

وبين أن الإجراء الوحيد الذي ينبغي عليها اتخاذه هو الانسحاب الفوري من هذه الأراضي واحترام القانون الدولي، واحترام حقوق وسيادة الشعب الفلسطيني.

وشدد على أن هذا الاحتلال، وهو الذي جاء كغطاء لمشروع الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي وأداة من أدوات تنفيذه، أصبح الآن معترفًا به عالميًا كاحتلال غير قانوني ويجب أن ينتهي على الفور، وعندها فقط سيتمكن الفلسطينيون من ممارسة حقهم في تقرير المصير والعيش بسلام وكرامة.

وأشار إلى أن هذه الالتزامات تمتد إلى جميع الدول، وليس إلى "إسرائيل" فقط، باعتبارها التزامات ذات الحجية المطلقة تجاه الكافة.

وأكد المرصد أن وقت مساءلة ومحاسبة "إسرائيل" قد تأخر كثيرًا، ويجب على المجتمع الدولي الآن أن يعترف بعواقب أفعاله وتقاعسه في الماضي.

وطالب بالعمل فورًا على اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء هذه المعاناة، وأن يصحح هذا الظلم التاريخي من أجل الأجيال الحالية والمستقبلية، سواء بالنسبة للفلسطينيين أو للبشرية جمعاء.

فلسطيني يحمل جثمان ابنه بعد هجوم إسرائيلي (أ ف ب)
عائلة فلسطينية مكلومة
الاحتلال يبيد عائلات غزة