دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يومها الـ355، حيث واصل الجيش الإسرائيلي استهداف مراكز الإيواء ومناطق تجمع النازحين، وسط تكثيف الهجمات على المناطق المأهولة ونسف المنازل في مناطق متفرقة بالقطاع.

وكثف الطيران الإسرائيلي شن الغارات على مناطق مختلفة في القطاع، واستهداف مراكز الإيواء والمناطق المأهولة، بينما استهدف قصف مدفعي مربعات سكنية شمال غرب مدينة رفح ودير البلح، ومنازل بالزهراء والمغراقة، وحي الصبرة.

وارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرتين بقصف مدرستين تؤويان أكثر من عشرة آلاف نازح، بمخيمي النصيرات والشاطئ، راح ضحيتهما عشرات الشهداء والجرحى، علما أن عدد مراكز الإيواء التي قصفها الاحتلال بلغ 183 مركزا، بينها 163 مدرسة تؤوي مئات آلاف النازحين، على ما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وواصل الجيش الإسرائيلي هجماته على النازحين وارتكب مجازر جديدة أسفرت عن استشهاد 23 فلسطينيا، وخلفت الحرب على القطاع حتى الآن أكثر من 41 ألفا و455 شهيدا و95 ألفا و 878 جريحا منذ السابع من أكتوبر 2023، بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

مياه الأمطار تجتاح خيام النازحين

صعوبات في إدخال المواد لفصل الشتاء

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إنها "تبذل كل جهد ممكن لأهالي قطاع غزة من أجل تقديم المواد الضرورية لفصل الشتاء بشكل عاجل، بما في ذلك الأغطية البلاستيكية، الخيام، المراتب، الحصر، البطانيات، وغيرها من المواد الأساسية".

وأوضحت في تصريح صحفي، أنها "تواجه وجميع الوكالات الإنسانية صعوبات كبيرة في إدخال هذه المواد إلى قطاع غزة"، لافتة إلى أنه "بمجرد وصولها سيتم توزيعها فوراً على المحتاجين".

وناشدت بشكل عاجل بـ"الوقف الفوري لتدمير المنازل والملاجئ، مطالبة بفتح المزيد من المعابر إلى قطاع غزة؛ لتمكين الوكالات الإنسانية من إيصال الإمدادات الأساسية لآلاف العائلات المحتاجة".

وأكّدت ضرورة وقف إطلاق النار فورًا لضمان توصيل المساعدات بأمان واستدامة، ومنح العائلات فرصة لإعادة بناء حياتها بأمان.

بدورهم جدّد رؤساء العديد من الوكالات الأممية والدولية، مطالبهم بإنهاء "المعاناة الإنسانية المروعة والكارثة الإنسانية في غزة".

ودعا رؤساء "اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات" في بيان لهم، بشكل عاجل إلى "وقف إطلاق نار مستدام وفوري وغير مشروط باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء معاناة المدنيين وإنقاذ الأرواح".

وأشاروا إلى أن "أكثر من 41 ألف فلسطيني استشهدوا في غزة، غالبيتهم من المدنيين وفي بعض الأحيان أسر بأكملها بينما أصيب أكثر من 95 ألف شخص، سيحتاج ربعهم إلى إعادة تأهيل ورعاية متخصصة مدى الحياة".

وأضافوا أن "أكثر من مليوني فلسطيني يفتقرون إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، في حين يحوم خطر المجاعة على غزة".

وحثوا زعماء العالم على "استخدام نفوذهم لضمان احترام القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي وأحكام مـحكمة العدل الدولية من خلال الضغط الدبلوماسي والتعاون في إنهاء الإفلات من العقاب".

من جانبه قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، إن السلطات الإسرائيلية منعت رفع أذان صلاة الفجر في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبي الضفة لليوم الثامن على التوالي.

وأضافت الوزارة في بيان صحفي: "ندين منع قوات الاحتلال الإسرائيلي رفع الأذان لصلاة الفجر من مآذن الحرم الإبراهيمي، منذ 8 أيام".

منع أذان الفجر بالمسجد الإبراهيمي

التصعيد في لبنان

ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، الليلة الماضية، أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قرر أن يكون تصعيد العمليات العسكرية والهجمات على لبنان تدريجيا، وذلك "في محاولة لتجنب حرب شاملة وفرض تسوية" على الحزب، تتيح إعادة سكان شمالي إسرائيل إلى منازلهم.

وبحسب التقرير، عرضت المؤسسة العسكرية على نتنياهو خيارين رئيسيين لتصعيد العمليات والهجمات الواسعة في لبنان: الأول "تنفيذ سلسلة هجمات دراماتيكية ضد حزب الله بشكل متزامن"، والثاني "تنفيذ العمليات المخططة بشكل تدريجي"، وقد فضل نتنياهو الخيار الثاني.

وأفادت القناة بأن إسرائيل قامت بإبلاغ الولايات المتحدة بالهجوم الواسع الذي بدأت بشنه على لبنان. ووفقا للتقرير، فإن واشنطن "أعطت الضوء الأخضر للهجوم – انطلاقًا من القناعة بأنه لا يمكن في الوقت الحالي التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يؤدي إلى وقف إطلاق النار في الشمال وإعادة السكان إلى منازلهم".

وذكرت "كان 11" أن الجيش الإسرائيلي أعد "خططا عملياتية للأيام المقبلة لمواصلة الهجمات الواسعة في لبنان، بهدف تقويض قدرات حزب الله"، وذكرت أن إسرائيل "مستعدة لحرب شاملة في لبنان، لكنها تعمل على تجنب الانجرار إلى معركة متعددة الجبهات، بما في ذلك مواجهة مباشرة مع إيران". وقالت إنه "كجزء من الهجمات الواسعة في لبنان، تم رفع مستوى التأهب في أنظمة الدفاع الجوي في مواجهة هجمات من لبنان، وإيران، العراق، والحوثيين في اليمن".

وكانت أعلنت الحكومة الإسرائيلية، عن "حالة خاصة" في الجبهة الداخلية في جميع أنحاء البلاد على التصعيد الجاري، وذلك لمدة 48 ساعة، قابلة للتمديد، كما أعلنت قيادة الجبهة الداخلية عن تمديد القيود التي كانت قد فرضتها لتشمل المنطقة الواقعة من مدينة حيفا حتى الحدود مع لبنان.

ويشمل الإعلان عن "حالة خاصة" منح الحكومة والجيش صلاحيات واسعة في ما يتعلق بـ"إصدار التعليمات اللازمة لإنقاذ الأرواح أو الممتلكات"، بما في ذلك البقاء في المنازل أو الملاجئ، وحظر التواجد في أماكن معينة، وتقييد أنشطة اقتصادية، وتقييد الدراسة في المناطق المستهدفة أو التي تقع في نطاق التهديد.

وفي وقت، قال مسؤول إسرائيلي رفيع، في تصريحات لصحيفة "يسرائيل هيوم"، إن الغارات المكثفة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على لبنان بادعاء مهاجمة أهداف لحزب الله "ستستمر طالما كان ذلك ضروريًا".

ووفقًا لتصريحاته، فإن الهدف هو إجبار الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، "على تغيير قراراته والسماح بعودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان"، في إشارة إلى المساعي لفصل جبهة لبنان عن غزة وإبعاد حزب الله عن الحدود. وشدد المسؤول على أنه "إذا لم يحدث ذلك، فإن من لا يفهم بالقوة، سيفهم بمزيد من القوة. وإذا لم يتمكن السكان من العودة، فلن يكون لدى حزب الله القدرة على العمل ضدنا في النهاية".

وعلى صلة، نقلت مصادر اعلامية عن مسؤول في الجيش الإسرائيلي، أنه لا توجد خطط فورية لعملية برية في لبنان في إطار التصعيد الإسرائيلي الحالي في هجماته على لبنان.

وأضاف المسؤول أن إسرائيل تركز على العمليات الجوية وليس لديها خطط فورية لعملية برية، زاعمًا أن الضربات تهدف إلى الحد من قدرة حزب الله على شن المزيد من الهجمات على إسرائيل.

جثامين شهداء سقطوا في دير البلح (رويترز)