عقد وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن لقاءً مع نظيره الصيني وانغ يي الجمعة في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع تراجع حدة التوتر بين القوتين العظميين على الرغم من مجموعة من الخلافات.

وبينما أشاد بلينكن بالدبلوماسية التي تساعد على إحراز تقدم، حذر من أن بلاده لن تتراجع عن مخاوفها بشأن صادرات الصين إلى روسيا، مشيراً إلى أن واشنطن قد تفرض المزيد من العقوبات.

وقال بلينكن: إن الصين تغذي «آلة الحرب» للرئيس الروسي فلاديمير بوتن.

وأضاف في مؤتمر صحافي: «عندما تقول بكين من ناحية إنها تريد السلام وتريد أن ترى نهاية للنزاع، ومن ناحية أخرى تسمح لشركاتها باتخاذ إجراءات تساعد بوتين فعلياً على مواصلة العدوان، فهذا غير منطقي». وتابع: «هدفنا ليس فصل روسيا عن الصين. فالعلاقة بينهما هي شأن خاص بهما».

واعتبر بلينكن أنه بقدر ما تتضمن هذه العلاقة «تزويد روسيا بما تحتاجه لمواصلة هذه الحرب، فهذه مشكلة بالنسبة لنا، ومشكلة للعديد من البلدان الأخرى، ولا سيما في أوروبا».

وقال وانغ لبلينكن خلال الاجتماع: إن موقف الصين بشأن النزاع في أوكرانيا «مكشوف وواضح، ويدعو دائماً إلى السلام والحوار، ويعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي»، وفق بيان لوزارة الخارجية الصينية السبت.

وأضاف وانغ أن «الولايات المتحدة يجب أن تتوقف عن تشويه سمعة الصين وفرض عقوبات عليها، وأن تمتنع عن استخدام هذه القضية لخلق الانقسامات وإثارة المواجهات».

وتنفي الصين أن تكون قد زودت روسيا بالأسلحة بشكل مباشر، وتقارن ذلك بالولايات المتحدة التي شحنت أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا منذ الغزو الروسي لها عام 2022.

كما حذر بلينكن نظيره وانغ من «الإجراءات الخطيرة والمزعزعة للاستقرار» التي تقوم بها بكين في بحر الصين الجنوبي، حيث يتصاعد التوتر بشكل حاد بين الصين والفلبين حليفة الولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بالممر المائي المتنازع عليه، حض وانغ الولايات المتحدة على «التوقف عن إثارة المشاكل (...) وتقويض جهود الدول الإقليمية للحفاظ على السلام والاستقرار».

وانتقد وانغ أيضاً «قمع» الولايات المتحدة للاقتصاد والتكنولوجيا الصينيين، قائلا لبلينكن: إن واشنطن يجب أن تسعى إلى «المحاورة باحترام».

منذ آخر لقاء بينهما في (تموز) يوليو في مؤتمر إقليمي في لاوس، قامت الصين بمبادرة نالت استحسان الولايات المتحدة بإطلاقها سراح قس أميركي مسجون منذ سنوات، على الرغم من احتجاز أميركيين آخرين. ويرجح أن يجتمع بايدن مرة أخرى مع الرئيس الصيني شي جينبينغ بعد الانتخابات الأميركية عندما يحضر الاثنان قمتين في البرازيل والبيرو، على الرغم من أن أياً من الجانبين لم يؤكد الاجتماع.