أظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته شركة البحوث الأميركية الشهيرة "أطلس إنتل"، أن المرشح الجمهوري دونالد ترمب يتقدم على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في خمس ولايات من الولايات السبع المتأرجحة، والتي لها دور كبير في تحديد من يفوز بالانتخابات، حيث يتقدم ترمب في ميشيغان (50.6 في المئة مقابل 47.2) وبنسلفانيا (51 في المئة مقابل 48.1). والولايات المتأرجحة مصطلح يطلق على الولايات التي لا تحتوي على أغلبية سياسية سواء جمهورية أو ديموقراطية، الأمر الذي يجعل مواقفها متغيرة من دورة انتخابية إلى أخرى، لذلك تتجه الأنظار إلى تلك الولايات لمحاولة استمالتها والفوز بأصوات ناخبيها، ففي الانتخابات الأخيرة في عام 2020، تأرجحت النتائج ذهابًا وإيابًا بين فوز الديمقراطيين والجمهوريين، حتى إنه يطلق عليها أيضاً "ولايات ساحة المعركة" حيث يستهدفها المرشحون بزيارات متكررة لعقد الحملات الانتخابية وإطلاق الوعود.
وبحسب "أطلس إنتل"، فإن الرئيس السابق يتمتع بميزة "ضيقة" في الولايات المتأرجحة أريزونا (49.8 في المئة مقابل 48.6)، وجورجيا (49.6 في المئة مقابل 49)، وويسكونسن (49.7 في المئة مقابل 48.2)، بينما تتقدم هاريس في نورث كارولينا (50.5 في المئة مقابل 48.1)، ونيفادا (50.5 في المئة مقابل 47.7). واعتبر المراقبون أن "أطلس إنتل" أكثر مجموعة استطلاعات الرأي دقة خلال الانتخابات الرئاسية عام 2020، وإذا صدقت هذه التوقعات، وفاز المرشح الجمهوري بجميع الولايات الخمس المتأرجحة التي يتقدم عليها حاليًا في استطلاعات الرأي فسيفوز بـ 290 صوتًا في المجمع الانتخابي، مقابل 248 صوتاً لهاريس.
وقد أجريت استطلاعات "أطلس إنتل" خلال الفترة من 20 إلى 25 سبتمبر 2024 بهامش خطأ يتراوح بين 2-3 نقاط مئوية، وأظهر الاستطلاع أن ترمب سيفوز بولايتين من الولايات التي تشكل ساحة معركة "الجدار الأزرق" والتي تعتبر حاسمة بالنسبة لهاريس. وكل ما تحتاجه هاريس هو الفوز بالولايات الثلاث المتأرجحة في الجدار الأزرق وهي بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان لمنحها 270 صوتًا مطلوبًا من المجمع الانتخابي للفوز بالانتخابات، باستثناء أي نتائج صادمة في أماكن أخرى، وإذا فاز ترمب بولايات بنسلفانيا وكارولينا الشمالية وجورجيا فقط في نوفمبر، فسيكون لدى الرئيس السابق ما يكفي من الأصوات ليتم إعلانه فائزاً بالانتخابات الرئاسية. ويمكن لترمب أيضًا الفوز على هاريس إذا حصد أصوات الولايات الأربع المتأرجحة في حزام الشمس وهي أريزونا وجورجيا وكارولينا الشمالية ونيفادا، والفوز بولاية واحدة فقط من ويسكونسن أو ميشيغان، وأظهر الاستطلاع أن هاريس متقدمة في ولاية كارولينا الشمالية، حيث أجري الاستطلاع في أعقاب الجدل المحيط بمرشح ولاية كارولينا الشمالية مارك روبنسون الذي يؤيده ترمب.
واتُهم روبنسون مؤخرًا بوصف نفسه بأنه "نازيّ أسود" على لوحة رسائل أحد المواقع منذ أكثر من عقد من الزمان، من بين اتهامات أخرى، وكانت هناك تساؤلات حول ما إذا كانت حملة ترمب في ولاية نورث كارولينا المتأرجحة الحاسمة ستتضرر بسبب ارتباطه بروبنسون، إلا أن ترمب قد يكون محصنًا إلى حد ما من خلافات روبنسون بسبب تاريخ الولاية في تقسيم الأصوات، وحتى في السباق الضيق، فإن خسارة ترمب لبضع نقاط مئوية قد تكون مهمة في نورث كارولينا. وأجرت شركة "أطلس إنتل" استطلاعات رأي لـ 946 ناخبًا محتملًا في ولاية أريزونا، و1200 ناخب محتمل في ولاية جورجيا، و918 ناخبًا محتملًا في ولاية ميشيغان، و1173ناخبًا محتملًا في ولاية كارولينا الشمالية، و1775 ناخبًا محتملًا في ولاية بنسلفانيا، و1077 ناخبًا محتملًا في ولاية ويسكونسن، وبلغ هامش الخطأ في نتائج كل ولاية 3 نقاط مئوية زائد أو ناقص، باستثناء ولاية بنسلفانيا (2 نقطة مئوية).