قصف إسرائيلي يدمر مقر مخابرات الحزب

ارتفاع قتلى الهجمات على لبنان إلى 2448 قتيلاً

شنّت طائرات إسرائيلية فجر الأحد غارات على عشرات البلدات والقرى في جنوب لبنان، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، طالت كذلك مدينة النبطية للمرة الثالثة منذ نهاية الأسبوع الماضي. وقالت الوكالة الرسمية إن "طائرات حربية إسرائيلية أغارت" على النبطية "لسبع مرات"، مشيرة إلى أن إحدى الغارات استهدفت مبنى مأهولا، تعمل فرق الإنقاذ على رفع الأنقاض وسحب الضحايا منه. وتعرضت المدينة مرتين خلال الأيام الماضية لسلسلة غارات دامية، أسفرت الأولى في 12 أكتوبر عن دمار هائل في السوق التجارية للمدينة، بينما أدت الثانية الأربعاء الى تدمير مبنى البلدية ومحيطه، وأوقعت 16 قتيلا على الأقل بينهم رئيس البلدية وأعضاء في فريق عمله. وأوردت الوكالة الأحد أسماء أكثر من 50 بلدة وقرية في جنوب لبنان طالتها غارات إسرائيلية أخرى، بينها الخيام وبنت جبيل وكفرشوبا وعيتا الشعب. وقد أسفر بعض تلك الغارات عن وقوع ضحايا.

وفي بلدة ميس الجبل الحدودية، ذكرت الوكالة أن "قوة إسرائيلية أقدمت على تفجير حي الطراش بعد تفخيخه بمواد شديدة الانفجار". كما "جرفت مقبرة" بلدة بليدا المجاورة لميس الجبل. وتقع البلدتان التي نزح السكان منهما على وقع التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل منذ عام، عند الحدود الجنوبية للبنان مع الدولة العبرية. وقد تعرضتا لدمار هائل جراء العمليات العسكرية.

وتعرّضت ضاحية بيروت الجنوبية، معقل "حزب الله"، صباح الأحد لثلاث غارات إسرائيلية، وفق الوكالة الوطنية، طالت اثنتان منها حارة حريك والثالثة منطقة الحدث. وجاء تنفيذ الغارات بعد إنذارات إسرائيلية للسكان بالإخلاء.

إخلاء منطقتين

هذا وسبق أن طلب الجيش الإسرائيلي فجر الأحد من سكّان منطقتَين في الضاحية الجنوبيّة لبيروت إخلاءهما، تحسبا لقصف يعتزم شنّه على مبنيَيْن قال إنهما يضمّان منشآت لـ"حزب الله".

وقال الجيش الإسرائيلي في رسالة إلى السكّان إنّ المبنيَين يقعان في منطقتَي حارة حريك والحدث. وأضاف "أنتم موجودون قرب منشآت ومصالح تابعة لـ"حزب الله" حيث سيعمل ضدّها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب".

وتابع الجيش "من أجل سلامتكم وسلامة أفراد عائلاتكم عليكم إخلاء هذه المباني والمباني المجاورة فورا، والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر"، مرفقا رسالته هذه بصور للمبنيَين بواسطة الأقمار الاصطناعية.

إرتفاع عدد القتلى

وارتفع عدد القتلى نتيجة الهجمات الإسرائيلية على لبنان منذ بداية النزاع بين إسرائيل و"حزب الله" إلى 2448، فيما بلغ عدد المصابين 11 ألفا و471، وفقا لتقرير صدر ليل السبت. وذكر التقرير الصادر عن وحدة إدارة مخاطر الكوارث في مجلس الوزراء اللبناني أن 30 شخصا قتلوا وأصيب 135 آخرون جراء "الاعتداءات الإسرائيلية" على لبنان في الساعات الأربع والعشرين الماضية، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية. ووفقا للتقرير "تم تسجيل 82 غارة جوية وقصف على مناطق مختلفة من لبنان تركزت معظمها في الجنوب والنبطية ليصل العدد الإجمالي للاعتداءات منذ بداية العدوان إلى 10415 اعتداء". وأشار التقرير إلى أن الأمن العام اللبناني سجل عبور 337 ألفا و972 مواطنا سوريا و138 ألفا و5 لبنانيين إلى سورية منذ 23 سبتمبر الماضي.

غارات على الضاحية

وأعلن جيش الاحتلال أمس أنه أغار على "مركز قيادة" ومنشأة للأسلحة تحت الأرض لـ"حزب الله" في بيروت، بعدما أفاد الإعلام الرسمي اللبناني عن غارتين على الضاحية الجنوبية للعاصمة. وقال الجيش في بيان "أغارت طائرات حربية لسلاح الجو في ساعات الصباح وبتوجيه استخباري لهيئة الاستخبارات على مقر قيادة لركن الاستخبارات في "حزب الله" إلى جانب ورشة إنتاج أسلحة تحت الأرض في بيروت". وكانت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، أفادت في وقت سابق أن الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله"، تعرّضت لغارتين إسرائيليتين على الأقل في وقت مبكر الأحد. وأوضحت أن إحداهما استهدفت "مبنى سكنيا" يقع على مقربة من مسجد ومستشفى في منطقة حارة حريك. إلى ذلك، أشارت الوكالة الى أن طائرات إسرائيلية شنت فجر الأحد غارات على عشرات البلدات والقرى في جنوب لبنان وطالت أيضا مدينة النبطية.

إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه "قضى" على ثلاثة عناصر بارزين في "حزب الله" في ضربات مختلفة. وأشار إلى أن أحدهم تولى "مناصب عديدة في جبهة الجنوب"، بينما كان الثاني "خبيرا في مجال الاتصالات اللاسلكية"، في حين أن الثالث كان يشغل منصب مسؤول طاقم إنتاج وكان يهمّ بعمليات تسلّح "حزب الله" بوسائل قتالية استراتيجية.

محاولة اغتيال

من جانب آخر اتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حزب الله" بمحاولة اغتياله السبت عبر هجوم بمُسيّرة، متوعدا إيران والفصائل المتحالفة معها بـ"دفع ثمن باهظ". ويزيد اتهام نتنياهو هذا، الخشية من تصعيد عسكري إضافي في المنطقة، خصوصا أن إسرائيل توعدت مرارا بالرد على هجوم صاروخي إيراني استهدفها في الأول من أكتوبر وتُواصل حربها على حركة حماس بغزة و"حزب الله" بلبنان.

من جهتها، أكدت بعثة إيران بالأمم المتحدة السبت أن "حزب الله" اللبناني هو من نفّذ الهجوم بمسيّرة على مقر إقامة نتنياهو، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا). ولم يُدلِ "حزب الله" من جانبه بأي تعليق حتى الآن.

لاحقا، قال نتنياهو إن "حزب الله، حليف إيران الذي حاول اغتيالي أنا وزوجتي اليوم ارتكب خطأ كبيرا"، مضيفا "أقول للإيرانيين وشركائهم في محور الشر: كل من يمس مواطني دولة إسرائيل بسوء سيدفع ثمنا باهظا". وأبلغ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نتنياهو بأنه "شعر بالقلق عندما سمع عن إطلاق مسيّرة باتجاه" مقر إقامته، وفق ما أعلن داونينغ ستريت. كما بحثا هاتفيا في ملفات أخرى تتعلق بالشرق الأوسط، وفق بيان لمكتب ستارمر جاء فيه أنهما "ناقشا أيضا الوضع بلبنان وأهمية إحراز تقدم في التوصل إلى حل سياسي".

وقال جيش الاحتلال الأحد إنه رصد إطلاق 70 صاروخا من لبنان باتجاه الجليل الغربي والأعلى. ونقل موقع إسرائيلي عن المتحدث باسم الجيش قوله إنه "في أعقاب الإنذارات التي تم تفعيلها في الساعة الأخيرة في منطقتي الجليل الغربي والأعلى، تم رصد حوالي 70 عملية إطلاق عبر الأراضي اللبنانية". وأضاف أن "القوات الجوية اعترضت بعضها، وتم تحديد عدد من حوادث التحطم في المنطقة". ووفق الموقع، "يعمل رجال الإطفاء على إخماد العديد من الحرائق التي اندلعت في المنطقة". ومن جهة أخرى، ذكرت وحدة المتحدث باسم جيش الاحتلال أنه تم رصد ثلاثة صواريخ، تم إطلاقها من لبنان، باتجاه حيفا، في وابل من الصواريخ، التي أطلقت في وقت سابق. وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان "قذيفة تم إطلاقها من لبنان، اعترضها سلاح الجو. وسقطت قذيفتان في منطقة مفتوحة"، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".

ضاحية بيروت الجنوبية استهدفتها الغارات الإسرائيلية (رويترز)
2448 قتيلاً ضحايا الهجمات على لبنان (رويترز)