رغم إغداق المتبرعين الديموقراطيين حملة كامالا هاريس بملايين الدولارات خلال الأسبوع الماضي، استمرّ الرئيس السابق دونالد ترمب بالتقدم في استطلاعات الرأي على نائبة الرئيس هاريس، حيث أظهر استطلاع رأي عام لشبكة "ذا هيل" الأميركية أن ترمب لديه فرصة 52 في المائة للفوز بالرئاسة بينما تبلغ فرصة هاريس 42 في المائة.
وتمكن دونالد ترمب خلال الأسبوعين الأخيرين قبل الانتخابات من تغيير نتائج استطلاعات الرأي التي أظهرت لوقت طويل تقدما لكامالا هاريس مستنداً على ارتفاع شعبيته في ملفات "السياسة الخارجية" و"الاقتصاد" ودعم شريحة كبيرة من الأقليات الديموقراطية عادةً مثل الأميركيين من أصول أفريقية ولاتينية لحملته.
وقال كالفين دارك، الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشؤون الإفريقية لـ"جريدة الرياض" أن دونالد ترمب هو الرئيس الجمهوري الأقدر على جذب أصوات الأميركيين من أصول افريقية وظهر هذا جلياً في الانتخابات السابقة التي خاضها، متوقعاً أن ترتفع نسبة الرجال السود الذين سيصوتون لدونالد ترمب في الانتخابات الحالية.
وأضاف، في ولاية فلوريدا الغنية بالمجمعات الانتخابية، بات معروفاً أن الغالبية العظمى من الأميركيين من أصول لاتينية يؤيدون الحزب الجمهوري بسبب اعتراضهم على الانفتاح الاجتماعي المبالغ به الذي يدعو إليه الحزب الديموقراطي، خاصة لو أصبحت كامالا هاريس هي الرئيس القادم لذلك أصوات الأقليات كفيلة بضمان ولاية فلوريدا لصالح دونالد ترمب.222الأميركية إلى انتشار حالة "اللامبالاة" بالانتخابات الحالية لدى السود الأميركيين رغم محاولات مشاهير مثل أيقونة كرة السلة ماجيك جونسون، والرئيس السابق باراك أوباما، إطلاق نداءات حماسية لحثهم على التصويت ودعم هاريس بقوة أكبر.
وأشارت حملة هاريس الأسبوع الماضي إلى وجود خلل في التواصل مع هذه الفئة الديموغرافية، حيث أطلقت "أجندة الفرص" للأميركيين الأفارقة، تتضمن عناصر مثل القروض للشركات الصغيرة والتركيز على التحديات الصحية التي تواجههم، ومع ذلك، فإن بعض المبادرات ليست جديدة أو لا تستهدفهم على وجه التحديد، ولم يكن من الواضح ما إذا كانت ستؤثر على رغبة هؤلاء الناخبين في مساندة هاريس.
رفض "البرنامج الديمقراطي"
والوعود التي لا تتحقق
ويرجع عدم تأييد الأميركيين الأفارقة لهاريس بشكل كبير إلى أسباب عدة منها خوف البعض من عدم فهمها حقا لاحتياجاتهم الخاصة، ولكن السبب الأهم هو أنهم غير قادرين على رؤية أنفسهم في برنامج الحزب الديمقراطي، ويواجهون قرارا صعبا، وهو إما دعم هاريس على مضض، أو الانسحاب من الانتخابات، أو التصويت لصالح منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
وقال جو بول، المدير التنفيذي لمنظمة "بلاك مين فووت"، إن هذا الموقف المتباين قد يكون حاسما في ولايات مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا التي يمكن أن ترجح كفة الانتخابات.
وأضاف بول إن الرجال السود سيستفيدون من العديد من مقترحات هاريس السياسية، لكن من الأفضل لها أن تعالج بشكل أكثر وضوحًا أعبائهم الخاصة مثل ملف التعليم وعنف الشرطة وارتفاع معدلات السجن.
وأكمل بول أن بايدن كانت له رسالة واضحة للنساء من أصل أفريقي وهي "صوتوا لي و سأعطيكم قاضياً في المحكمة العليا، ونائبة رئيس من أصل أفريقي والعديد من التعيينات الفيدرالية"، داعيا هاريس أن تنتهج نفس الأسلوب في تعاملها مع الرجال من أصول أفريقية.
وأظهر استطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث الأسبوع الماضي أن 72% من الناخبين السود المسجلين يدعمون هاريس مقارنة بـ 85% من النساء، وهي أغلبية قوية لكنها أضعف من موقف بايدن في هذه المرحلة من عام 2020.
وبينما صوت كيليان باي لصالح بايدن في عام 2020، وأكد موقفه الرافض لترمب، إلا أنه لا يزال غير متأكد مما إذا كان سيصوت هذه المرة.
الشعب الأميركي يثق بترمب
حصلت العملة الأميركية على دعم لافت بعدما عادت أسهم المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى الارتفاع في استطلاعات الرأي الخاصة بانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة.
وقال المحلل الاقتصادي ستيوارد روي لـ"الرياض" أن ثقة الأسواق بترمب ترجمت من خلال انتعاشة شهدها الدولار بعد ارتفاع حظوظ ترمب بالعودة إلى البيت الأبيض، حيث يرى روي أن أن فوز هاريس سيقود إلى خفض سعر صرف الدولار لأنها ستواصل سياسة التعاون التجاري ومنح الإعفاءات لأوروبا والصين.
مستثمرون يراهنون على فوز ترامب
وظهر ترمب على تلفزيون "بلومبيرغ" الأسبوع الماضي، وهو يوضح خططه إذا فاز في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الخامس نوفمبر المقبل، حيث تحدث عن التجارة والضرائب والاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، في تصريحات كانت كافية لجعل الدولار يقفز مقابل معظم العملات الرئيسية، حيث يبدو أن المتداولين يراهنون بشكل متزايد على فوز المرشح الجمهوري.
ويقول محللون في مصرف "يوبي أس"، "ما زلنا نتوقع ارتداد الدولار في حالة فوز ترامب، ومع ذلك، لا نرى أنه سيواصل الارتفاع على المدى المتوسط، ومن ثم ننصح ببيع الدولار عند وصوله لمعدلات مرتفعة".
تأثير الانتخابات على الدولار
ويقول محلل استراتيجي العملات لمجموعة العشر في مصرف "مورغان ستانلي"، أندرو واتروس: "يهتم المستثمرون بشكل متزايد بكيفية تأثير نتائج الانتخابات الأميركية على الدولار، نظراً إلى وضعه كعملةً احتياطيةً في العالم، كما أنه لا يزال الخيار المفضل لمخصصات البنوك المركزية حول العالم، وتمويل التجارة الدولية، والإقراض عبر الحدود وإصدارات الديون العالمية".
ويشير تحليل أبحاث "مورغان ستانلي" إلى أنه من المرجح أن تكتسب العملة قوة إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض وعزز التعريفات الجمركية على الواردات، كما وعد خلال الحملة الانتخابية، ففي حين تبدأ الدول الأخرى بالشعور بألم الرسوم الإضافية على السلع، يمكن للمستثمرين أن يروا الولايات المتحدة وجهةً أكثر استقرارًا لأموالهم.
وعلى العكس من ذلك، قد يؤدي فوز نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى إضعاف الدولار، فقد يرى المستثمرون فرصة أقل لجني عوائد من الدولار، لأن السياسة التجارية الأقل عدوانية يمكن أن تقلل من الحاجة إلى التحوط ضد تقلبات العملة في أماكن أخرى.
من جانب آخر، قالت أماندا ماكي، المرشح للكونغرس الأميركية عن الحزب الجمهوري في ولاية فلوريدا للـرياض أن فشل الحزب الديموقراطي في مهمة ارساء الاستقرار العالمي وانهاء الحروب تؤذي كامالا هاريس، فالحرب المشتعلة في الشرق الأوسط تعني أسعار غاز مرتفعة بالنسبة للمواطن الأميركي الذي سيختار إعطاء ترمب فرصة للتعامل مع هذه الملفات.
وأضافت، يعتقد الناخب الأميركي أن بايدن صاحب الخبرة السياسية والعلاقات الخارجية الواسعة فشل في وقف الروب في اوكرانيا وغزة ولبنان، وبالتالي ستكون المهمة أكثر صعوبة على كامالا هاريس حديثة العهد في السياسية لذلك تساعد حالة انعدام الاستقرار الدولي حملة ترمب.