مع دخول شهر أكتوبر من سنة الانتخابات الرئاسية الأميركية كان حديث المهتمين بالشأن الأميركي يتمحور حول من المرشح للفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية 2024؟ شهر أكتوبر لهذه السنة الانتخابية 2024 له خصوصية وسعت دائرة الاهتمام إلى شرائح جديدة تمر عليها الانتخابات الرئاسية الأميركية دون أن تعيرها أي اهتمام؛ وذلك لاعتقادهم وقناعاتهم الراسخة بأن الحزبين الديموقراطي والجمهوري وجهان لعملة واحدة. 

الانتخابات الأميركية 2024 تخطت حدودًا جديدة، وجذبت اهتمامًا أكبر على الصعيد العالمي، وذلك يعود إلى محاولات الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب. هذه الدراما غير المسبوقة أشعلت المنافسة والاهتمام بنتائج الانتخابات؛ لذلك أصبح السؤال المتعلق بمن سيفوز بالبيت الأبيض يشغل أذهان شرائح كبيرة من الناس.

توقع صعب

توقع الفائز بالانتخابات الرئاسية الأميركية 2024 يعد أمرا في غاية الصعوبة، وفي ذات الوقت في غاية البساطة! فمنذ أول الانتخابات الرئاسية الأميركية التي عقدت في عام 1789 وفاز بها جورج واشنطن، وحتى قبل عقدين من الزمن كان اختيار المرشح يكون وفقًا لمشروع انتخابي يقدم فيه المرشح تفاصيل دقيقة عن الحلول التي سيتبناها لتذليل التحديات المتعلقة بالاقتصاد والصحة والأمن والهجرة والسياسة الخارجية. ومن خلال قوة المشروع وقدرته على تحقيق مصالح الشعب الأميركي، تقدّر حظوظ المرشح الرئاسي. وعلى هذا الأساس وضمن هذا السياق يمكن بكل بساطة توقع فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024 على منافسته من الحزب الديموقراطي كامالا هاريس.

ولكن هذا المفهوم البسيط وغير المعقد لم يعد يحكم الانتخابات الأميركية بعد أن أصبحت مفاهيم جديدة مثل العدالة الاجتماعية والمساواة والتغيير الديموغرافي تحتل جانبًا كبيرًا من اهتمام الكثير من الناخبين. انتخابات 2024 ومن قبلها 2020 ليست في تقديري مرتبطة بمشروع انتخابي بقدر ارتباطها برغبة الناخب الأميركي في المشاركة لإقصاء المنهج الفكري المضاد وعدم تمكينه من تنفيذ برامجه الفكرية المتطرفة بحسب تقييمه.

 الحزب الديموقراطي تمكن من توظيف هذا التحول لصالحه في انتخابات 2020 ونجح؛ لذلك نجد الحزب اليوم يركز فقط على شيطنة دونالد ترمب دون بذل جهد كبير نحو تقديم مشروع انتخابي منضبط وجاد. بالرغم من ذلك لا نستطيع الجزم بأن ما حدث في 2020 قد يتكرر في 2024 خصوصًا أن حالة من الذعر تنتاب النخبة داخل الحزب الديموقراطي بعد تراجع شعبية مرشح الحزب كامالا هاريس بين الناخبين خصوصاً الأقلية السود. هذا التراجع يعود إلى أربع نقاط رئيسة وهي كالتالي:

الفوز ببطاقة الحزب دون خوض انتخابات تمهيدية في عملية ديموقراطية منضبطة.

مجازر إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وفشلها فى التعاطي مع هذا الملف.

تقويض حرية التعبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت مظلة مراقبة المعلومات المضللة.

كامالا هاريس لم تتمكن من صنع صورة مستقلة لها بعيداً عن الرئيس بايدن.

5 نوفمبر

عزيزي القارئ، أنا لست بالمنجم ولا تدع المنجم يخدعك، فالفائز بالانتخابات الرئاسية الأميركية يتحدد فقط في اليوم الخامس من نوفمبر القادم، خصوصًا بعد أن أصبح المشروع الانتخابي لكل مرشح ليس له ثقل أو تأثير واضح على نبض الناخبين. نعم عزيزي القارئ لن يستطيع كان من كان تحديد الفائز قبل ذلك اليوم، إلا في حالة نجح أحد المتطرفين من اغتيال دونالد ترمب.

تحليل - عزام المشعل