استهدفت سلسلة غارات الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الجمعة، بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارًا للسكان بالإخلاء، في ظل استمرار المواجهة المفتوحة بين إسرائيل و"حزب الله" منذ أكثر من شهر.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأنّ الطيران الإسرائيلي شنّ غارات استهدفت مناطق برج البراجنة وحارة حريك ومحيط الجامعة اللبنانية.
وقبل بدء تنفيذ الغارات، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة (إكس) بيان إخلاء عاجل للسكان، مشيرا إلى المناطق الثلاث. وأرفق المنشور بخريطة تضمّنت المواقع التي سيستهدفها الجيش.
ووفق الوكالة الوطنية، فقد استهدفت غارة حي الأميركان-الجاموس الذي لم يشمله إنذار الجيش الإسرائيلي.
وأضافت الوكالة أنّ أصداء إحدى الغارات وصلت إلى بيروت، مشيرة إلى أن دخانا أسود كثيفا غطّى سماء المنطقة.
كما أوضحت أنّ الغارات ترافقت مع "تحليق مكثّف للطيران المسير على علو منخفص".
وكانت سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت ثلاثة مبان في مدينة صور في جنوب لبنان مساء الجمعة، أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى وفق حصيلة أولية صادرة عن وزارة الصحة اللبنانية.
وأوردت الوزارة في بيان أنّ "الحصيلة الأولية لغارات العدو الإسرائيلي على مدينة صور أدت إلى سقوط 3 قتلى وإصابة 30 آخرين بجروح"، مضيفة أنّ أعمال إزالة الأنقاض لا تزال مستمرّة.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، استهدفت غارات مساء الجمعة ثلاثة مبانٍ في مدينة صور الساحلية، وذلك من دون إنذار مسبق من الجيش الإسرائيلي للسكان بالإخلاء.
وأشارت الوكالة إلى أنّ الغارات "تسبّبت بإلحاق أضرار جسيمة بالمباني والشقق السكنية المحيطة".
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأنّ المباني المستهدفة سكنية قديمة تقع في منطقة مكتظة بالسكان.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ طائراته هاجمت "مراكز قيادة لحزب الله (...) في منطقة مدنية بالقرب من مدينة صور".
وسبق أن تعرضت مدينة صور المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو لضربات إسرائيلية عنيفة ألحقت دمارا واسعا في وسطها، وأدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.
كذلك، أفادت الوكالة الوطنية عن غارات إسرائيلية استهدف الجمعة قرى وبلدات عدة في جنوب البلاد.
وذكرت أنّ الجيش الإسرائيلي فجّر صباح الجمعة منازل داخل ثلاث بلدات حدودية تقع في منطقة تحاول قواته في الأيام الأخيرة التوغل فيها.
وعلى وقع استمرار المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ أسابيع، أعلن الحزب استهداف قاعدة جوية جنوب تل أبيب.
كما أعلن قصفه بالصواريخ قاعدة "ستيلا ماريس البحريّة" الواقعة شمال غرب مدينة حيفا وقاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرق المدينة، وذلك للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة.
ومنذ الشهر الماضي، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوّية على مناطق تُعتبر معاقل لحزب الله قرب بيروت وفي جنوب البلاد وشرقها، وبدأت هجوما بريا "محدودا" في جنوب لبنان بعد تبادل للقصف مدى سنة مع حزب الله عبر الحدود.
وأسفرت جولة التصعيد الأخيرة عن مقتل أكثر من 2670 شخصا في لبنان، من إجمالي 3117 شخصا على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية منذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
الى ذلك استهدفت غارات إسرائيلية محيط مدينة السفيرة بريف حلب، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" التي أشارت إلى "معلومات أولية عن عدوان إسرائيلي" على محيط المدينة.
وقال مصدر عسكري في تصريح لـ"سانا"، "حوالى الساعة 00,45 بعد منتصف الليل شن العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه جنوب شرق حلب مستهدفا عددا من المواقع في ريفي حلب وإدلب ما أدى إلى إصابة عدد من العسكريين ووقوع بعض الخسائر المادية".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، استهدفت غارات إسرائيلية معامل للصناعات العسكرية والبحوث العلمية، التابعة لقوات النظام في مدينة السفيرة .
وأضاف المرصد أنّ السويداء ودرعا وقاعدة التنف شهدت تحليقا مكثّفا لطيران حربي مجهول قرب الحدود مع الجولان السوري المحتل، قبل استهداف السفيرة في ريف حلب.
والثلاثاء، طالت غارات جوية إسرائيلية بلدة القصير وسط سورية قرب الحدود مع لبنان، وفق الإعلام الرسمي السوري، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أنه أغار على مستودعات أسلحة عائدة لحزب الله، في ثاني استهداف للمنطقة في غضون أسبوع.
كذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين أنّ سلاح الجو قصف مقر استخبارات "حزب الله" في سورية في غارة على دمشق.
ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في هذا البلد.
وزادت وتيرة الهجمات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة على سورية، مع احتدام النزاع في لبنان بين إسرائيل و"حزب الله" بدءا من 23 سبتمبر.
وكرر الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة شنّ ضربات جوية هدفها "تقليص محاولات نقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان"، متهمًا الحزب "بإنشاء بنية لوجستية لنقل الأسلحة من سورية إلى لبنان".
من جانبه أعلن "حزب الله" اللبناني في بيانات منفصلة الجمعة أن عناصره استهدفوا مستوطنة كريات شمونة الإسرائيلية للمرة الثانية ومستوطنتي يرؤون ومرغليوت الإسرائيليتين بصليات صاروخية.
وكان "حزب الله" قد أعلن في بيانات سابقة أن عناصره استهدفوا قاعدة "ستيلا ماريس" البحريّة الإسرائيلية شمال غرب مدينة حيفا، وقاعدة ومطار رامات ديفيد الإسرائيلية جنوب شرق مدينة حيفا بصليات صاروخية نوعية.
كما استهدف عناصر الحزب قوات إسرائيلية في جل الحَمّار جنوبي بلدة العديسة الجنوبية بالقذائف المدفعية.
يونيفيل: تصرفات إسرائيل انتهاك للقانون الدولي
قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) الجمعة إن "التدمير المتعمد والمباشر" من الجيش الإسرائيلي لممتلكات قوة حفظ السلام "انتهاك صارخ" للقانون الدولي.
وتتمركز قوات يونيفيل التي قوامها 10 آلاف جندي في جنوب لبنان لمراقبة أعمال القتال على طول الخط الأزرق الذي يفصل لبنان عن إسرائيل.
ومنذ أن شنت إسرائيل حملة برية عبر الحدود ضد مقاتلي "حزب الله" في نهاية سبتمبر ، اتهمت يونيفيل الجيش الإسرائيلي في عدة وقائع بمهاجمة قواعدها عمدا بما في ذلك إطلاق النار على جنود حفظ السلام وتدمير أبراج المراقبة.
ونفت إسرائيل أن تكون مثل هذه الحوادث هجمات متعمدة. وتقول إن قوات الأمم المتحدة توفر درعا بشرية لمقاتلي "حزب الله" وطلبت من قوات اليونيفيل مغادرة جنوب لبنان من أجل سلامتهم وهو ما رفضته القوات.
وفي أحدث اتهاماتها، قالت يونيفيل إن الجيش الإسرائيلي استخدم جرافة وحفارتين لتدمير جزء من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لها في رأس الناقورة جنوب لبنان الخميس. وأضافت أنها رصدت أيضا هذا الأسبوع قوات إسرائيلية تزيل برميلا من البراميل الزرقاء التي تمثل الخط الأزرق.
وقالت اليونيفيل إن "التدمير المتعمد والمباشر من جيش الدفاع الإسرائيلي لممتلكات يمكن بوضوح معرفة أنها تابعة لليونيفيل يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقرار 1701"، في إشارة إلى قرار للأمم المتحدة ينهي أعمال القتال في جنوب لبنان بعد حرب سابقة.
وأضافت أن "حادثة الخميس، مثلها كمثل سبع حوادث مماثلة أخرى، لا تتعلق بوقوع قوات حفظ السلام في مرمى النيران المتبادلة، بل تتعلق بأفعال متعمدة ومباشرة من جانب الجيش الإسرائيلي".
وقالت إن قوة الأمم المتحدة ستبقى في لبنان "على الرغم من الضغوط غير المقبولة التي تمارس على البعثة".
ولم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي
وجاء البيان بعد يوم من إصابة ستة ماليزيين من قوات حفظ السلام كانوا على متن حافلة تابعة للأمم المتحدة أثناء عبورها نقطة تفتيش في غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة أسفرت عن مقتل ثلاثة لبنانيين في سيارة قريبة.
وقال شهود من رويترز إن سلسلة هجمات إسرائيلية مساء الجمعة هزت الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد أن أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء.
وتسببت الضربات في انهيار بنايات بأكملها في الضاحية ذات الكثافة السكانية المرتفعة التي غادرها معظم سكانها في الأسابيع القليلة الماضية.
وفي سياق منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على مركز تدريب لجماعة "حزب الله" به كميات كبيرة من الأسلحة على بعد نحو 200 متر من قاعدة ليونيفيل في جنوب لبنان.
وأضاف أن المنشأة التي دمرها كانت تحتوي على منصات لإطلاق النار على التجمعات السكنية الإسرائيلية.
وقال متحدث باسم يونيفيل إن الجيش الإسرائيلي لم يقدم أي معلومات عما يزعم أنها منشأة لحزب الله.
واتهمت إسرائيل قوات يونيفيل بغض الطرف عن بناء "حزب الله" شبكة من الأنفاق وبنية تحتية أخرى بالقرب من الحدود مع شمال إسرائيل لأكثر من عقد في أماكن في مرمي بصر قواعد يونيفيل.
وتقول إن البنية التحتية كانت جزءا من خطة "حزب الله" لتنفيذ هجوم على إسرائيل على غرار الهجوم الذي شنته حركة (حماس) في السابع من أكتوبر 2023 على بلدات في جنوب إسرائيل.
وقال المتحدث باسم يونيفيل إن البعثة دأبت على رفع تقاريرها إلى مجلس الأمن عن المواقع المشتبه بها. وأضاف أن مجلس الأمن لم يطلب من يونيفيل نزع سلاح أي جماعات مسلحة غير تابعة للدولة مثل "حزب الله".
حريق الحمراء
اندلع حريق هائل ناجم عن احتراق مولد كهرباء ما أدى إلى اختناقات وتضرر عشرات السيارات في العاصمة اللبنانية بيروت.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام السبت أن "الحريق الذي اندلع في مولد كهرباء في موقف للسيارات في شارع الحمراء أدى الى تمدد النيران إلى عشرات السيارات المركونة في المكان وفي شوارع محيطة ما أدى إلى احتراقها وانفجار البعض منها واندلاع حريق هائل"، مشيرة إلى أن أعمدة الدخان الناجمة عن الحريق شوهدت من مناطق بعيدة عن بيروت.
وتوجهت فرق الاطفاء والدفاع المدني إلى مكان الحريق حيث تعمل على اخماده وسط صعوبة في السيطرة عليه.
وذكرت قناة (الجديد) أن هناك حالات اختناق بسبب الدخان المتصاعد من الحريق الهائل بمنطقة الحمرا - بيروت.
وتابع وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي الجهود التي يبذلها عناصر الدفاع المدني لإطفاء الحريق، وأعطى التوجيهات اللازمة للإسراع في إخماد النيران وإبعاد خطر تمددها الى باقي السيارات والأبنية المجاورة.