يلتئم ممثلو دول العالم في باكو للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعنيّ بتغير المناخ (كوب 29) المخصص لتمويل جهود حماية المناخ.
يُفترض أن يختتم مؤتمر الأمم المتحدة السنوي للمناخ مع هدف جديد للمساعدات المالية للدول النامية، حتى تتمكن من الحدّ من انبعاثات الغازات المسببة للاحترار المناخي العالمي والتكيف مع التغير المناخي. وسيحل الهدف الجديد محل الهدف المتمثل بمئة مليار دولار الذي حُدد عام 2009 وتحقق بصعوبة سنة 2022. لكن هذه المناقشات بين دول العالم ستجري في سياق جيوسياسي مضطرب، في ظل الصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، والحروب التجارية بين الغرب والصين، وعلى خلفية التقشف في الميزانية في بلدان متقدمة عدة.
من المتوقع أن يشارك عشرات من رؤساء الدول والحكومات في مؤتمر المناخ يومي 12 و13 نوفمبر.
ومع احترار وصل إلى 1,3 درجة مئوية تقريبًا، بدأ العالم يشهد سلسلة من الظواهر المناخية المتطرفة هذا العام، الذي يُرجَّح أن يكون العام الأكثر حرّا على الإطلاق. ومن بين هذه الظواهر المناخية فيضانات، وموجات حر، وجفاف.
لكن حسابات الأمم المتحدة للبيئة تشير إلى أن الوعود الحالية تقودنا إلى احترار بـ2,6 إلى 2,8 درجة مئوية بحلول عام 2100.
وتقول كوزيما كاسيل من مجموعة "ايه 3 جي" إنّ "القرارات التي ستُتّخذ في باكو قد تؤثر بشكل كبير على المسارات المناخية والقدرة على احترام الحدّ المتمثل بـ1,5 درجة مئوية".دعا مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتغير المناخي "كوب 28" (COP28) الذي انعقد في دبي قبل عام، إلى "الانتقال" نحو التخلي عن النفط والغاز والفحم. وفي هذا العام، ستعقد المفاوضات في أذربيجان الذي يُعدّ مصدّرًا رئيسيًا للمواد الهيدروكربونية.
ترى ريتشل كليتوس من مجموعة "يونيين اوف كونسيرند ساينتستس"، أن المفاوضات في باكو يجب أن ترمي إلى تمويل بقيمة 1000 مليار دولار سنويا.
وتقول كليتوس لوكالة فرانس برس "إنه ليس عملاً خيريًا"، مضيفة "على الدول تنفيذ هذه الاستثمارات فورا وإلا سندفع فاتورة باهظة في المستقبل مرتبطة بالكوارث والتلوث. نحن على مفترق طرق". وتزداد أهمية هذه المسألة إذ يتعين على دول العالم أجمع تقديم التزاماتها المناخية الجديدة إلى الأمم المتحدة، قبل مؤتمر "كوب 30" المرتقب العام المقبل في البرازيل.
لكن ليس بالضرورة أن يكون التقدّم الأكثر وضوحًا محرزًا في نطاق الأمم المتحدة. ويقول لي شو "علينا ملاحظة الجانب المتمثل باقتصاد أخضر ومن سيفوز في سباق الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والسيارات الكهربائية وتخزين الطاقة".
وقبل بدء مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 29) في أذربيجان، نبهت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى المخاطر الجسيمة الناجمة عن ارتفاع حرارة الأرض.
وقالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر أمس الأحد في برلين إن "أزمة المناخ هي أكبر تحدٍّ أمني في عصرنا"، وتحدثت في هذا الصدد عن "العواصف القاتلة والجفاف والفيضانات التي تأخذ شكلًا جديدًا دائمًا في هذا القرن، ودرجات الحرارة القياسية".
وأوضحت بيربوك أن الأزمة تحتدم بغض النظر عن نتائج الانتخابات، وصرحت بأن هذا الأمر اتضح من خلال الفيضانات في إسبانيا والأعاصير الأخيرة في الولايات المتحدة بشكل مؤلم مشيرة إلى أن التخلي عن الفحم والغاز والنفط، كما تم الاتفاق عليه في مؤتمر المناخ 2023، له جدواه، وقالت الوزيرة الألمانية: "كل عُشر درجة يتم تجنبه من ارتفاع درجة حرارة الأرض يعني أزمات أقل ومعاناة أقل وتشردًا أقل". وتجتمع حوالي 200 دولة في العاصمة الآذرية باكو لمدة أسبوعين لمناقشة عدة قضايا، من بينها تقديم تعهدات مالية جديدة للدول الفقيرة لمساعدتها على التخفيف من آثار الاحتباس الحراري. وتنتظر الدول النامية والمنظمات البيئية من الدول الصناعية الغنية أن تجمع ما لا يقل عن تريليون دولار أميركي سنويًا، وهو عشرة أضعاف التعهد الحالي البالغ 100 مليار دولار سنويًا. وعن هذا الأمر، قالت بيربوك إن التمويل العالمي للمناخ سيكون مطلوبا مستقبلا من جميع الدول القادرة على تحمل التكاليف، سواء الدول الصناعية التقليدية أو جميع الدول القادرة اقتصاديا على القيام بذلك.