دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الأربعاء، يومها الـ404 تواليا، تزامنا مع ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم جديدة بحق النازحين والمدنيين في مختلف أنحاء القطاع، ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى.

وواصل الجيش الإسرائيلي ملاحقة النازحين في شمال القطاع واستهدافهم بهدف دفعهم على الهجرة القسرية جنوبا، حيث أخرجت قوة إسرائيلية النازحين المتواجدين في مراكز الإيواء ببيت حانون والمنازل المحيطة بها، تحت تهديد السلاح، وأجبرتهم على التوجه جنوبا عبر شارع صلاح الدين.

إلى ذلك، شنت المدفعية الإسرائيلية قصفا متواصلا على جباليا وبيت لاهيا شمال غزة، ونسف الجيش الإسرائيلي مباني سكنية في مخيم جباليا، وأحرق مدرسة مهدية الشوا بالكامل، التي كانت تؤوي مئات النازحين في بيت حانون شمال قطاع غزة.

يأتي ذلك، في وقت لا يزال الدفاع المدني معطلا قسرا في كافة مناطق شمال قطاع غزة، لليوم الـ22، وذلك بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات عشرات آلاف الفلسطينيين هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.

وقال جهاز الدفاع المدني بغزة في بيان، إن آلاف الفلسطينيين باتوا دون رعاية طبية وإنسانية بسبب تعطل عمل الدفاع المدني.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي هاجم طواقم الدفاع المدني في شمال قطاع غزة في 23 أكتوبر الماضي "وسيطر على مركباته وشرد معظم عناصره إلى وسط وجنوب القطاع واختطف 10 منهم".

وطالب الدفاع المدني بغزة المنظمات الإنسانية بالاستجابة لاستغاثات ومعاناة آلاف المواطنين المحاصرين في شمال قطاع غزة بفعل استمرار الجرائم الإسرائيلية، والسعي الجاد لعودة عمل الدفاع المدني وتشغيل مركباته المعطلة هناك في بلدة بيت لاهيا.

ويقول فلسطينيون ومؤسسات حقوقية محلية ودولية وإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي ينفذ ما تسمى "خطة الجنرالات" في شمال قطاع غزة.

وتقضي الخطة بإخلاء شمال قطاع غزة من السكان وإجلائهم إلى الجنوب وحصار شمال القطاع ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليه.

وفي 5 أكتوبر الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحا بريا في شمال قطاع غزة، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".

وفي نفس السياق شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، حملة اقتحامات واعتقالات لمناطق الضفة الغربية المحتلة، تخللتها اشتباكات مسلحة ومواجهات مع قوات الاحتلال.

واندلعت اشتباكات مسلحة، خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدتي اليامون والسيلة الحارثة في جنين حيث أعلنت المقاومة إطلاقها الرصاص بكثافة صوب قوات الاحتلال.

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الفلسطينيين خلال اقتحام بلدة عانين غرب جنين.

وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة الشرقية من المدينة وداهمت حي الضاحية وبلاطة البلد.

واعتقلت قوات الاحتلال الحاج عدنان الكوني والد الشهيد سائد الكوني، بعد اقتحام منزله بمدينة نابلس للضغط على نجله "سامح" بتسليم نفسه، كما اعتقلت شابا عند حاجز المربعة جنوب مدينة نابلس، بالتزامن مع اقتحام قرية قريوت.

واقتحمت قوات الاحتلال اقتحام بلدة برقة شمال غرب نابلس وداهمت أحد المنازل وحولته لثكنة عسكرية.واقتحمت قوات الاحتلال برفقة جرافاتها، صباح الأربعاء، بلدة بيت أمر شمال الخليل، وهدمت منزلاً ومنشأة زراعية.

في سياق منفصل دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء إلى الموافقة على هدنة إنسانية "فعلية وطويلة الأمد" في قطاع غزة.

وقال بلينكن في تصريح صحافي من مقرّ حلف شمال الأطلسي في بروكسل "ثمة حاجة لتنفيذ هدنة فعلية وطويلة الأمد في أجزاء كبيرة من غزة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ إسرائيل اتخذت إجراءات في مواجهة الوضع الإنساني الكارثي في غزة.

وأضاف "التحديات ضخمة في هذا الإطار، ولكننا نرى حلولا فعلية أيضا"، مشيرا إلى هدن إنسانية رافقت حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة. واعتبر أن نجاح الحملة مردّه إلى حصول "هدن تكرّرت على مدى أيام، لا فقط على مدى ساعات".

وقال بلينكن إن "تطبيق الإجراءات بشكل كامل ومطوّل أساسي ليكون لها مفعول".

وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قبل نهاية مهلة حددتها الإدارة الأميركية للدولة العبرية لزيادة المساعدات للفلسطينيين، تحت طائلة اتخاذ قرارات بوقف تسليمها أسلحة.

ولا تزال منظمات غير حكومية تعتبر هذا الإجراء غير كاف للتعامل مع الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة.

في وقت ارتفعت فيه حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 43 ألفا و712 قتيلا، إلى جانب 103 آلاف و258 إصابة، حسب ما أعلنت وزارة الصحة  الفلسطينية في قطاع غزة.

وقالت الوزارة، في بيان صحفي: "ارتكب الاحتلال الإسرائيلي سبع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، ووصل منها للمستشفيات 47 شهيدا و182 مصابا".

استخراج جثث الشهداء بعد الغارات الإسرائيلية على بيت لاهيا (أ ف ب)