أعلنت روسيا الأحد السيطرة على بلدتين في شرق أوكرانيا حيث تحرز قواتها تقدماً متواصلاً وإن كان بطيئاً، منذ أشهر أمام القوات الأوكرانية الأقل عدداً. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية أن وحدات من تجمع "الجنوب" سيطرت على قرية يانتارني في منطقة دونيتسك (شرق). وتقع البلدة على بعد حوالي 10 كيلومترات جنوب غرب مدينة كوراخوفي التي تشكل معقلاً رئيسياً للقوات الأوكرانية والتي أعلنت موسكو السيطرة عليها الاثنين بعد قتال استمر لأسابيع. كذلك، أكد الجيش الروسي السبت التقدم ميدانياً شمال غرب مدينة كوراخوفي. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الأحد أنها سيطرت على بلدة كالينوفي في منطقة خاركيف (شمال شرق). وتقع البلدة على الضفة الغربية لنهر أوسكيل الذي أصبح خط مواجهة بين الطرفين. وأعلن مسؤول أوكراني محلي الخميس أن القوات الروسية تمكنت من إقامة رأس جسر بعبورها نهر أوسكيل. وحاول الجيش الروسي مرات عدة خلال الأشهر الماضية عبور هذا النهر الذي يمر عبر مدينة كوبيانسك ذات الأهمية العسكرية. وتقدّمت القوات الروسية ببطء وبنحو متواصل على خط الجبهة طيلة العام 2024، لكن من دون تحقيق اختراقات كبيرة. وبالتزامن تتواصل الهجمات والقصف الليلي بطائرات مسيرة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أكدت أن الجيش سيطر على قرية شيفشينكو القريبة من مدينة بوكروفسك الحيوية، وهي هدف رئيسي لروسيا في تقدمها عبر منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا. ولم يذكر الجيش الأوكراني أي شيء عن هذه القرية في أحدث تقرير له عن عملياته على الخطوط الأمامية، لكنه قال: إن روسيا شنت أكثر من 60 هجوماً على مواقع قواته بالقرب من بوكروفسك خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضافت وزارة الدفاع الروسية في تقرير أن "التحرك الحاسم" لقواتها أدى إلى السيطرة على شيفشينكو التي تقع على بعد نحو ثلاثة كيلومترات غربي بوكروفسك. وذكرت أن القوات الروسية شنت هجمات بمقاتلات وطائرات مسيرة وصواريخ على مطارات عسكرية الأوكرانية ومرافق بنية تحتية للطاقة تخدم الجيش. ولم تذكر الوزارة أي تفاصيل أخرى عن الهجمات.
كما أعلنت أوكرانيا أنها أسرت جنديين كوريين شماليين في منطقة كورسك الروسية واستجوبتهما في الأسر، في أول تطور من نوعه منذ أن اتهمت كييف وحلفاؤها الغربيون بيونغ يانغ بإرسال قوات إلى روسيا للقتال إلى جانب قوات موسكو. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أفاد أواخر ديسمبر بأن جنوداً كوريين شماليين مصابين بجروح بالغة قضوا في أوكرانيا بعد أسرهم في كورسك. وأوضح زيلينسكي أنه تم نقل الجنديين الأسيرين إلى كييف واستجوابهما. وكتب زيلينسكي على تيليغرام أن الجنديين مصابان بجروح "ونقلا إلى كييف حيث يتحدثان إلى محققين من جهاز الأمن". وتابع "لم يكن الأمر سهلاً. عادة يقوم الروس والجنود الآخرون الكوريون الشماليون بتصفية جرحاهم ويفعلان كل ما ينبغي لمحو الأدلة على مشاركة دولة أخرى، هي كوريا الشمالية، في الحرب على أوكرانيا". وبحسب كييف، ينتشر 12 ألف عسكري كوري شمالي بينهم حوالي 500 ضابط في منطقة كورسك التي يحتل الجيش الأوكراني مئات الكيلومترات المربعة منها منذ أغسطس. ولم تؤكد روسيا ولا كوريا الشمالية وجود هذه القوات. وأرفق زيلينسكي منشوره بصور للعسكريين المذكورين في الأسر، وبدا أحدهما بضمادات على يديه والآخر حول ذقنه. وأوضح الرئيس أن الأسيرين يتلقيان "كل المساعدة الطبية الضرورية" مؤكدا أنه أمر جهاز الأمن بالسماح للصحافة بالوصول إليهما مضيفاً "يجب أن يعرف العالم ما يجري".
كما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق تيلغرام، الأحد، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 60 من أصل 94 طائرة مسيرة معادية أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة قبل الماضية. وقال البيان: إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 94 طائرة مسيرة، من طراز شاهد وطرازات أخرى، من مناطق ميلروفو وأوريول وبريانسك وكورسك الروسية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم". وأشارت القوات الجوية الأوكرانية، في البيان، إلى أن أضراراً لحقت بالعديد من المنازل بسبب حطام طائرات مسيرة سقط في مناطق خاركيف وسومي وبولتافا. ومع ذلك، لم تقع إصابات.
من جانبه، أعلن الجيش الأوكراني، الأحد، ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في فبراير 2022، إلى نحو 808 آلاف و250 جندياً، بينهم 1750 لقوا حتفهم، أو أصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وجاء ذلك وفق بيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم)، أمس الأحد.
وبحسب البيان، دمرت القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب 9756 دبابة، منها خمس دبابات السبت، و20289 مركبة قتالية مدرعة، و21839 نظام مدفعية، و1260 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1042 من أنظمة الدفاع الجوي. وأضاف البيان أنه تم أيضا تدمير 369 طائرة حربية، و331 مروحية، و22021 طائرة مسيرة، و3018 صواريخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و33598 من المركبات وخزانات الوقود، و3694 من وحدات المعدات الخاصة. ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.