أفادت وكالة الأنباء الأوكرانية "أوكرينفورم" بأن القوات الروسية أطلقت عدة محاولات للسيطرة على جزر صغيرة في مصب نهر دنيبرو عند وصوله إلى البحر الأسود بالقرب من مدينة خيرسون في جنوبي أوكرانيا. وقال اللفتنانت بافلو دروهال، المتحدث باسم الوحدات الأوكرانية المتمركزة في المنطقة، إن القوات الأوكرانية تصدت لـ19 هجوما خلال الأسبوع الماضي. وأضاف دروهال: "تستمر القوات الروسية في محاولاتها لإنشاء موطئ قدم في منطقة الجزر عند مصب نهر دنيبرو". وأفاد بأن 122 جنديا روسيا قتلوا أو أُصيبوا في الهجمات. ولم يتم التحقق من صحة هذه المعلومات بشكل مستقل. وأوضح دروهال أنه بما أن جميع النقاط المحتملة للهجوم على الجزر معروفة لدى الجيش الأوكراني، فإنها يمكن أن تُستهدف بنيران مدفعية دقيقة في أي وقت. وسيتيح أي موطئ قدم في المنطقة للقوات الروسية زيادة الضغط على القوات الأوكرانية.

وقالت السلطات الأوكرانية إن عدة مناطق في أوكرانيا تعرضت لهجمات بطائرات مسيرة روسية خلال الليل. وأعلنت سفيتلانا أونيشوك، حاكمة منطقة إيفانو- فرانكيفسك في جنوب غرب أوكرانيا، عبر تيليغرام: "سمعنا سلسلة من الانفجارات في منطقة ترانسكارباتيا". وتقع المنطقة على بعد حوالي 850 كيلومترا من أقرب المواقع الروسية في شبه جزيرة القرم. وقالت أونيشوك إن البنية التحتية كانت هدفا للهجوم، دون تقديم تفاصيل. وتم الإبلاغ عن حرائق، لكن لم تُسجل أي إصابات، وفقا لما أضافته.

إلى ذلك أفادت مصادر متطابقة أن عددا من المشاريع الإنسانية علق فجأة في أوكرانيا في خضم حربها مع روسيا بعد تجميد المساعدات الخارجية الأميركية، وتشمل المشاريع دعم المحاربين القدامى ووسائل الإعلام المحلية والمساعدات الصحية. وقال مصدر في المكتب الأوكراني للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس آيد)، وهي الهيئة الحكومية المكلفة توزيع الأموال لأغراض إنسانية، "صدر أمر بتعليق معظم المشاريع". وفي تعميم، أعلن وزير الخارجية الأميركي الجديد ماركو روبيو الأسبوع الماضي تجميد المساعدات الخارجية الأميركية باستثناء تلك المقدمة لمصر وإسرائيل، أثناء إجراء مراجعة شاملة لجميع البرامج. وأشار عدد من المنظمات غير الحكومية الأوكرانية والدولية على شبكات التواصل الاجتماعي إلى تأثرها بهذا التجميد الناتج عن أمر وقعه دونالد ترمب الاثنين الماضي والساري لمدة 90 يوما.

وفي مدينة خاركيف، قال مسؤولون أوكرانيون الثلاثاء إن هجوما جويا شنته روسيا خلال الليل أسفر عن إصابة أربعة أشخاص واشتعال حريق في شركة خاصة وإلحاق أضرار بعدة منازل في المدينة التي تتعرض للقصف الروسي منذ بداية الحرب.

من جهة أخرى، عرض في موسكو كتاب مدرسي جديد يشبّه حرب روسيا في أوكرانيا بالنضال السوفيتي ضد النازيين ويقول إن روسيا "أُجبرت" على إرسال قوات إلى جارتها. ويصف الرئيس فلاديمير بوتين الحرب، التي تطلق عليها موسكو رسميا "عملية عسكرية خاصة"، بأنها معركة صعبة ولكنها ضرورية ضد أوكرانيا المدعومة من الغرب وحلف شمال الأطلسي. ويقول إنها جزء من معركة وجودية أوسع نطاقا ضد الغرب الذي يحاول إضعاف روسيا وتفكيكها. من جانبها، تقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إن روسيا تشن حربا وحشية وغير مبررة، لكسب الأرض فحسب. وساهم فلاديمير ميدينسكي في تحرير الكتاب. وميدينسكي هو مساعد بوتين الذي ترأس وفدا روسيا في محادثات سلام غير ناجحة مع أوكرانيا في عام 2022، في الأشهر الأولى من الحرب، ويشارك بالفعل في تأليف كتاب التاريخ الرئيس في روسيا. والمجلد الثالث، الذي من المرجح أن ترفضه قيادة أوكرانيا وتصفه بأنه دعاية، مصمم للتدريس للأطفال من عمر 15 فيما فوق. ويشرح الكتاب أسباب بداية الحرب كما يراها الكرملين ومسارها، ويسلط الضوء على ما يعتبره أعمالا بطولية في ساحة المعركة. ويقول إن الغرب تجاهل لسنوات المخاوف الأمنية الروسية، في إشارة إلى توسع حلف شمال الأطلسي شرقا، ويشير الكتاب إلى ما وصفه بأنه إطاحة برئيس أوكراني كان صديقا لروسيا في عام 2014 بدعم من الغرب، مما حول أوكرانيا إلى "جسر عدواني مناهض لروسيا". وينفي حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا أنهما يشكلان تهديدا لروسيا على الإطلاق.

وقال الجيش الأوكراني في بيان الثلاثاء إن روسيا أطلقت 100 طائرة مسيرة في هجوم على البلاد خلال الليل.

وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 65 طائرة مسيرة فيما لم تبلغ 28 مسيرة أخرى أهدافها، وعادت اثنتان نحو روسيا وروسيا البيضاء وبقيت واحدة في المجال الجوي الأوكراني. ولم توضح القوات الجوية مصير الطائرات الأربع المتبقية.