أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بشدة الهجوم الذي ضرب المستشفى السعودي التعليمي في مدينة الفاشر، بولاية شمال دارفور في السودان، والذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص. وأكد غوتيريش في بيان على ضرورة احترام وحماية المرضى والمصابين والعاملين في المجال الصحي والمنشآت الطبية، في جميع الأوقات وفقًا للقانون الدولي الإنساني. وجدد غوتيريش مناشدة الأطراف، الوقف الفوري للقتال واتخاذ خطوات باتجاه السلام الدائم.
كما أدانت أستراليا الهجوم الذي استهدف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر، وأعرب مساعد وزير الخارجية الأسترالي تيم واتس عن إدانته للهجوم، محذرا من عواقب استمرار النزاع وتأثيره على المدنيين، مؤكدا دعوة أستراليا لجميع الأطراف إلى وقف فوري لإطلاق النار.
إلى ذلك أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أنّ جيلا جديدا من السودانيين يعاني «الجحيم» نفسه في دارفور كما حدث خلال الحرب الأهلية في أوائل القرن الحالي، وذلك بينما يستعد لطلب إصدار مذكرات توقيف. وقال خان الذي يستعرض الوضع في السودان كلّ ستة أشهر أمام مجلس الأمن الدولي، «من الواضح بالنسبة إلى مكتبي (...) أنّه بينما نتحدث، يتم ارتكاب جرائم دولية في دارفور». وأوضح أنّ «هذا ليس تقييما مبنيا على معلومات غير مؤكدة. إنّه تحليل مفصّل أجراه مكتبي، بناء على أدلّة ومعلومات تمّ جمعها والتحقّق منها».
وفي هذا السياق، أضاف «يمكنني أن أؤكد اليوم أنّ مكتبي يتخذ الإجراءات اللازمة لتقديم طلبات لإصدار مذكرات توقيف في ما يتعلّق بالجرائم، التي نعتقد أنّها تُرتكب وارتُكبت في غرب دارفور».
وفيما تطرّق المدعي العام إلى المجاعة واستهداف الأطفال واغتصاب الفتيات والنساء، أشار إلى أنّه منذ تقريره الأخير الصادر قبل ستة أشهر، انزلقت البلاد التي تشهد حربا منذ أبريل 2023، في «المعاناة والبؤس» بشكل أكبر. وأضاف أنّ هذه المعاناة «تعكس» تلك التي أدّت إلى إحالة هذه القضية من قبل مجلس الأمن الدولي إلى المحكمة قبل عشرين عاما، مشيرا إلى «النماذج الإجرامية» نفسها و»المجموعات المستهدفة نفسها». وأكد أنّ «جيلا جديدا يعاني الجحيم نفسه الذي عانت منه أجيال في دارفور»، معربا عن أسفه لهذا الارتباط «المأساوي والذي يمكن تجنّبه» بين الماضي والحاضر.