توجه فلسطينيون إلى أنقاض منازلهم السابقة في قطاع غزة الأحد بينما يستقبل إسرائيليون أوائل الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حركة (حماس) بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي قد يمهد الطريق لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرا.

الحرب بين إسرائيل وحماس التي بدأت بعد اجتياح مسلحين بقيادة حماس لبلدات وقرى إسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 دمرت قطاع غزة وقُتل فيها عشرات آلاف الفلسطينيين، وتسببت في نزوح ما يقرب من 2.3 مليون نسمة من سكان القطاع.

ويأتي اتفاق وقف إطلاق النار بعد شهور من المفاوضات المتقطعة بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة. ودخل حيز التنفيذ عشية تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي ضغط على كل من حماس وإسرائيل لوقف القتال قبل أن يتولى منصبه.

وسواء استمر وقف إطلاق النار الأولي أم لا لمدة 42 يوما، فإنه سيوفر فترة إغاثة مؤقتة لسكان غزة الذين أصيبوا بصدمة القذائف وستستريح عائلات الرهائن الإسرائيليين والأجانب المقرر إطلاق سراحهم مقابل السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.

واتجه بعض الفلسطينيين نحو المقابر في غزة لزيارة قبور الأقارب المقتولين وهرع آخرون نحو الأحياء المدمرة في محاولة للعثور على أقارب لا تزال جثثهم تحت الأنقاض.

وأظهرت لقطات بطائرة مسيرة مئات من سكان غزة وهم يتجولون على طول طرق ترابية بينما تحيط بهم أميال من الكتل السكنية التي تحولت إلى أكوام من الخرسانة المحطمة والمعادن والأنقاض.

وقالت آية محمد (31 عاما) لرويترز عبر تطبيق للتراسل من دير البلح في وسط غزة حيث تقيم مع عائلتها بعد فرارها من مدينة غزة "أشعر أخيرا وكأنني وجدت بعض الماء لأشربه بعد أن تهت في الصحراء لمدة 15 شهرا. أشعر بالحياة مرة أخرى".

وأضافت "الآن ننتظر اليوم الذي يمكننا فيه العودة لبيتنا في مدينة غزة. لن تكون الحياة أفضل، بسبب الدمار والخسائر التي تكبدناها، لكن على الأقل لا مزيد من إراقة الدماء للنساء والأطفال، آمل أن يكون الأمر كذلك".

دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة 0915 بتوقيت غرينتش، بعد نحو ثلاث ساعات من بدء العمل به. وخلال فترة التأخير، وجهت طائرات حربية إسرائيلية ضربات في غزة.

وقال مسعفون فلسطينيون إن 13 شخصا قُتلوا في شمال غزة خلال التأخير. وقالت إسرائيل إنها ضربت "إرهابيين".

وألقت إسرائيل باللوم على حماس في التأجيل قائلة إن الحركة تأخرت في إرسال أسماء الرهائن الثلاثة الأوائل الذين ستفرج عنهم اليوم. وأرسلت حماس، التي قالت إن التأخير كان بسبب عقبات فنية ميدانية، أخيرا قائمة بالأسماء بعد حوالي ساعتين من موعد التنفيذ المتفق عليه في الساعة 0630 بتوقيت جرينتش.

وقال مسؤول فلسطيني إن التعطيل في إرسال القائمة نتج عن القصف الإسرائيلي المستمر الذي أعاق الاتصال.

رهائن في مقابل معتقلين

بينما يتنفس سكان غزة الصعداء، استعدت إسرائيل لعودة الرهائن. فقد احتجزت حماس نحو 250 شخصا رهائن خلال هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي أسفر عن سقوط قتلى. وتم إطلاق سراح نحو نصفهم خلال الهدنة السابقة الوحيدة، والتي استمرت أسبوعا في نوفمبر تشرين الثاني 2023. ويعتقد أن العديد من الباقين قتلوا.

وقال مسؤول مشارك في العملية لرويترز إنه بموجب شروط الاتفاق ستبلغ حماس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بموقع الالتقاء داخل غزة، ومن المتوقع أن تبدأ اللجنة الدولية للصليب الأحمر في التوجه إلى هذا الموقع لتسلم الرهائن.

ويأتي ذلك في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق والتي تستمر ستة أسابيع، وسيتم خلالها إطلاق سراح 33 من أصل 98 رهينة متبقين، نساء وأطفال ورجال فوق الخمسين عاما ومرضى وجرحى، مقابل إطلاق سراح ما يقرب من 2000 سجين ومعتقل فلسطيني.

وتشمل قائمة المعتقلين الفلسطينيين 737 سجينا من الذكور والإناث والقصر، بعضهم أعضاء في جماعات مسلحة أدينوا في هجمات أسفرت عن مقتل العشرات من الإسرائيليين، فضلا عن مئات الفلسطينيين من غزة محتجزين منذ بداية الحرب.

وقُتل أكثر من 400 جندي إسرائيلي في القتال في غزة.

ووفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، أدت الحملة الإسرائيلية إلى مقتل ما يقرب من 47 ألف فلسطيني.

ويشمل هذا العدد الآلاف من مقاتلي حماس وكبار القادة العسكريين للحركة، لكن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يقول إن معظم القتلى الذين تحقق من هوياتهم من النساء والأطفال.

ودمر الهجوم الإسرائيلي البنية التحتية للقطاع وأدى إلى نزوح جميع السكان تقريبا الذين كان عددهم يقترب من 2.3 مليون نسمة قبل الهجوم.

وأدت الحرب أيضا إلى مواجهة على مستوى الشرق الأوسط بين إسرائيل وخصمها اللدود إيران، التي تدعم حماس وغيرها من الجماعات المسلحة المناهضة لإسرائيل وللولايات المتحدة.

وبعد 15 شهرا من القتال في غزة تقوضت بشدة قوة (محور المقاومة)، وهو شبكة من الجماعات المسلحة سعت إيران إلى دعمها على مدى عقود في العراق وسورية ولبنان وغزة، مع عدم إلحاق أكثر من مجرد ضرر بسيط بإسرائيل في هجومين صاروخيين كبيرين.

وقتلت إسرائيل معظم كبار قادة جماعة "حزب الله" في قصف مكثف على بيروت وجنوب لبنان العام الماضي، وكذلك قتلت عددا من قادة الحرس الثوري الإيراني في ضربات على سورية. وفي حملة مباغتة، أطاحت المعارضة السورية بالرئيس بشار الأسد الشهر الماضي، مما أدى إلى تغير كبير في ميزان القوى في دمشق، التي كانت حليفا رئيسيا لروسيا وإيران منذ السبعينيات.

وإذا أدى وقف إطلاق النار إلى توقف طويل الأمد للقتال، فإن ما سيحدث بعد ذلك في غزة يظل غير واضح نظرا لعدم وجود اتفاق شامل بشأن مستقبل القطاع بعد الحرب، والذي سيتطلب مليارات الدولارات وسنوات من العمل لإعادة إعماره.

ونجحت حماس، التي تدير غزة منذ قرابة عقدين، في البقاء على الرغم من خسارتها لعدد من كبار قادتها وآلاف المقاتلين.

وكشف وقف إطلاق النار عن التوتر داخل الحكومة الإسرائيلية، إذ سعى أعضاء ينتمون إلى التيار اليميني الديني القوي في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعدة أشهر إلى عرقلة محاولات التوصل للاتفاق.

وأعلن حزب عوتسماه يهوديت (القوة اليهودية) الذي يترأسه وزير الأمن الوطني الإسرائيلي المنتمي إلى اليمين المتطرف إيتمار بن غفير استقالة زعيمه ووزيرين آخرين من أعضاء الحزب من حكومة نتنياهو بسبب اتفاق غزة.

وهدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بالاستقالة من الحكومة الائتلافية إذا أوقفت إسرائيل الحرب على حماس في غزة. وقال الوزير المنتمي إلى اليمين المتطرف إنه لن يبقى في حكومة توقف الحرب.

ويواجه نتنياهو مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب واتهامات منفصلة بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية.

وردت إسرائيل بغضب على القضيتين، ورفضت الاتهامات باعتبارها ذات دوافع سياسية، واتهمت جنوب أفريقيا، التي رفعت القضية الأصلية أمام محكمة العدل الدولية وكذلك الدول التي انضمت إليها، بمعاداة السامية.

لا غنى عن الضغط الدولي

في محاولة للإجابة على السؤال الخاص بما هو آت بعد وقف إطلاق النار بالنسبة للفلسطينيين ونتنياهو والمنطقة، نشر موقع المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) البريطاني آراء ثلاثة من المحللين السياسيين والخبراء في شؤون الشرق الأوسط وهم الدكتور سانام فاكيل المدير في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمعهد والبروفيسور يوسي ميكيلبرج أستاذ العلاقات الدولية والزميل الاستشاري لبرنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأخيرا أمجد عراقي الزميل المشارك لبرنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس. ويقول سانام فاكيل  إنه بعد 16 شهرا من الحرب والموت والدمار  في غزة  بدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ذي المراحل الثلاث الذي تم التوصل إليه بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة. تتضمن المرحلة الأولى من الاتفاق الذي طال انتظاره  إطلاق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين والفلسطينيين ودخول المساعدات الإنسانية  والمساعدات العاجلة  إلى القطاع، وهو ما لن يكون كافيا في كل الأحوال.

ومن المهم تأكيد أن الاتفاق هو هدنة هشة وليس وقفاً للصراع، لذلك فالحفاظ عليه سيتطلب استمرار المراقبة والمساءلة من جانب الوسطاء أو الأطراف الضامنة. كما يجب استئناف التفاوض بين الأطراف فورا لضمان تطبيق المرحلتين الثانية والثالثة. ورغم تعهد الأطراف المعنية بمواصلة التفاوض، فإن ذلك سيحتاج  ضغوطاً مستمرة على جميع الأطراف وخاصة من جانب الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترمب.

ورغم أن الاتفاق يشير إلى إعادة الإعمار وحكم قطاع غزة، المثير للقلق أن القضية المتعلقة بالمستقبل السياسي للفلسطينيين لم تحسم بعد. وسوف يكون تحقيق هذا الهدف صعباً للغاية في ظل غياب أي قاعدة أو قيادة إسرائيلية ذات شأن للمضي قدما في أي عملية السلام.

وللاستفادة من اللحظة الراهنة وبناء مصداقيتها يجب إصلاح السلطة الفلسطينية لضمان حكم نزيه وشفاف. كما لا يمكن تجاهل الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة والرغبة في مدها إلى قطاع غزة. وستحتاج الدول العربية إلى مواصلة الضغط والحوافز لتحقيق الأهداف الأوسع نطاقاً المتمثلة في التطبيع مع إسرائيل وإقامة الدولة الفلسطينية، وإقناع جميع الأطراف بالعودة إلى الانخراط في تسوية سياسية.

وبعيدا عن غزة، يأمل نتنياهو  في أن يتيح وقف إطلاق النار الفرصة للقيام بالمزيد من المناورات في المنطقة. فقد خرجت إسرائيل من الحرب متفوقة على "حماس" الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني مع سقوط نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد وخروج القوات الإيرانية من سورية. ويختتم سانام فاكيل  رؤيته بالقول إنه في ظل هذه الصراعات المتداخلة وعدم اليقين المستمر، يجب استمرار جهود الوساطة والتحركات الدبلوماسية  من أجل تحقيق الاستقرار والأمن لإسرائيل والفلسطينيين والمنطقة ككل.

أما البروفيسور يوسي ميكيلبرج  فيقول إن وقف إطلاق النار ، كان الخبر الذي انتظره الكثيرون من الإسرائيليين والفلسطينيين  بشغف. فهذه الهدنة ستنهي شهورا من المعاناة، مع إطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا وآلاف السجناء الفلسطينيين.

لكن هذه مجرد خطوة أولى، ولا يوجد ما يضمن عدم استئناف العدوان في غزة بعد انتهاء هذه المرحلة وربما قبلها. كما تظل الضفة الغربية نقطة ساخنة.

ورغم ذلك هناك احتمال واقعي بأن يؤدي هذا الاتفاق إلى خلق زخم بناء من شأنه أن يؤدي بنجاح إلى المرحلة الثانية من إنهاء الحرب في غزة، وإعادة الرهائن المتبقين والإفراج عن المزيد من السجناء الفلسطينيين. ومن الممكن أيضاً أن يخلق أفقاً جديداً لإعادة بناء مجتمع غزة وسياساتها كجزء من النظام السياسي الفلسطيني الأوسع نطاقاً ــ وهو ما لا يقل أهمية عن إعادة الإعمار على المستوى المادي. ويقول ميكيلبرج إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم  التوصل إليه مؤخرا هو نفسه الذي كان مطروحا على مائدة المفاوضات في مايو(أيار الماضي)، فلماذا تم قبوله الآن؟ تشير التطورات الأخيرة إلى أن أن ترمب كان عاملا حيويا في الوصول إلى الاتفاق.

وتشير المشاركة النشطة لترمب، بما في ذلك إرسال مبعوثه الخاص للشرق الأوسط إلى المنطقة حتى قبل تنصيبه، إلى التزام الإدارة الجديدة بمنع استئناف العنف بين العدوين اللدودين.

ومن الواضح أن خوف نتنياهو من الرئيس الأميركي الجديد يفوق خوفه من انسحاب وزيريه إيتمار بن غفير وبتسئيل سموتريتش وحزبيهما المتطرفين من الحكومة الائتلافية، وهو ما يمكن أن يعتبر نتيجة إيجابية.

لقد صدق أنصار نتنياهو مغالطته القائلة بأنه لا يمكن وقف إطلاق النار إلا بعد تحقيق النصر الكامل وأن الضغط العسكري وحده هو القادر على إعادة الرهائن إلى ديارهم.  والآن أصبح عليه إقناعهم  وشركائه في الائتلاف، بمواصلة دعمه. رغم قبوله لوقف إطلاق النار دون تحقيق "النصر الكامل".

وقد يؤدي تراجعه، الذي رحبت به أغلبية الإسرائيليين، إلى زعزعة استقرار حكومته، والتعجيل  بإجراء تحقيق مستقل في كارثة هجوم 7  أكتوبر(تشرين الأول)،  والطريقة التي جرت بها الحرب منذ ذلك الحين.  ومن المحتمل أن تؤدي هذه التطورات إلى التعجيل بإبعاد نتنياهو عن منصب رئيس الوزراء والسياسة بالكامل، ولكن هذا لن يحدث بين عشية وضحاها.

وفي رؤيته المنشورة على موقع تشاتام هاوس يقول أمجد عراقي إن اتفاق وقف إطلاق النار  في غزة بمثابة استراحة ومأساة وتحذير في وقت واحد. فبعد 15 شهراً من الحرب التي فاقت كل تصور، أصبح الفلسطينيون في غزة في حاجة ماسة إلى وقف الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.   وتنتظر الأسر الجائعة والجرحى الفلسطينيون تدفق المساعدات الإنسانية الموعودة، في حين يأمل العديد من النازحين العودة إلى منازلهم وإعادة بنائها، في حين ستتمكن أسر بعض الرهائن الإسرائيليين أيضاً أخيراً من استعادة أحبائها وإنهاء معاناتها. ومن المؤسف أن الاتفاق الأخير ظل مطروحا منذ وقت طويل للموافقة عليه، وذلك بسبب رفض الرئيس جو بايدن ممارسة ضغوط كافية على رئيس الوزراء الإسرائيلي.   فخلال الشهور الماضية قتل آلاف الفلسطينيين ودُمرت مساحات شاسعة من غزة لأن نتنياهو ظل يراوغ ويرفض الاتفاق الذي قدمته إدارة بايدن ووافقت عليه حماس في مايو(أيار) الماضي.

ورغم قبول الاتفاق ودخوله حيز التطبيق، فإن شروطه تثير قلق الفلسطينيين.  ففي حين تتناول المرحلة الأولى بالتفصيل تبادل الأسرى، فإن الأمور الأكبر في الاتفاق مثل توزيع المساعدات، والأمن المؤقت والحكم، وإنهاء الأعمال العدائية بشكل دائم  لم تتحدد، أو تم تأجيلها إلى محادثات لاحقة.  ويخشى كثيرون أن تستأنف إسرائيل القصف أو تعيد احتلال أجزاء من غزة بشكل مباشر بمجرد إطلاق سراح بعض الرهائن. ويدعو العديد من المسؤولين الإسرائيليين إلى تحقيق هذا على وجه التحديد، بحجة أن أهدافهم في غزة ــ سواء تدمير حماس، أو تحرير جميع الرهائن، أو القضاء على التهديدات المسلحة، أو إعادة بناء المستوطنات في غزة  لم تتحقق.

هذا الشعور الإسرائيلي بعدم اكتمال المهمة وعدم تكافؤ القوة هو ما يجعل الفلسطينيين، بما في ذلك "حماس"، يستعدون لمواجهة مزيد من الهجمات الإسرائيلية القادمة. وعلى الرغم من الضربات الشديدة التي تلقتها قيادتها وقدراتها المسلحة، تظل حماس نشطة سياسيا وعسكريا. كما كانت متسقة إلى حد كبير في دعم معايير وقف إطلاق النار.

 في الوقت نفسه فإنه مع تحولات الجغرافيا السياسية الإقليمية في أعقاب تآكل "محور المقاومة" وعودة ترمب إلى البيت الأبيض، "تدرك حماس" أن عدد الأطراف القادرة أو الراغبة في  فرض وقف إطلاق النار الدائم الذي طالبت به محدود، لذلك فهي تستعد لاحتمال استمرار حرب العصابات، رغم أملها في استمرار وقف إطلاق النار.

 لذلك، فأن دور المجتمع الدولي حيوي لإلزام الأطراف المتحاربة بالمحافظة على وقف إطلاق النار، وبخاصة لردع الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل من تصور أنها يمكن أن تحقق أي مكاسب من كسر وقف إطلاق النار.

كما أنه من المهم دعم المحادثات الموازية بين حركتي فتح وحماس في القاهرة  لتشكيل لجنة تكنوقراط لحكم قطاع غزة وإعادة تنظيم القيادة السياسية الفلسطينية. فكلا مساري التفاوض الفلسطيني – الإسرائيلي والفلسطيني-الفلسطيني حيوي لإخرج قطاع غزة وكل الفلسطينيين والإسرائيليين من خراب هذه الحرب.