نقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصدر أمني في حماة قوله إن "قوات الأمن العام (التابعة للإدارة الجديدة) تطوق منطقة أرزة بحثاً عن المجرمين الذين قتلوا عددا من المواطنين في القرية"، مشيرة الى أن من بينهم "ضباط ومجندون سابقون".

وأسفر النزاع في سورية عن مقتل قرابة نصف مليون شخص وتهجير الملايين وإلحاق دمار واسع بالمدن والبنى التحتية.

قصف إسرائيلي

شهدت منطقة بهرمين في ريف محافظة طرطوس  في غرب سورية حادثة بيئية خطيرة مع تصاعد أبخرة غريبة ورائحة شديدة من داخل ثكنة عسكرية تعرضت لقصف إسرائيلي مؤخرا، وفق تلفزيون سورية أمس السبت.

وذكر التلفزيون على موقعه الإلكتروني أن الحادث الذي وقع الجمعة أثار مخاوف واسعة من انبعاث غازات سامة قد تشكل تهديدا صحيا وبيئيا للسكان القريبين من المنطقة.

وبحسب الصور والمشاهدات الميدانية، فإن لون الغاز يميل إلى اللون البرتقالي الكثيف، ما يشير إلى احتمال تسرب ثاني أكسيد النيتروجين، وهو غاز سام يتشكل عند تعرض وقود الصواريخ أو الذخائر المحتوية على مركبات نيتروجينية للهواء أو الرطوبة. حسبما  أفادت مصادر من الدفاع المدني.

وقالت المصادر، لموقع تلفزيون سورية، إن الغاز المذكور يسبب تأثيرات صحية مثل تهيج الجهاز التنفسي والسعال وضيق التنفس، والتهاب العينين والأنف نتيجة تفاعله مع الأغشية المخاطية. إضافة لتفاقم أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية.

وأضافوا أنه في حالات التعرض المطول للغاز أو بتركيزات عالية، قد يؤدي إلى أذمة رئوية قاتلة، موضحين أنهم تلقوا بلاغات من مدنيين في المنطقة، حول رائحة كريهة وأبخرة غير مألوفة تتصاعد من داخل القاعدة العسكرية.

وذكرت مصادر خاصة أن قوات إسرائيلية أجرت عملية إنزال في قرية المضاهرية في ريف طرطوس، حيث توجد في القرية دفاعات جوية، مضيفة أن القوة تفحصت القاعدة قبل أن تغادر المنطقة.

ومنتصف الشهر الماضي، هزت انفجارات عنيفة محافظتي طرطوس واللاذقية من جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية غربي سورية.

مظاهرة تطالب بطرد "قسد"

نظم المئات من أبناء مناطق شمال شرق سورية الجمعة مظاهرة في ساحة الامويين وسط العاصمة السورية دمشق لمطالبة الحكومة السورية لاستعادة السيطرة على مناطقهم التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية (قسد).

وقال منسق عام بين فصائل الثورة السورية الدكتور عبدالمنعم زين الدين في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "فرحتنا لن تكتمل إلا بتحرير محافظات الحسكة ودير الزور والرقة والقامشلي من أيادي قسد وكما أسقطنا المجرم الاسد سنسقط قسد".

وأكد الدكتور إبراهيم الحسون مستشار الرئيس أحمد الشرع لـ ( د ب أ ) أن "تحرير مناطق شمال سورية حاضرة أمام الرئيس الشرع ودائما يقول لن يهدأ لي بال حتى تحرر مناطق شرق سورية وسوف أبذل كل الجهود لاستعادة تلك المناطق إلى سلطة الدولة إن كان بالسلم أو بالحرب".

ونقل المستشار الحسون كلمة للرئيس الشرع موجهة إلى قائد قوات سورية الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي إن "عاد إلى سلطة دمشق فبها نعمة وإن بالحرب سوف أدق رأسه".

وقرأ الشيخ فرج الحمود، أحد قادة الحراك الثوري في محافظة الرقة، بيانا باسم المشاركين في المظاهرة وطالب فيه الحكومة السورية بالتحرك الجاد "لإنهاء هذا الاحتلال واستعادة السيطرة على الجزيرة السورية".

وجاء في البيان "نؤكد تمسكنا بوحدة الأراضي السورية ورفضنا القاطع لأي مشاريع تقسيمية أو محاولات فرض أمر واقع بالقوة".

كما طالب الحمود بـ "إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وكشف مصير المخطوفين والمغيبين وتتحمل (قسد) مسؤولية الآلاف من المختطفين والمخفيين قسريًا، ومحاسبة مجرمي الحرب وتقديم المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين إلى العدالة".

وتسيطر قوات (قسد) على مناطق شمال شرق سورية والتي تعادل حوالي 25 % من مساحة سورية منذ عام 2018-2019 ، وسط انتقادات لهم بتهميش العنصر العربي الذي يشكل أكثر من 90 % من سكان تلك المناطق.

"أدلة كثيرة" على جرائم الأسد

رغم تدمير وثائق وغيرها من الأدلّة على الجرائم المرتكبة في سورية خلال حكم بشار الأسد، أكّد محقّقو الأمم المتحدة الجمعة أنّ "الكثير من الأدلّة" لا تزال سليمة.

وقال هاني مجلّي، عضو لجنة التحقيق الأممية بشأن سورية، إنّ "البلد غنيّ بالأدلّة، ولن نواجه صعوبة كبيرة في إحقاق العدالة".

وبعد السقوط المفاجئ للأسد في الثامن من ديسمبر، تمكّنت اللجنة من الدخول إلى البلاد، بعدما كانت تحاول التحقيق عن بُعد بشأن وقوع جرائم منذ بداية الحرب في العام 2011.

وبعد زيارة أجراها مؤخرا إلى سورية، أضاف مجلي أمام جمعية المراسلين المعتمدين لدى الأمم المتحدة "كان من الرائع أن أكون في دمشق بعدما مُنعت اللجنة من دخول البلاد منذ البداية".

وخلال وصفه الزيارات التي أجراها إلى سجون في دمشق، أقرّ بأنّ "الكثير من الأدلّة... تضرّرت أو دُمّرت" منذ تدفّق الناس إلى السجون ومراكز الاعتقال بعد سقوط بشار الأسد.

وأشار عضو لجنة التحقيق إلى أنّ سجن صيدنايا السيء الصيت الذي شهد عمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعمليات تعذيب ترمز إلى الفظائع المرتكبة ضدّ معارضي الحكومة السورية "أصبح خاليا عمليا من كل الوثائق".

وأوضح أنّ هناك أدلّة واضحة على "عمليات تدمير متعمّدة لأدلّة"، خصوصا في موقعين يبدو أنّه تمّ إحراق وثائق فيهما، من قبل أفراد تابعين للأسد قبل فرارهم.

لكنّه قال إنّ الدولة السورية في ظلّ حكم الأسد كانت "نظاما يحتفظ على الأرجح بنسخٍ أخرى من كلّ شيء، وبالتالي إذا تمّ تدمير أدلّة فإنّها ستكون موجودة في مكان آخر".

وأشار إلى وجود مبانٍ أخرى تحتوي على الكثير من الأدلّة.

وخلُص إلى أنّه "يبدو أنّ هناك عددا من الأدلّة التي أصبحت آمنة الآن، ونأمل أن يكون من الممكن استخدامها في المستقبل" لضمان تحقيق العدالة.

من جهتها، قالت زميلته لين ويلشمان إنّ السلطات السورية الجديدة تحاول على ما يبدو "ضمان الحفاظ على الأدلة للمستقبل".

وأضافت أنّ "أحد أهم الأشياء في المستقبل هو ضمان عدم تكرار ما حدث في سورية"، مشيرة إلى أنّ "هناك عملا كثيرا يتعيّن القيام به لمحاولة معرفة المزيد عمّا حدث، لكي تتمكن كل مكوّنات المجتمع السوري من المضي قدما".

القبض على العميد عاطف نجيب

أعلنت مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية السورية الجمعة، إلقاء القبض ابن خالة بشار الأسد والذي تولى سابقا رئاسة فرع الأمن السياسي في محافظة درعا (جنوب) حيث اندلعت شرارة الاحتجاجات الشعبية عام 2011.

وقال مدير مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي: "في عملية نوعية، تمكنت مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية بالتعاون مع القوى العسكرية من إلقاء القبض على العميد عاطف نجيب".

وأضاف كنيفاتي: "يُعتبر نجيب من المتورطين بارتكاب جرائم بحق الشعب السوري، وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود السلطات لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات تجاه الشعب السوري وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".

وأوضح كنيفاتي أنه: "تم تحويل المجرم عاطف نجيب للجهات المعنية ليصار إلى محاكمته ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري".

مديرية الأمن العام في اللاذقية أطاحت بالعميد عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد (رويترز)