ندّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش بوفاة أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي أثناء احتجازه «تعسّفيا» لدى الحوثيين في شمال اليمن، مطالبا بإجراء تحقيق في هذه «المأساة»، وقال غوتيريش في بيان إنّ «الظروف المحيطة بهذه المأساة المؤسفة غير واضحة، والأمم المتحدة تطالب بشكل عاجل بتوضيحات من سلطات الأمر الواقع الحوثية»، وإذ أكّد الأمين العام أنّه يدين «بشدّة» موت الموظف، قال «أطالب بإجراء تحقيق فوري وشفاف وشامل ومحاسبة المسؤولين» عن هذه الوفاة. وطالب غوتيريش مجددا بالإفراج فورا عن «العشرات» من موظفي الأمم المتّحدة ومنظمات غير حكومية وبعثات دبلوماسية يحتجزهم الحوثيون «تعسّفيا»، بعضهم منذ سنوات عديدة.

وأتى بيان غوتيريش بعدما أعرب برنامج الأغذية العالمي عن «الحزن والغضب» لوفاة أحد موظفيه أثناء احتجازه لدى الحوثيين في شمال اليمن، وأعلن البرنامج الأممي عبر حسابه على موقع إكس «وفاة» أحد موظفيه، قائلا إنه «واحد من سبعة موظفين محليين احتجزتهم السلطات المحلية تعسفا منذ 23 يناير» الماضي، وأواخر يناير، أعلنت الأمم المتحدة أنّ الحوثيين اعتقلوا سبعة موظفين جدد، ثمّ تمّ تعديل العدد إلى ثمانية، ليُضافوا بذلك إلى عشرات من موظفي المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة الذين تمّ اعتقالهم منذ يونيو 2024. وبرّر الحوثيون اعتقالات جرت في يونيو، باكتشاف «شبكة تجسّس أميركية إسرائيلية» تعمل تحت غطاء منظمات إنسانية، وهي اتهامات رفضتها الأمم المتحدة بشدّة. وقال برنامج الأغذية العالمي إن الموظف الذي فارق الحياة يعمل معه منذ العام 2017 و»قد ترك خلفه زوجة وطفلين».

وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين تعليق كل أنشطتها في محافظة صعدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في شمال اليمن، بسبب المخاطر التي يتعرّض لها موظفوها إثر اعتقالات «تعسفية» جديدة. وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إنّ نحو 350 ألف شخص في صعدة استفادوا العام الماضي من خدماتها ولا سيما من مساعدات إنسانية (غذاء، صحة، مأوى، وغيرها). كما أدانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وفاة أحمد باعلوي، موظف لدى برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في سجون الحوثيين بمحافظة صعدة، وقال معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة اليمنية في بيان «لم تكتفِ ميليشيا الحوثي بتسببها في أكبر أزمة إنسانية في العالم، بل تستمر في تقويض جهود المجتمع الدولي الرامية إلى تقديم الدعم والمساعدات للمحتاجين». وأشار إلى أن «ميليشيا الحوثي شنت في يونيو الماضي موجة اختطافات طالت أكثر من خمسين موظفا من الأمم المتحدة، والوكالات التابعة لها، ومكتب المبعوث الأممي، والمنظمات الدولية والمحلية،. وأردف بالقول «لم تمارس المنظمة الضغط الكافي على ميليشيا الحوثي لإطلاق سراح المختطفين، مما يُظهر فشلا في الوفاء بمسؤولياتها تجاه حماية موظفيها والعاملين في المجال الإنساني وضمان سلامتهم».