سلمت، (حماس) ستة رهائن إسرائيليين، مقابل إطلاق 602 من المحتجزين الفلسطينيين، في إطار الدفعة السابعة من عمليات التبادل ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 19 يناير الماضي.

مراسم التسليم

تمت عملية التسليم في ميدان المشروع على بعد مئات الأمتار من وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي.

كما أكدت "حماس"، صباح أمس، أنها جاهزة لإتمام "عملية تبادل كاملة رزمة واحدة" تستند إلى وقف نهائي للحرب، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة إعمار القطاع.

وقالت، في بيان لها بالتزامن مع دفعة جديدة من تبادل الأسرى إننا "نجدد جاهزيتنا لإتمام عملية تبادل كاملة رزمة واحدة تستند لوقف نهائي للحرب وانسحاب الاحتلال وإعمار القطاع".

وشددت حماس على أن "ضمان إتمام عمليات التبادل القادمة هو التزام الاحتلال بباقي بنود الاتفاق وتنفيذ البروتوكول الإنساني"، مشيرة إلى أن الاحتلال لم يلتزم بتنفيذ جميع البنود المتفق عليها في المرحلة الأولى.

وأضافت "مضى 35 يومًا من المرحلة الأولى دون أن يستكمل الاحتلال تنفيذ كامل بنود الاتفاق فيها"، مؤكدة أن الأوضاع في قطاع غزة تزداد كارثية، مما يستوجب ضغطًا أكبر من الوسطاء على الاحتلال لضمان تنفيذ البروتوكول الإنساني.

وذكرت حماس أن "إنجازها عملية تبادل 6 أسرى، يؤكد التزامها بالاتفاق مقابل مواصلة الاحتلال المماطلة في تنفيذه".

وأكدت "حماس" أن الاحتلال الإسرائيلي أمام خيارين، فإما "استقبال أسراهم في توابيت أو احتضانهم أحياء بشروط المقاومة".

كما حذرت، من "تنصل الاحتلال من الاتفاق"، مؤكدة أن "الطريق الوحيد لعودة الأسرى هو التفاوض والالتزام ببنوده".

واتهمت حماس رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بمحاولة "الهروب من هزيمة جيشه في غزة عبر ارتكاب المجازر في الضفة، إلا أن ذلك لن يكسر إرادة شعبنا ومقاومته".

وأكدت، أن "تعاملنا مع الأسرى يستند إلى تعاليم ديننا وقيمنا، بينما يتجرع أسرانا العذاب والقمع في سجون الاحتلال"، مشيرة إلى أن "منع الاحتلال سفر عائلات الأسرى المبعدين يكشف انتهاكه للمواثيق وهزيمته أمام إرادة الشعب الفلسطيني.

المرحلة الثالثة والأخيرة

تتعلق المرحلة الثالثة والأخيرة مبدئيا بإعادة إعمار غزة التي يعيش أهلها الذين شردتهم الحرب بين الركام في ظل برد قارس.

وأسفر هجوم السابع من أكتوبر 2023 عن مقتل 1214 شخصا على الجانب الإسرائيلي، وفق تعداد يستند إلى بيانات رسمية، بما في ذلك المحتجزون الذين لقوا حتفهم أو قتلوا في الأسر.

وأدت الهجمات الإسرائيلية المدمرة إلى مقتل 48,319 شخصا على الأقل في غزة، غالبيتهم مدنيون، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة.

وأدى وقف إطلاق النار إلى توقف القتال، لكن احتمالات نهاية الحرب بشكل دائم لا تزال غير واضحة.

لكن الآمال في التوصل إلى اتفاق دائم خيم عليها الخلافات حول مستقبل غزة، والتي تعمقت بسبب الصدمة في مختلف أنحاء المنطقة بشأن اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإخلاء القطاع من الفلسطينيين وتطويره كمنتجع على طراز الـ"ريفييرا" تحت السيطرة الأميركية.

العدوان على المخيمات

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينتي جنين وطولكرم ومخيمهما شمالي الصفة الغربية المحتلة، وسط دمار واسع وتهجير قسري للمواطنين.

ولليوم الـ33 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، مخلفًا 27 شهيدًا، وعشرات الإصابات والاعتقالات.

ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية برفقة جرافات إلى مدينة جنين ومداخل مخيمها، كذلك بصهاريج للمياه وغرف عسكرية محصنة تستخدم للاتصالات العسكرية الداخلية.

وخلفت جرافات الاحتلال دمارًا واسعًا داخل أحياء المخيم، وفي منازل المواطنين وممتلكاتهم.

وتسبب العدوان المتواصل بنزوح نحو 30 ألف مواطن من مخيم جنين، ودمر منازلها وممتلكاتها.

ويستمر الاحتلال بالاستيلاء على عدد من منازل المواطنين وتحويلها لثكنات عسكرية منذ بدء العدوان، خاصة في البنايات القريبة والمطلة على مخيم جنين.

ويواجه المواطنون والمنازل والبنايات القريبة منها صعوبات في الدخول والخروج والحركة بسبب تواجد القناصة بشكل دائم، ما يعرض حياتهم للخطر.

وخلف العدوان المتواصل على مدينة جنين ومخيمها 27 شهيدًا، آخرها الطفلة ريماس العموري (13 عامًا)، التي استشهدت أمس، برصاص الاحتلال، أثناء تواجدها أمام منزلها في حي الجابريات بمحيط مخيم جنين.

وفي مدينة طولكرم، واصلت قوات الاحتلال عدوانها لليوم الـ27 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ14، وسط تعزيزات عسكرية، مترافقة مع مداهمات للمنازل وتخريب محتوياتها.

ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية صوب المدينة ومخيميها، ونشرت آلياتها وجنودها في الشوارع والأحياء.

ونصبت القوات الحواجز العسكرية في مختلف شوارع ومفارق المدينة، وتحديدًا في شارع نابلس ودوار شويكة، وشارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها ودققت في هويات ركابها ونكلت بهم، واعتدت على عدد منهم بالضرب.

وتواصل القوات حصارها المطبق على مخيمي طولكرم ونور شمس، وتنشر دورياتها الراجلة في الشوارع والحارات، وتقوم بمداهمة المنازل وتفتيشها وتخريب محتوياتها بشكل كامل، والاستيلاء عليها.

وخلف العدوان على مدينة طولكرم ومخيميها دمارًا واسعًا بالبنية التحتية والممتلكات وانقطاع لشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، ونزوح قسري لأكثر من 16 ألف مواطن، منهم نحو 11 ألف من مخيم طولكرم، ونحو 5500 نازح من مخيم نور شمس.

واستشهد 12 مواطنًا، كان آخرهم الشهيد أحمد عواد الذي ارتقى أمس، بعد صدم آلية عسكرية إسرائيلية لمركبته في شارع نابلس بطولكرم. 

الأمم المتحدة

أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها إزاء تواصل العدوان الإسرائيلي على مدن الضفة خاصة في الشمال للشهر الثاني على التوالي.

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي، الليلة الماضية، إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يواصل مراقبة الوضع في الضفة الغربية المحتلة.

وشدد على أن المكتب الأممي "لا يزال يشعر بالقلق إزاء العمليات المستمرة التي تشنها القوات الإسرائيلية في الجزء الشمالي من الضفة الغربية، أن إسرائيل تنفذ أطول هجمات لها في منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي".

ولفت إلى "أن هجمات المستعمرين الإسرائيليين الذين يغتصبون أراضي الفلسطينيين لا تزال مستمرة".

وكشف المتحدث الأممي عن توثيق ما معدله 5 اعتداءات "عنف من قبل مستعمرين" يوميًا بالضفة الغربية خلال آخر أسبوع. وبين أن هذه الاعتداءات "ألحقت أضرارا بممتلكات الفلسطينيين، كما قطع المستعمرون أنابيب المياه الزراعية، ما أثر سلبا على مصادر عيش عشرات المزارعين الفلسطينيين".

وأضاف دوجاريك "أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وثق نزوح نحو 2300 فلسطيني، بينهم 1100 طفل، في جميع أنحاء الضفة الغربية منذ العام الماضي، بسبب هجمات المستعمرين والقيود التي تفرضها إسرائيل".

تهجير قسري للفلسطينيين

اقتحامات وتشديدات على الحواجز بالخليل ورام الله.

منشورات تحذيرية

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، بلدتي إذنا غرب الخليل جنوب الضفة الغربية، والشيوخ شرقا، وداهمت منازل عدد من المعتقلين الفلسطينيين المنوي الإفراج عنهم، وألقت منشورات تحذيرية بالشوارع.

وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدتين، وداهمت منازل عدد من المعتقلين المنوي الإفراج عنهم في الدفعة السابعة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، وألقت منشورات تحذيرية بعدم إظهار أي مظاهر احتفالية.

كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة رام الله، وأغلقت مداخلها، وسط تشديدات على الحواجز العسكرية بمحيط المدينة.

ويأتي اقتحام رام الله قبيل الإفراج عن الدفعة السابعة من أسرى الصفقة.

وأعلن الاحتلال أمس عن شن عملية عسكرية كبيرة على الضفة الغربية المحتلة، عقب تفجير حافلتين إسرائيليتين فارغتين بمحطتين منفصلتين.

كما اعتقلت قوات الاحتلال أمس، 5 مواطنين خلال مداهمات في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال حاصرت منزلا غير مأهول في بلدة ياصيد شمال نابلس، واستهدفته بقذائف "الأنيرجا".

كما داهمت عدة منازل، وأجرت تحقيقات ميدانية مع المواطنين، واعتقلت المواطن جهاد مشاقي وزوجته لينا مشاقي، وأفرجت عن الزوج لاحقا.

وداهمت قوات الاحتلال أحد المنازل قرب بلدة زواتا غرب نابلس، واعتقلت المواطن عامر صنوبر وأفرجت عن لاحقا، كما اعتقلت الشاب أحمد صنوبر.

وداهمت بناية في محيط المستشفى العربي بمدينة نابلس، واحتجزت عددا من المواطنين وحققت معهم ميدانيا، واعتقلت الشاب حازم الشناوي، كما اقتحمت أحد المحلات التجارية بعد تحطيم بابه.

واعتقلت قوات الاحتلال الشاب ضياء الأغبر، بعد مداهمة بناية سكنية بمنطقة المساكن الشعبية شرقي مدينة نابلس.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمود عبدالناصر نوباني من بلدة اللبن الشرقية جنوب نابلس، بعد مداهمة عدد من المنازل وتفتيشها.

هدم المساكن
الرهينة الإسرائيلي عومر شيف توف في مخيم النصيرات (رويترز)
استلام الجثمامين الإسرائيلية