طلب الرئيس اللبناني جوزيف عون من وفد من الكونغرس الأميركي، الجمعة، أن تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل من أجل استكمال انسحابها من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان.
واستقبل عون الوفد برئاسة داريل عيسى في قصر بعبدا، وضمّ السيناتور تشاك ادواردز وجيمس بيرد، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
ودعا عون إلى أن "تواصل الإدارة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترمب تأمين دعم الجيش اللبناني بالتجهيزات والمعدات التي تمكّنه من تنفيذ المهام الموكلة إليه في الجنوب وسائر المناطق اللبنانية".
وبعد اللقاء صرّح السيناتور عيسى للصحفيين قائلاً "لقد كان لقاء ممتازاً مع الرئيس عون"، مضيفاً "أجرينا محادثات حول التحديات التي تواجه لبنان، ورؤية رئيس الجمهورية على المدى القصير والمتوسط والطويل لعودة هذا البلد العظيم إلى الموقع الذي غاب عنه لسنوات طويلة."
وأشار إلى أن "الحديث تطرق أيضاً إلى التحدي الحالي بالسيطرة على البلد بكامله والالتزام الكامل بالقرار 1701 من قبل كل الأطراف"، مضيفاً "استشرنا الرئيس عون حول ملاحظاته عن بعض التحديات في المنطقة، بما فيها الفرصة لتحسين العلاقة مع سورية ووقف تهريب المخدرات وتحديات أخرى".
ورداً على سؤال حول نية أميركا فرض عقوبات على أحزاب وسياسيين إذا لم يتعاونوا في تجريد "حزب الله" من سلاحه، قال عيسى "طالما أن التعاون هو مع الحكومة الشرعية للبنان، فلا حاجة للعقوبات، لا بل أن أحد التحديات يكمن في رفع بعض عقوبات تم فرضها في السابق وأعاقت المساعدة على توفير الكهرباء للبنان 24 ساعة في اليوم، وغيرها".
وأشار إلى أن "الدعم للجيش اللبناني يحظى بتأييد واسع من البنتاغون ووزارة الخارجية والسياسيين من الحزبين"، متوقعاً أن "تتابع المساعدات إلى الجيش بما فيها التدريبات الإضافية وتأمين التجهيزات اللازمة."
هيكلة القطاع المصرفي
أعلنت مسؤولة في الاتحاد الأوروبي الجمعة أن صرف نصف مليار يورو من المساعدات للبنان مشروط بإعادة هيكلة القطاع المصرفي والتوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي، بعد أكثر من خمس سنوات من بدء أزمة اقتصادية خانقة تشهدها البلاد.
وتعهد الاتحاد الأوروبي في مايو الماضي تقديم مساعدات بقيمة مليار يورو لدعم لبنان في مكافحة الهجرة غير النظامية نحو أوروبا، وتغطّي قطاعات خدمية أساسية تتضمّن التعليم والصحة.
وقالت المفوضة الأوروبية لشؤون المتوسط دوبرافكا شويتزا الجمعة إن من بين الأموال المخصصة للبنان "تمت الموافقة على 500 مليون يورو في أغسطس من العام الماضي، وسيتم صرف 500 مليون أخرى قريبا، لكن هناك بعض الشروط".
وأضافت خلال مؤتمر صحافي بعد لقائها الرئيس اللبناني جوزيف عون أن "الشرط الأساسي هو إعادة هيكلة القطاع المصرفي.. واتفاق جيد مع صندوق النقد الدولي".
وأوضحت شويتزا "عندما تستوفى هذه الشروط، سنواصل بالطبع عملية صرف" الأموال.
ويطالب المجتمع الدولي لبنان بتنفيذ إصلاحات تتيح له الحصول على مليارات الدولارات لتعزيز اقتصاده بعد أزمة مالية بدأت في العام 2019 وتعزى إلى سوء الإدارة والفساد.
وانتخب البرلمان اللبناني في يناير رئيسا جديدا للجمهورية بعد فراغ استمر أكثر من عامين في سدة الرئاسة.
وأعرب صندوق النقد الدولي مؤخرا عن انفتاحه على اتفاق مع لبنان بشأن قروض جديدة عقب مناقشات لممثلين عن الصندوق مع وزير المالية اللبناني الجديد ياسين جابر.
وقالت شويتزا إنها ناقشت مع عون "ميثاقا جديدا للبحر الأبيض المتوسط" ما يعني "أننا سنبدأ اتفاقيات شراكة استراتيجية شاملة ثنائية مع دول، من بينها لبنان"، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وأضافت أنها بحثت مع عون كذلك في وقف إطلاق النار الذي أنهى حربا مدمرة بين "حزب الله" وإسرائيل، كما تطرقا إلى دعم الجيش اللبناني فضلا عن الوضع في سورية المجاورة.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى التخفيف من توافد أعداد كبيرة من اللاجئين إلى أراضيه.
ويستضيف لبنان نحو مليونَي سوري، أقلّ من 800 ألف منهم مسجلون لدى الأمم المتحدة، وهو أعلى عدد من اللاجئين في العالم نسبة لعدد السكان.