أزمة في مياه الاستخدام المنزلي

تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ومعاناة الغزيين مع استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والبضائع والوقود للقطاع لليوم الخامس عشر على التوالي.

ولليوم الخامس عشر، يواصل جيش الاحتلال إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي القطاع، ومنع إدخال المساعدات.

ويأتي الإغلاق المستمر للمعبر ليفاقم معاناة المواطنين خلال شهر رمضان المبارك، في ظل نقص السلع والمواد الغذائية من الأسواق، مع ارتفاع أسعار ما تبقى منها.

ويهدد خطر الموت حياة آلاف المرضى والجرحى، بسبب نقص العلاج وانهيار المنظومة الصحية، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية. 

وتسبب إغلاق المعابر بانعدام الأمن الغذائي وفقدان 80 % من المواطنين، مصادرهم للغذاء سواء بتوقف التكيات الخيرية أو توقف صرف المساعدات من الجهات الإغاثية لعدم توفر المواد التموينية والغذائية، وخلو الأسواق من هذه السلع.

وأدى هذا الإغلاق إلى تعطيل إدخال الوقود وغاز الطهي، ما تسبب في توقف عشرات المخابز عن العمل، مما يهدد الأمن الغذائي لأكثر من 2,4 مليون إنسان فلسطيني يعانون أصلًا من ظروف معيشية قاسية، بفعل الحرب الإسرائيلية وتداعياتها والحصار الخانق.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن منع إدخال المواد الأساسية، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة، يرقى إلى جريمة خنق جماعي تمارسها قوات الاحتلال بسبق الإصرار والترصد، مستهدفة حياة الأبرياء ومفاقمة المعاناة الإنسانية.

وأوضح أن سياسة الإغلاق الممنهجة ومنع إدخال الوقود لم تتوقف عند حد تعطيل المخابز والمؤسسات الحيوية، بل تسببت في شللٍ كاملٍ لقطاع المواصلات، مما أدى إلى تعطيل حركة المواطنين وشلّ قدرتهم على الوصول إلى المستشفيات والمراكز الطبية، وحرمان آلاف المواطنين والموظفين والعمال من الوصول إلى مصالحهم وأماكن عملهم.

ولم يترك الحصار الخانق مجالًا للحياة الطبيعية في غزة، بل حوّلها إلى سجنٍ كبير يُحاصر فيه الإنسان في أبسط حقوقه الأساسية.

ويعاني القطاع من شح كبير وأزمة خانقة في مياه الاستخدام المنزلي، وأزمة أكبر في مياه الشرب، بسبب منع الوقود الذي تُشغل به الآبار ومحطات التحلية.

وبات 90 % من سكان غزة لا يجدون مورد مياه واضطرار البلديات لتقنين تشغيل الآبار، حفاظًا على ما هو متوفر من وقود ولضمان إيصال المياه للمواطنين أطول فترة ممكنة.

وقد أعلنت بلدية رفح جنوبي قطاع غزة عن وقف إيصال الوقود لجميع آبار المياه في المحافظة، قسرًا، بسبب استمرار إغلاق المعابر وتشديد الحصار.

الدفعة الـ44

غادرت أمس، الدفعة الرابعة والأربعين من المرضى والجرحى من قطاع غزة عبر معبر رفح البري جنوبي القطاع.

وأفادت مصادر محلية بمغادرة الدفعة الرابعة والأربعين من مرضى وجرحى غزة عبر معبر رفح، لتلقي العلاج في الخارج. 

ويأتي سفر المرضى والجرحى إلى خارج القطاع، تنفيذًا للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 19 يناير الماضي.

ومطلع مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة رسميًا، والتي استغرقت 42 يومًا، دون موافقة "إسرائيل" على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية حادة تتفاقم يوميًا، نتيجة استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والبضائع والوقود والمستلزمات الطبية والأدوية.

الخارجية الفلسطينية

أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية متابعتها حملة تضييقات الاحتلال ضد المنظمات الإنسانية الإغاثية، هذه القضية الخطيرة، مع المؤسسات الأممية المختصة والدول، مطالبة بتدخل دولي فاعل لوقف إجراءات الاحتلال ضد المنظمات العاملة في المجال الإنساني.

وقالت الوزارة، في بيان صحفي، إنها تنظر بخطورة بالغة لحملة التضييقات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المنظمات الإنسانية الإغاثية العاملة في الأرض المحتلة، والتي من شأنها وضع عراقيل كبيرة أمام ترخيصها وممارسة مهامها وأدوارها ومنعها من تقديم الإعانة والإغاثة الإنسانية لملايين الفلسطينيين، وكذلك تقليص دورها الرقابي والتوثيقي لجرائم وانتهاكات الاحتلال والمستعمرين ضد المدنيين الفلسطينيين، بشكل يترافق مع استمرار الاحتلال منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لليوم الـ15 على التوالي، ومحاربة عمل المنظمات الأممية وعلى رأسها "الأونروا".

واعتبرت الوزارة تلك الإجراءات التعسفية امتدادا لاستفراد الاحتلال بالشعب الفلسطيني ومحاولاته إخفاء ما يرتكبه من خروقات جسيمة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف والاتفاقيات الموقعة، وكجزء من سياسة طمس الحقائق وإخفاء الأدلة.

الاحتلال يصدر أكثر من 200 قرار إبعاد عن مدينة القدس خلال شهر 

تتصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، حيث تسعى قوات الاحتلال إلى فرض أمر واقع جديد من خلال سياسة الإبعاد القسري. 

وخلال الشهر الماضي، أصدرت سلطات الاحتلال أكثر من 200 قرار إبعاد في خطوة تهدف إلى تفريغ المنطقة من الفلسطينيين خلال شهر رمضان المبارك. 

هذه السياسة تندرج ضمن مساعي الاحتلال المستمرة لإضعاف الوجود الفلسطيني في القدس وفرض سيطرته الكاملة على المدينة المحتلة.

لم تقتصر قرارات الإبعاد على الأفراد العاديين فحسب، بل شملت أسرى محررين، بينهم من أفرج عنهم في صفقة تبادل الاسرى مؤخرا في إشارة واضحة إلى استهداف كل من له دور في الحفاظ على الهوية الفلسطينية.

كما لم تقتصر هذه الأوامر على منع الدخول إلى المسجد الأقصى فقط، بل امتدت إلى منع الوجود في محيطه وحتى في البلدة القديمة بالكامل، ما يشكل تصعيدًا خطيرًا بحق الفلسطينيين وحقهم في ممارسة عباداتهم بحرية.

وتأتي هذه القرارات في إطار استراتيجية الاحتلال الممنهجة لتغيير معالم القدس ديمغرافيًا وجغرافيًا، عبر تكثيف عمليات التهجير القسري، والاعتداءات المستمرة، والتضييق على السكان. 

وفي شهر رمضان، تزداد المخاوف من تصعيد الاحتلال لسياساته القمعية، مما يستدعي موقفًا فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا لمواجهة هذه الانتهاكات وضمان حق الفلسطينيين في الوصول إلى مقدساتهم.

وتعكس سياسة الإبعاد القسري التي ينتهجها الاحتلال بحق المقدسيين، خصوصًا في شهر رمضان، حجم المخططات الرامية إلى تهويد المدينة المقدسة وفرض السيطرة الكاملة عليها.

وتمثل قرارات الإبعاد الإسرائيلية انتهاكًا صارخًا للقوانين والمواثيق الدولية التي تحظر التهجير القسري والتمييز العنصري. 

وفقًا لاتفاقية جنيف الرابعة، يُمنع الاحتلال من فرض عقوبات جماعية أو نقل السكان قسرًا من أراضيهم. كما أن قرارات الأمم المتحدة تؤكد على الحق الفلسطيني في الوصول إلى المقدسات الدينية بحرية. ومع ذلك، تواصل سلطات الاحتلال تجاهل هذه القوانين، مستغلة الصمت الدولي وضعف المواقف السياسية لمواصلة سياساتها القمعية ضد المقدسيين.

ولا تقتصر آثار الإبعاد على منع الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى، بل تمتد إلى التأثير على حياتهم اليومية بشكل كبير. فالكثير من المبعدين يفقدون وظائفهم بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى أماكن عملهم، والتأثير على الحياة الأسرية والاجتماعية؛ خاصةً عندما يُبعد أحد أفراد الأسرة عن بقية أفرادها. علاوة على ذلك، تتعمد سلطات الاحتلال استهداف الشخصيات المؤثرة والنشطاء، بهدف إضعاف النسيج الاجتماعي المقدسي وتقويض أي مقاومة مجتمعية لسياسات التهويد.

ورغم القمع المستمر، يواصل المقدسيون الصمود أمام سياسات الاحتلال، حيث يسعون بشتى الطرق إلى تحدي قرارات الإبعاد من خلال الالتفاف الشعبي والتضامن المجتمعي. 

ويبقى المرابطون والمرابطات في المسجد الأقصى نموذجًا حيًا للمقاومة في ظل تزايد الدعوات الفلسطينية لتكثيف الحضور في المسجد والبلدة القديمة رغم المضايقات. إضافةً إلى ذلك.

شمال القدس

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد،حملة مداهمات واعتقالات في مدن فلسطينية عدة، في حين واصلت إحراق المنازل في جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت مصادر محلية باستشهاد ماهر عبدالسلام ، من قرية سرطة غرب سلفيت، بعد ملاحقة قوات الاحتلال للعمال قرب الجدار في الرام شمال القدس المحتلة.

واقتحمت قوات الاحتلال مدينتي قلقيلية ونابلس، حيث دخلت الأولى عبر الحاجز الشمالي، بينما اقتحمت الثانية من حاجز بيت فوريك، كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر الجديد وبلاطة البلد في مدينة نابلس. 

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت فجر أمس مخيم عسكر للاجئين، كما اعتقلت 6 فلسطينيين من بلدتي بيت فوريك وبيت دجن شرقي مدينة نابلس، خلال اقتحامهما، مما أدى إلى اندلاع مواجهات تخللها إطلاق قنابل الصوت والغاز السام المدمع.

واقتحمت قوات الاحتلال قرية أودلا جنوب نابلس، واعتقلت الطالبة إباء عمار الأغبر من جامعة النجاح الوطنية في رفيديا غرب المدينة، واعتقلت الشابين جهاد خضير وفهمي الجاغوب عقب مداهمة منزليهما في بلدة بيتا جنوب المدينة.

إحراق منازل في طولكرم وجنين

وفي طولكرم، صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على المدينة ومخيميها، واعتقلت فلسطينيًا بعد مداهمة محله التجاري، وواصلت حملات المداهمة والتفتيش، وأقدمت على إحراق وتفجير منازل في مخيم نور شمس. وأفادت مصادر محلية بأن آليتين عسكريتين للاحتلال تمركزتا في محيط دوار شويكة بالحي الشمالي من المدينة، حيث أعاق جنود الاحتلال حركة المركبات والأهالي، خاصة عقب انتهاء صلاتي العشاء والتراويح، وأوقفوا الشبان ودققوا في هوياتهم وحققوا معهم ميدانيا، وسط إطلاق قنابل صوتية وأعيرة نارية بهدف ترويع الأهالي. كما داهمت قوات الاحتلال عددا من المحال التجارية في شارع شويكة، وأجرت عمليات تفتيش دقيقة واستجوبت العاملين فيها، قبل أن تجبر أصحابها على إغلاقها، واعتقلت الفلسطيني معاذ أبو شملة بعد اقتحام محله وتخريب محتوياته.

وواصلت قوات الاحتلال اقتحام المنازل في أحياء متفرقة من مخيم طولكرم وأجبرت سكانها على مغادرتها، مستهدفة بشكل خاص مناطق مربعة حنون والوكالة وقاقون وأبو الفول.

وأحرقت قوات الاحتلال منزل عائلة الغول في حارة المدارس بمخيم نور شمس، وفجّرت منزل الفلسطيني ساهر رايق ومنزل والدته في الحي ذاته ضمن عدوانها المتواصل لليوم الـ49 على التوالي.

وأخطرَت قوات الاحتلال،عددًا من العائلات بإخلاء منازلها في منطقة ذنابة شرق طولكرم، وتواصل قوات الاحتلال عمليات إخلاء الأهالي من مخيم طولكرم، وأجبرت سكان حارة المربعة على إخلاء بيوتهم تحت تهديد السلاح، كما اقتحمت حارتي أبو الفول وقاقون، وخلعت أبواب المنازل وعاثت فيها خرابا، وحولتها إلى ثكنات عسكرية. وتجاوز عدد النازحين 24 ألف نازح مع إخلاء مزيد من المنازل والحارات في المخيمين، ولا يزال النازحون في مراكز الإيواء وبلدات المدينة.

كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدتي عنبتا وبلعا شرقي طولكرم، وذكرت مصادر محلية أن مدرعتين عسكريتين اقتحمتا عنبتا من جهة حاجز عناب العسكري وجابتا الشارع الرئيس وشارع السكة، مما تسبب في إعاقة حركة المركبات والأهالي، وواصلتا سيرهما باتجاه بلدة بلعا المجاورة، قبل أن تعودا مجددا إلى عنبتا.

وفي جنين، أضرمت قوات الاحتلال الإسرائيلي النيران في عدد من المنازل بمخيم جنين للاجئين، مع تواصل عدوانها على المدينة والمخيم لليوم ال55 على التوالي.

وبحسب مصادر محلية، فإن قوات الاحتلال أضرمت النيران في منازل جديدة بالمخيم، كما تواصل أعمال التجريف أمام مستشفى جنين الحكومي بعد أن أغلقت الطرق الرئيسة بالسواتر الترابية.

وكانت قوات الاحتلال قد هدمت نحو 120 منزلا بشكل كلي داخل حارات وأزقة مخيم جنين، وألحقت أضرارا بعشرات المنازل بعد أن هجّرت نحو 20 ألف فلسطيني من سكان المخيم.

وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي قباطية وعرابة وقرية مثلث الشهداء جنوبي جنين، دون أن يبلّغ عن مداهمات أو اعتقالات.

وأسفر عدوان الاحتلال المتواصل على جنين عن استشهاد 34 فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين، بالإضافة إلى دمار غير مسبوق في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.

منع دخول المساعدات
إغلاق المعابر (رويترز)
انقطاع المياه