قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس الأحد إن الدخول في محادثات مع الولايات المتحدة مستحيل ما لم تغير سياسة الضغوط التي تتبعها، وذلك في وقت تستعد فيه طهران للرد على رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب تقترح التفاوض على اتفاق نووي جديد. وقال ترمب في وقت سابق من الشهر إنه بعث الرسالة إلى الزعيم الإيراني علي خامنئي، وحذر من أن «هناك طريقتين للتعامل مع إيران: عسكريا أو من خلال إبرام اتفاق».

ورفض خامنئي العرض الأميركي لإجراء محادثات ووصفه بأنه «خداع»، وقال إن التفاوض مع إدارة ترمب «سيؤدي إلى تشديد العقوبات وزيادة الضغوط على إيران».

لكن عراقجي ذكر يوم الخميس أن طهران سترد قريبا على «التهديدات والفرص» الواردة في الرسالة. وبينما ترك ترمب الباب مفتوحا أمام إبرام اتفاق نووي مع طهران، أعاد العمل بسياسة «أقصى الضغوط» التي اتبعها في ولايته الأولى وتتضمن جهودا لخفض صادرات إيران من النفط إلى الصفر.

وفرضت الولايات المتحدة أربع جولات من العقوبات على مبيعات النفط الإيرانية منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية أمس عن عراقجي قوله «في ظل هذه الظروف، لم يعد من الممكن الدخول في محادثات مع أميركا، إلا إذا تغيرت بعض التوجهات».

وأضاف «عندما نقول لا للمفاوضات مع الولايات المتحدة، فإن ذلك ينبع من التاريخ والخبرة»، في إشارة إلى انسحاب ترمب خلال ولايته الأولى من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع ست قوى كبرى عام 2015.

وبعد انسحاب ترمب في عام 2018، أعاد فرض العقوبات الأميركية التي شلت الاقتصاد الإيراني. وبعد عام، بدأت طهران في انتهاك القيود التي فرضها الاتفاق على برنامجها النووي، وتجاوزتها بكثير.

وفشلت محادثات غير مباشرة على مدى أشهر بين طهران وسلف ترمب، جو بايدن، في إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

وقال عراقجي «في رأيي، لا يمكن إحياء اتفاق 2015 بصيغته الحالية. لن يكون ذلك في مصلحتنا، لأن وضعنا النووي تطور بشكل ملحوظ، ولم يعد من الممكن أن نعود إلى الأوضاع السابقة».

لكنه قال إن اتفاق 2015 لا يزال من الممكن أن يشكل «أساسا ونموذجا للتفاوض».

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي الشهر الماضي إن الوقت ينفد أمام التوصل إلى اتفاق لكبح البرنامج النووي الإيراني، وذلك مع مواصلة طهران تسريع تخصيب اليورانيوم إلى ما يقرب من درجة صنع الأسلحة.

وتتهم قوى الغرب إيران بالسعي إلى امتلاك أسلحة نووية من خلال تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهي نسبة تزيد على ما يلزم للاستخدامات المدنية التي تقول طهران إنها هدف برنامجها النووي.

وتؤكد طهران أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، وأنها تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي.