أعرب معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي، عن إدانته واستنكاره الشديدين لعدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على بلدة كويا غربي درعا في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وقال معاليه: "إن هذا العدوان من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي يأتي استمرارًا لنهجها العدواني في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة"، مشيرًا إلى ما جاء في بيان المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ163، من التأكيد بأهمية احترام سيادة الجمهورية العربية السورية الشقيقة واستقلالها ووحدة أراضيها، وأن أمن سورية واستقرارها يُعدّان ركيزة أساسية من ركائز استقرار أمن المنطقة، حفاظًا على السلم والأمن الإقليمي والدولي.
وشدد معالي الأمين العام على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف هذه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، ودعوتها إلى الانسحاب من جميع الأراضي السورية المحتلة.
وكانت الخارجية السورية نددت الثلاثاء بـ"العدوان الاسرائيلي المستمر" على البلاد، باعتباره "انتهاكا صارخا" لسيادتها، بعد توغّل وقصف اسرائيلي في قرية في محافظة درعا جنوبا أسفر عن سقوط ستّة قتلى، في حين أعلن الجيش الاسرائيلي شنّ غارات ردّا على "إطلاق نار".
واستنكرت الخارجية في بيان "العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية، والذي شهد تصعيدا خطيرا في قرية كويا بريف درعا الغربي"، مضيفة أن القرية تعرضت "لقصف مدفعي وجوي مكثف استهدف الأحياء السكنية والمزارع، ما أسفر عن استشهاد ستة مدنيين".
وكانت السلطات المحلية أفادت في حصيلة سابقة عن مقتل أربعة أشخاص على الأقلّ بالقصف الاسرائيلي على البلدة، تبعه "نزوح من أهالي المنطقة".
وأفاد محافظ درعا أنور طه الزعبي بأن "مجموعة من الأهالي" اشتبكت مع قوة عسكرية اسرائيلية "حاولت التوغل" في البلدة، مضيفا أن الجيش الاسرائيلي ردّ "بالقصف المدفعي، والقصف بالطيران المسير".
ووزعت وجبات إفطار على 350 عائلة في مراكز إيواء "ممن نزحوا جراء الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على بلدة كويا" وفق الإعلام الرسمي.
وأعلن الجيش الاسرائيلي من جهته أن قواته "رصدت عددا من الإرهابيين الذين أطلقوا النار في اتجاهه في جنوب سورية"، مضيفا "قامت القوات بالردّ على إطلاق النار، وقام سلاح الجو بضرب الإرهابيين"، مشيرا إلى وقوع إصابات.
واعتبرت الخارجية السورية أن هذا التصعيد يأتي "في سياق سلسلة من الانتهاكات التي بدأت بتوغّل القوات الإسرائيلية في محافظتي القنيطرة ودرعا، ضمن عدوان متواصل على الأراضي السورية، في انتهاك صارخ للسيادة الوطنية والقوانين الدولية".
ودعت السوريين إلى "التمسك بأرضهم ورفض أي محاولات للتهجير أو فرض واقع جديد بالقوة".
وأتى ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي قصف قاعدتين عسكريتين في وسط سورية.
تصعيد خطير
وفي الأشهر الأخيرة التي تلت إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد، تسجّل عمليات توغل إسرائيلية في الأراضي السورية الحدودية المحاذية للجولان المحتلّ، بشكل شبه يومي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يشير إلى أن القوات الاسرائيلية تنفّذ عمليات توغّل وانسحاب دورية.
ونفّذت إسرائيل مذّاك أيضا مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء سورية، قالت إن هدفها منع استحواذ الإدارة الجديدة على ترسانة الجيش السابق.
كذلك، توغّل الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله إسرائيل من الهضبة السورية.
وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في فبراير بجعل جنوب سورية منزوع السلاح بشكل كامل، محذرا من أن حكومته لن تقبل بوجود القوات الأمنية التابعة للسلطات الجديدة في سورية قرب حدودها.
وفي كلمة ألقاها الرئيس السوري أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة في مارس، حضّ المجتمع الدولي على "الضغط على اسرائيل للانسحاب الفوري من الجنوب السوري".
وأعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسن أمام مجلس الأمن الثلاثاء عن قلقه إزاء "التصريحات الإسرائيلية بشأن نية البقاء في سورية في المستقبل المنظور ، وكذلك المطالبة بـنزع السلاح كاملا من جنوب سورية".
وأدانت الخارجية الأردنية من جهتها "بأشد العبارات توغل القوات الإسرائيلية وقصفها بلدة كويا"، معتبرة ذلك "انتهاكا صارخا لسيادة ووحدة سورية، وتصعيدا خطيرا لن يسهم إلا بمزيد من الصراع والتوتر في المنطقة".
وحذّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كايا كالاس خلال زيارة إلى القدس الإثنين من أنّ الضربات الإسرائيلية على سورية ولبنان قد تنذر "بمزيد من التصعيد" في المنطقة.
وأصدرت الخارجية القطرية في وقت لاحق مساء الثلاثاء بيانا تدين فيه "بأشد العبارات قصف الاحتلال الإسرائيلي لبلدة كويا غربي درعا" وقالت انها "تعده تصعيداً خطيراً وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي".