ارتفعت أسعار الذهب بشكل طفيف أمس الأربعاء، حيث أثارت تعليقات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تكهنات متزايدة حول متى سيبدأ البنك المركزي في خفض أسعار الفائدة.

وارتفع السعر الفوري للذهب بنسبة 0.2 % إلى 2367.73 دولارًا للأوقية، في حين ارتفعت العقود الآجلة للذهب التي تنتهي صلاحيتها في أغسطس بنسبة 0.3 % إلى 2373.90 دولارًا للأوقية بحلول الساعة (04:20 بتوقيت غرينتش).

ومن بين المعادن الصناعية، انخفضت أسعار النحاس، مما أدى إلى القضاء على جزء كبير من الانتعاش الأخير في أعقاب إشارات التضخم المتباينة من الصين أكبر مستورد للنحاس، وشهد الذهب بعض القوة في الجلسات الأخيرة مع انخفاض الدولار وسط توقعات متزايدة بخفض سعر الفائدة في سبتمبر. لكن المعدن الأصفر توقف حيث لم يعط بنك الاحتياطي الفيدرالي أي إشارات واضحة على مسار أسعار الفائدة.

وتوقفت أسعار المعدن الأصفر عن ارتفاعها الأخير بعد أن أشار باول إلى بعض البرود في سوق العمل والتقدم في خفض التضخم. لكن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي كرر التزام البنك المركزي بهدف التضخم البالغ 2 %، ولم يعط أي إشارات مباشرة حول متى سيبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.

وبينما حافظ المتداولون إلى حد كبير على رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، حفزت شهادة باول بعض الحذر المتزايد قبل بيانات التضخم الرئيسة لمؤشر أسعار المستهلكين المقرر صدورها يوم الخميس. ومن المتوقع أن تظهر القراءة تباطؤ التضخم بشكل أكبر في يونيو، ولو بشكل طفيف.

ووجد الدولار بعض القوة بعد شهادة باول. ومن المقرر أيضًا أن يدلي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بشهادته أمام مجلس النواب في وقت لاحق يوم الأربعاء. وارتبطت توقعات الذهب إلى حد كبير بمسار أسعار الفائدة هذا العام، خاصة وأن المعدلات المرتفعة ضغطت على أسواق المعادن الثمينة خلال العامين الماضيين.

وتراجعت المعادن الثمينة الأخرى يوم الأربعاء. وانخفضت العقود الآجلة للبلاتين 0.3 % إلى 997.05 دولارًا للأوقية، في حين تراجعت العقود الآجلة للفضة 0.1 % إلى 31.025 دولارًا للأوقية. وتفوقت الفضة إلى حد كبير على الذهب في الأشهر الأخيرة، حيث أعطتها التطبيقات الصناعية للمعدن ميزة على الذهب.

وانخفضت العقود الآجلة للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.3 % إلى 9844.50 دولارًا للطن، بينما انخفضت العقود الآجلة للنحاس لشهر واحد بنسبة 0.4 % إلى 4.5652 دولارًا للرطل.

وتأثرت المعنويات تجاه المعدن الأحمر بسبب بيانات التضخم المختلطة من الصين أكبر مستورد. انكمش التضخم في مؤشر أسعار المستهلكين الصيني في يونيو، حيث ظل الإنفاق تحت ضغط التوقعات الاقتصادية الضعيفة للصين. ورغم انكماش مؤشر أسعار المنتجين بأبطأ وتيرة له منذ 16 شهرا، فإن الاتجاه الانكماشي في الصين ظل قائما إلى حد كبير.

بورصات الأسهم العالمية

وفي بورصات الأسهم العالمية، حامت الأسهم الآسيوية قرب أعلى مستوياتها في عامين يوم الأربعاء بفعل تزايد الرهانات على تخفيضات وشيكة في أسعار الفائدة الأميركية، في حين تراجع الدولار النيوزيلندي بعد أن أشار بنكه المركزي إلى ثقة أكبر في أن التضخم يقترب من التراجع.

وقال ألفين تان، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في آسيا لدى آر بي سي كابيتال: "إنهم يقولون إن مؤشر أسعار المستهلك سوف ينخفض ​​مرة أخرى إلى الهدف في النصف الثاني من هذا العام، وأن توقعات مؤشر أسعار المستهلكين يمكن أن تعود إلى طبيعتها بسرعة أكبر.

وتعني المقايضة الآن ما يزيد على 30 نقطة أساس من التيسير في أكتوبر، مقارنة بـ 16 نقطة أساس قبل النتيجة. وفي الوقت نفسه، ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.6 % ليلامس أعلى مستوى له منذ أكثر من عام مقابل الدولار النيوزيلندي، مع دعم الأول من خلال الرهانات على أن الخطوة التالية في أسعار الفائدة الأسترالية قد تكون مرتفعة نظرًا لأن التضخم يثبت عناده.

وانخفض مؤشر إم إس سي آي الأوسع لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.16 %، لكنه ظل قريبًا من أعلى مستوى له منذ أكثر من عامين والذي سجله في بداية الأسبوع. وارتفع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 0.5 %، في حين ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.1 %.

وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.05 %، في حين ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.14 %. وارتفعت العقود الآجلة ليوروستوكس 50 بنسبة 0.2 %. وارتفعت الأسهم عالميًا على خلفية التوقعات المتزايدة لدورة تيسير بنك الاحتياطي الفيدرالي التي من المرجح أن تبدأ في سبتمبر، حيث قال باول يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة "لم تعد اقتصادًا محمومًا".

ومع ذلك، لم يقدم سوى القليل من الدلائل حول مدى السرعة التي يمكن أن يتم بها تخفيض أسعار الفائدة. وقال روب كارنيل، رئيس الأبحاث الإقليمي في آسيا والمحيط الهادئ لدى آي إن جي: "إذا أظهر سوق العمل علامات التباطؤ، طالما أن بيانات التضخم لم ترتفع وبقيت كما هي، فقد يكون ذلك كافيا لتقديم بعض المساعدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي".

ومن المقرر صدور تقرير التضخم الأميركي الذي يحظى بمتابعة وثيقة يوم الخميس، حيث تشير التوقعات إلى ثبات أسعار المستهلكين الأساسية على أساس شهري في يونيو. وتتوقع الأسواق الآن فرصة تزيد على 70 % لخفض الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر، مقارنة بفرصة شبه متساوية قبل شهر، وفقًا لأداة فيد واتش.

ومع ذلك، فإن ارتفاع توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية لم يفعل الكثير للتأثير على الدولار، الذي ظل في المقدمة على نطاق واسع يوم الأربعاء، ولم يطرأ تغير يذكر على الجنيه الاسترليني واليورو عند 1.2791 دولار و1.0817 دولار على التوالي.

ومقابل الين، ارتفع الدولار بنسبة 0.15 % إلى 161.54، مع استمرار تعرض العملة اليابانية لضغوط بسبب الفروق الصارخة في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان. لكن بيانات يوم الأربعاء أظهرت تسارع التضخم بالجملة في اليابان في يونيو، حيث أدى انخفاض الين إلى ارتفاع تكلفة واردات المواد الخام، مما أبقى توقعات السوق على قيد الحياة برفع سعر الفائدة من قبل البنك المركزي في المدى القريب.

وقال بنك اليابان يوم الثلاثاء إن بعض اللاعبين في السوق دعوا البنك المركزي إلى إبطاء شراء السندات إلى ما يقرب من نصف الوتيرة الحالية بموجب خطة التخفيض المقررة هذا الشهر. وفي أماكن أخرى في آسيا، أظهرت بيانات يوم الأربعاء أن أسعار المستهلكين في الصين ارتفعت للشهر الخامس في يونيو لكنها جاءت دون التوقعات، في حين استمر انكماش أسعار المنتجين، حيث أدت إجراءات الدعم الحكومية إلى تحقيق انتعاش وعر لثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وانخفض اليوان المحلي إلى أضعف مستوى له منذ نوفمبر في أعقاب البيانات المتشائمة وبلغ في أحدث مرة 7.2756 للدولار. وبالمثل انخفض نظيره في الخارج بنسبة 0.05 % إلى 7.2919 للدولار.