تراجعت أسعار النفط أمس الأربعاء، بعد جلستين من المكاسب بعد أن أظهر تقرير صناعي زيادة مخزونات الخام والوقود الأميركية، مما عوض عن التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط والتأثير الصعودي المحتمل لخفض أسعار الفائدة الأميركية.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر نوفمبر 54 سنتا أو 0.7 بالمئة إلى 73.16 دولارا للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي لشهر أكتوبر 46 سنتا أو 0.7 بالمئة إلى 70.73 دولارا.
وقالت مصادر في السوق يوم الثلاثاء نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي إن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت 1.96 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 13 سبتمبر. كما زادت مخزونات البنزين والمقطرات.
وقال أولي هانسن من ساكسو بنك: "تداول الخام على نحو أضعف بعد زيادة أسبوعية في مخزونات الخام والوقود الأميركية حسبما أفاد معهد البترول الأميركي ساعدت في تعويض التوترات المستمرة في الشرق الأوسط."
وسجل برنت انتعاشًا منذ هبوطه إلى ما دون 70 دولارًا إلى أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2021 في 10 سبتمبر. وأضاف أنه يواجه مقاومة عند حوالي 75 دولارًا بسبب هوامش التكرير العالمية الضعيفة التي تشير إلى تباطؤ الطلب.
ومن المتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بأول خفض لسعر الفائدة منذ أكثر من أربع سنوات، حيث تقدر الأسواق احتمالية 2 / 3 لخفض 50 نقطة أساس.
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل في يو بي إس: "ربما يكون عدم اليقين بشأن حجم خفض سعر الفائدة المحتمل من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق اليوم أيضًا سببًا في إبقاء المستثمرين حذرين".
وقال محللو النفط لدى انفيستنق دوت كوم، أسعار النفط تهبط وسط مؤشرات على زيادة المخزونات الأميركية؛ بينما ظلت رهانات على خفض الفائدة في دائرة الضوء. وقالوا، هبطت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية يوم الأربعاء، لتقطع بذلك موجة انتعاش حديثة بعد أن أظهرت بيانات الصناعة زيادة غير متوقعة في المخزونات الأميركية.
لكن الأسعار كانت تقف على مكاسب قوية خلال الأسبوع الماضي حيث دفعت الاضطرابات المستمرة في الإمدادات بسبب إعصار فرانسين واحتمال خفض أسعار الفائدة المتداولين إلى شراء الخام بمستويات مخفضة بشدة.
وأظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط الأميركية شهدت زيادة غير متوقعة في الأسبوع المنتهي في 13 سبتمبر، وزادت المخزونات بمقدار 1.96 مليون برميل، مقارنة بالتوقعات بسحب 0.1 مليون برميل وسحب 2.79 مليون برميل من الأسبوع السابق.
كما كانت الأسواق متوترة قبل اختتام اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي استمر يومين في وقت لاحق من اليوم، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة لأول مرة منذ أكثر من أربع سنوات. وتظل الأسواق منقسمة بين توقعات بخفض بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس، وأدى ترقب قرار الأربعاء إلى انخفاض الدولار، مما ساعد في تحفيز بعض المكاسب في النفط الخام.
وكانت أسعار النفط قد استقرت على ارتفاع في إغلاق تداولات الثلاثاء وارتفعت دولارا للبرميل مع تزايد الاضطرابات في الإمدادات ومراهنة المتعاملين على نمو الطلب إذا خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي تكاليف الاقتراض هذا الأسبوع كما هو متوقع على نطاق واسع.
وتوقف أكثر من 12 % من إنتاج الخام من خليج المكسيك في الولايات المتحدة بعد إعصار فرانسين الأسبوع الماضي مما رفع أسعار النفط في أربع من الجلسات الخمس الأخيرة وهو انتعاش بعد أن سجل برنت أدنى مستوى له في نحو ثلاث سنوات يوم الثلاثاء الماضي.
وقال محللون في شركة ريستاد يوم الثلاثاء، إن الأسعار استمدت الدعم من تعطل الإمدادات في ليبيا، حيث أدى الخلاف بين الفصائل المتنافسة على السيطرة على البنك المركزي إلى انخفاض إنتاج النفط والصادرات. وفشلت المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة لحل الأزمة في التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع.
وأظهرت بيانات الشحن من كبلر أن صادرات الخام الليبية ارتفعت ثلاثة أمثالها الأسبوع الماضي إلى حوالي 550 ألف برميل يوميا. وأظهرت البيانات أن هذا لا يزال نصف صادرات منتج أوبك الشهر الماضي والتي تجاوزت مليون برميل يوميا.
كما يأمل المستثمرون أن يؤدي خفض أسعار الفائدة المتوقع على نطاق واسع من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تنشيط الطلب في أكبر دولة مستهلكة للنفط. وأظهرت العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي أن الأسواق تتوقع بنسبة 69 % أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.
كتب المحلل المستقل في مجال الطاقة والشحن ماتياس توجني، أن خفضًا بهذا الحجم قد يضعف العملة الأميركية ويعزز النفط والسلع الأخرى المقومة بالدولار. وقال توجني إن هناك أيضًا علامات على تحسن الطلب في الصين، حيث أثر الاقتصاد المضطرب بشدة على الطلب من أكبر مستورد للنفط حتى الآن هذا العام. وأضاف أن واردات البلاد تقترب من أعلى مستوياتها هذا العام عند أكثر من 11 مليون برميل يوميًا هذا الشهر.
واستقرت أسعار النفط على نطاق واسع بعد أن قالت مصادر في السوق إن بيانات من معهد البترول الأميركي أظهرت ارتفاع مخزونات النفط والوقود الأسبوع الماضي. ويتوقع المحللون انخفاض مخزونات النفط بنحو 500 ألف برميل.
ومن المتوقع أن يزور مهندسون من جنوب السودان، السودان في الأسابيع المقبلة للتعرف على جاهزية المرافق من أجل بدء الإنتاج، وقال وزير مالية جنوب السودان ماريال دونجرين أتير في مؤتمر صحفي في وقت متأخر من يوم الاثنين "لقد حدث تقدم، وستُعلن أخباره للجمهور قريبًا جدًا".
وقال مكتب البرهان: إن الجانبين سيضعان خطة تشغيلية لاستئناف تدفقات النفط، وكان اقتصاد جنوب السودان تحت ضغط في السنوات الأخيرة وسط عنف طائفي، مع انخفاض عائدات تصدير النفط الخام منذ الحرب الأهلية في الفترة من 2013 إلى 2018 ومؤخرًا انقطاعات التصدير بسبب الحرب في السودان المجاور.