تطمح شركة نيوم للهيدروجين الأخضر بحلول نهاية عام 2026 إلى إطلاق العمليات التجارية ضمن أكبر مصنع في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر في "نيوم". وسيملك هذا المصنع القدرة على إنتاج ما يصل إلى 600 طنٍ من الهيدروجين الأخضر يومياً.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، وسام الغامدي، لـ"الرياض"، مع احتفال المملكة العربية السعودية بيومها الوطني الرابع والتسعين، تتّجه الأنظار نحو ضرورة التركيز على المستقبل والدور المحوري الذي يلعبه شبابنا اليوم في رسم معالمه، وتمتاز المملكة بقاعدتها السكانية الواسعة من فئة الشباب، حيث تحتضن ما يزيد على 65 % من السكان دون سنّ الـ35 والذين سيقودون مسيرة نموّها لعقود طويلة.

وقال إنّ الجيل الصاعد من شباب المملكة يدرك تماماً التحديات البيئية التي تواجهها دول العالم اليوم ويملك اتصالاً دائماً بشبكة الإنترنت العالمية، فضلاً عن استعداده التامّ للاضطلاع بأدوار قيادية في مسيرة التحوّل التي يشهدها قطاع الطاقة العالمي، بما يسهم في ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول الرائدة عالمياً في مجال الابتكار والاستدامة، ولا شكّ في أنّ المملكة تفخر كثيراً بأجيالها الجديدة من الشباب الطموح.

ولعلّ أكثر ما سيميّز مستقبل المملكة هو قدرتها على قيادة مسيرة التحوّل العالمي نحو الهيدروجين النظيف. فهي تملك اليوم كلّ ما يلزم من موارد وإمكانات لتصبح وجهة عالمية رائدة لإنتاج الهيدروجين النظيف وتصديره، وذلك لما تتغنّى به من ثروات طبيعية لا تنضب وموقعها الجغرافي الاستراتيجي والرؤية الطموحة لقيادتها الرشيدة. وتستطيع المملكة عبر تطويع طاقة الشمس والرياح الوفيرة إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع، بما يسهم في دعم المساعي العالمية الرامية إلى تحقيق أهداف الحياد المناخي.

ويُعدّ الشباب السعودي ركناً أساسياً من أركان هذا التحوّل الطموح، حيث لن يقف مكتوف الأيدي أمام إرثه المستقبلي فحسب، بل سيسهم أيضاً في رسم معالمه بشكل فاعل. وتسهم المبادرات التي تطلقها المملكة على المستوى المحلي في تزويد الطلاب بما يلزم من مهارات ومعرفة لضمان النجاح ضمن القطاعات الناشئة.

الطاقة المتجدّدة وتقنيات الهيدروجين

وتلعب جامعات المملكة، مثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، دوراً قيادياً في إطلاق الأبحاث الرائدة في مجال الطاقة المتجدّدة وتقنيات الهيدروجين. وتركّز أكاديمية الطاقة والمياه على تنمية مهارات الشباب المرتبطة بالتكنولوجيا الخضراء. أمّا اتفاقيات التعاون مع مؤسسات أكاديمية رائدة على غرار معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فتسهم بالطبع في ضمان جهوزية الطلاب السعوديين واستعدادهم التامّ لقيادة مساعي بناء اقتصاد أخضر، بما يضمن توافق مبادرات التعليم مع أهداف رؤية السعودية 2030 المرتبطة بالاستدامة.

والجدير بالذكر أنّ أكثر من 80 % من الوظائف حول العالم ترتبط بالتخصّصات في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وقد بادرت المملكة انطلاقاً من إدراكها التامّ لأهمية هذه التخصّصات إلى إنشاء المركز الوطني لتطوير العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في عام 2017.

وهنا يبرز دور شركة نيوم للهيدروجين الأخضر، التي تطمح بحلول نهاية عام 2026 إلى إطلاق العمليات التجارية ضمن أكبر مصنع في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر في "نيوم". وسيملك هذا المصنع القدرة على إنتاج ما يصل إلى 600 طنٍ من الهيدروجين الأخضر يومياً.

ولن تتمكنّ شركة نيوم للهيدروجين الأخضر من إنجاز هذا المشروع الرائد بنجاح من دون طموحات المملكة التي لا حدود لها ورؤية مساهمينا. وبينما نواصل إحراز تقدّم ملحوظ على صعيد أعمال البناء والتشييد، نسعى إلى وضع الإطار التنظيمي العام لتشغيل عمليات مصنعنا الجديد، حيث بادرنا إلى إطلاق حملة توظيف واسعة النطاق والإعلان عن البدء بتقديم برامج تدريبية للموظفين الحاليين والجدد.

واليوم، نتعاون بشكل وثيق مع الجامعات والمعاهد الفنية لإعداد برامج مهنية وتعليمية تلبّي احتياجات هذا القطاع الناشئ. وسوف نبادر أيضاً إلى تشغيل أحد أجهزة التحليل الكهربائي قبل نهاية هذا العام لأغراض تدريبية ولغايات البحث والتطوير. وهنا تبرز أهمية التعاون بين الجهات المعنية في القطاع والمؤسسات الأكاديمية لترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس.

ومن جانبها، تلتزم شركة نيوم للهيدروجين الأخضر بدعم وتنمية المواهب عبر برامج التدريب والتطوير المتركّزة حول الهيدروجين الأخضر، حيث تؤكد التزامها من خلال التعليم وتوفير الخبرات العملية اللازمة بتزويد الشباب السعودي بالأدوات والمهارات الضرورية للنجاح ضمن قطاع الطاقة النظيفة. ولا شكّ في أنّ تمكين الجيل الجديد من السعوديين يُعدّ من الركائز الأساسية لبناء مستقبل مستدام للجميع.

وبينما نحتفل باليوم الوطني السعودي من جديد هذا العام، لا يسعنا سوى الإقرار بأنّ مستقبل المملكة يكمن في أيدي شبابها. فشبابنا السعودي المثقّف والطموح سوف يقود مسيرة التحوّل المنشود ضمن قطاع الطاقة والمرتكز على الهيدروجين الأخضر.

ولا تسهم المملكة اليوم في مسيرة التحوّل المنشود في مجال الطاقة فحسب، بل إنها ترسم معالمها أيضاً وتتيح لأجيال الغد فرصة الإسهام في تقدّم المملكة ونموّها المستدام على الساحة العالمية. وفي اليوم الوطني السعودي الرابع والتسعين، نحتفل بمستقبلٍ نبنيه معاً بسواعد أجيالنا الشابة، مستقبلٍ تصبح فيه المملكة عنواناً للطاقة النظيفة والابتكار ونموذجاً عالمياً يُحتذى به على صعيد التقدّم والابتكار.

ستتمكن نيوم من القدرة على إنتاج 600 طنٍ من الهيدروجين الأخضر يومياً
وسام الغامدي