لم يدر بخلد عبيد الحربي -من سكان مكة المكرمة- أن غيابه عن سوق أسماك جدة لأكثر من ست سنوات سيعيده إلى نفس ملامح السوق دون تغيير في صالة التقشير وبسطات بيع الأسماك ومحلات بيع التجهيزات البحرية والمسجد.
"الخرق أكبر من الرقعة" هكذا بادرنا غازي العتيبي "متردد" وهو يصف واقع سوق الأسماك بجدة الذي يقع على مساحة تفوق 35 ألف متر2، الذي تبدو ملامحه متواضعة، وأضاف: رغم كل عمليات المعالجة والترميم والصيانة لبعض مرافق السوق ومنها المطعم ودورات المياه إلا أن السوق لم يستثمر واحد من أجمل المواقع لأسواق الأسماك في المملكة كونه يقع على البحر مباشرة ووسط أسواق رائجة ومواقع سياحية وترفيهية، برفع مستوى وسقف الخدمات إلى العمل من حيث انتهت أحدث أسواق الأسماك في العام بمعايير ذات مستوى عالمي معاصر، ورصد أفضل التجارب الدولية في استثمارات الأسماك من حيث المشتريات، والتخزين والتنظيف، والتغليف، والقلي والشواء، وصناعة الغذاء.
مترددون التقت بهم (الرياض) المحوا إلى أن سوق أسماك جدة أصبح لا يحقق تطلعات المتسوقين من داخل محافظة جدة ومن خارجها خاصة وأنه أصبح مقصداً للمعتمرين هذه الأيام من كل دول العالم ممن يزرون معالم جدة، حيث أنه يغلق أبوابه التاسعة ليلاً فهو يحتاج لتمديد أوقات العمل ليلاً في مدينة تجارية ومتجددة وملتقى المتسوقين والسياح.
جولة (الرياض) في سوق أسماك جدة الذي يعتبر المنفذ الرئيسي الأهم لبيع الأسماك والجمبري والربيان، للصيادين وتجار الأسماك، كشفت تجاهل دورات مياه السوق لذوي الإعاقة، وتواضع صالة تقشير الأسماك المضللة بهناجر غير معزولة، وبأرضية أسمنتية تقليدية، تقطعها مجاري طولية لمياه استخدامات نظافة الأسماك، مما يبعث روائح كريهة تزكم أنوف المتسوقين.
ومن الفرص الاستثمارية المهيأة في سوق أسماك جدة، والتي أشار إليها مترددين، رفع أعداد المطاعم من مطعم يتيم إلى مطاعم تلبي رغبات المتسوقين، بخصوصية للعائلات، ولتقديم الصنوف المختلفة من المأكولات البحرية، التي تحقق رغبات السياح والمعتمرين، من مختلف دول العالم.
هل يتحول سوق أسماك جدة إلى أشبه بمول بتصميم عصري؟ هكذا سألت عزيزة بدري - معلمة متقاعدة - وهي تسرد صور تواضع خدمات سوق أسماك جدة وأضافت: أرى دراسة إنشاء أكثر من سوق لجدة للأسماك في مجمعات عصرية، تتجاوز السوق القديم التقليدي في العرض والشوي والقلي والضيافة.
وفي مدينة بحجم مدينة جدة يحتضن سوقها اليتيم للأسماك لـ 200 منشأة تجارية وسط هيمنة واضحة للعمالة الوافدة، على منافذ البيع بالجملة، والتجزئة، ومحلات بيع المستلزمات البحرية، والأسماك المجففة، ومراكز التموين الغذائي، وبيع الثلج، ومواد حفظ الأسماك من صناديق الفلين، وسيارات برادات الأسماك، ينتظر السوق قفزات نوعية لتأهيل السعوديين من الشباب والشابات، لدخول السوق لتوطين وظائفه في سوق رائج لا يعرف التثاؤب طيلة أيام العام.
هل يمكن تحويل التسوق في سوق أسماك جدة إلى متعة من التذوق والمتعة والترفيه للأسر؟ سؤال طرحه فيصل الكناني " متردد" وأضاف: سنوات طويلة وسوق أسواق جدة لم يعد يواكب تطلعات المتسوقين في توفير سوق جاذب بخيارات ووسائل تسوق وأكلات جاذبة إلى بقايا خدمات تغرق في التقليدية، في التحميل، و الحفظ، والتخزين، والتنظيف، والوزن، والإضاءة.
الرياض التي ودعت السوق في حدود الثامنة والنصف ليلاً، حيث تلملم العمالة بقايا الأسماك الفائضة مع تنظيف طاولات عرض الأسماك والكافيار والجمبري، كان سؤالها الأهم هل يمكن أن تكون قصص البحارة والصيادين، وتاريخ جدة العريق نواة لمتحف إثرائي يطرز جماليات المكان.