مسؤولون في جهات حكومية، ذات علاقة بخدمات وأمن الحج والعمرة، ومستثمرون، في القطاعات ذاتها، وتجار في أسواق الجملة والتجزئة، وسكان ومقيمون بمكة المكرمة، تتجه أنظارهم، نحو أحد أهم المشروعات، مشروعات الطرق التنموية التي تشهدها أم القرى، والتي سينعكس أثرها بشكل مباشر على حركة نقل الحجاج والمعتمرين وبقية الخدمات اللوجستية التي تعتمد على قطاعات شركات النقل والإعاشة، والتموين، والرعاية الصحية، والإسعافية، والتعليمية، والسياحية، وتجهيز المساكن، والمخيمات، في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وخاصة أحياء مساكن الحجاج والمعتمرين.

المشروع المنتظر، الذي تنفذه وزارة النقل والخدمات اللوجستية، والذي سلم منذ ثلاث سنوات، لا مست تكاليفه 290 مليون ريال يشمل مشروع تنفيذ الأعمال المتبقية لمشروع الدائري الثاني بمكة وتحديداً في شارع "الطنضباوي" المتقاطع مع شارع الأمير محمد بن سلمان (المرحلة الثانية) بطول خمسة كم حيث بلغت قيمة العقد 235،273 مليون ريال، فيما ألحق مشروع أخر لاستكمال تنفيذ المشروع بتنفيذ مشروع آخر لتنفيذ قنوات رئيسة لتصريف مياه الأمطار بقيمة 56،537 مليون ريال.

وكشفت جولة الرياض الميدانية، أن المشروع ينفذ بوتيرة سريعة، حيث انتشار عشرات الآليات والمعدات وسيارات الخرسانة الجاهزة، وتم إنجاز نسبة كبيرة منه، ومن المتوقع الاستفادة بأجزاء من المشروع خلال شهر رمضان القادم بعون الله تعالى.

"مشروع غير ملامح الأحياء التي اخترقها" مفردات تناثرت كثيراً على ألسنة مستثمرين ومعتمرين، التقت بهم "الرياض"، لدرجة أن بعض أبناء مكة المكرمة فوجئ بمتغيرات حركة النقل وتقاطعات الجسور، والأنفاق الأرضية للمركبات، وإزالة آلاف المنازل العشوائية ونسف الجبال الصخرية التي تعترض الطريق الشريان.

وبينت جولة "الرياض" أن الطريق يتقاطع تقاطعات مهمة مثل تقاطع مشروع مسار مكة العملاق وهو الوجهة الجديدة والفاخرة لأم القرى إضافة إلى تقاطعه مع طريق الأمير محمد بن سلمان وطريق المدينة المنورة والدائري الثالث.

المشروع النوعي، الذي يسجل كأول مشروع في تاريخ أم القرى لربط مباشر ومستقيم، لشمالها ومنها طريق المدينة المنورة السريع وما يتجاوز من أحياء مكتظة مثل النوارية والبحيرات والعمرة والزاهر بوسط مكة المكرمة وخاصة الاتجاه إلى المسجد الحرام والمنطقة المركزية إضافة إلى أن الطريق يرتبط مباشرة بلا توقف مع جنوب مكة المكرمة حيث قلب الحركة التجارية وأسواق الجملة والتجزئة وكبرى شركات المطاعم والإعاشة والتموين والمواد الغذائية وخلفة أم القرى المركزية بما فيها أسواق الخضار والتمور والفواكه، والبصل والأسماك والطيور.

"مشروع عصري بكل المقاييس" هكذا بادرنا الاقتصادي إبراهيم الحارثي وهو يتحدث عن مشروع استكمال الدائري الثاني بمكة المكرمة المرحلة الثانية والآثار الاقتصادية والأمنية والسياحية المتوقعة بعد دخول الطريق نطاق التشغيل. وأضاف "يعتبر المشروع ناقلا سريعا، ومحوريا، لحركة مرور مئات الآلاف من السيارات بمختلف أحجامها، يومياً حول مناطق تعتبر من أنشط المناطق عالمياً في الحركة من حيث تعايش وتوافد الحجاج والمعتمرين طوال أيام العام وهي المنطقة المركزية، لذلك أتوقع أن يحدث الطريق نقلة نوعية، في حركة مركبات نقل الركاب، ومركبات الخدمات اللوجستية، فضلاً عن أنه سيؤثر بشكل مباشر السوق العقاري بالأحياء التي يخترقها الطريق، ومن شأنه أنه سيرفع من القيمة السوقية، لقيمة العقارات المستفيدة منه والقريبة من نطاقه.

إزالة عقارات عشوائية تعترض الطريق
المشروع تعزيز قوي لقطاع خدمات الحجاج