سيعمل مشروع تطوير حقل غاز الجافورة على زيادة إنتاج المملكة العربية السعودية من الغاز بأكثر من 4 مليارات قدم مكعبة يوميًا بعد بدء تشغيل المرحلتين. ويعتبر المشروع -الذي بدأ تشييد المرحلة الأولى منه في الربع الأخير من عام 2022 والمرحلة الثانية بحلول نهاية عام 2024- ذا أهمية بالغة للمملكة لتلبية الطلب المحلي المتزايد وأهداف تصدير الغاز الطبيعي المسال التي حددتها وزارة الطاقة بالمملكة. وبحسب أرامكو السعودية ووزارة الطاقة السعودية، فإن تطوير المرحلتين الأولى والثانية من حقل غاز الجافورة من شأنه أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في إنتاج المملكة من الغاز من حوالي 14 مليار قدم مكعبة يومياً في عام 2025 إلى أكثر من 18 مليار قدم مكعبة عند تشغيل البنية التحتية الكاملة في عام 2027.

ورغم أن هذه ليست المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها تنفيذ مرحلتين من مشروع بهذا الحجم في وقت واحد، فقد روجت أرامكو السعودية ووزارة الطاقة لجدول زمني تدريجي لتحسين الاستثمارات والبنية التحتية اللازمة للبناء المتزامن للمرحلتين، مع الأخذ في الاعتبار أن المرحلة الأولى ستوجه نحو تطوير موارد الغاز غير التقليدي، في حين سيكون الهدف الرئيسي للمرحلة الثانية هو توسيع وتطوير الإنتاج على نطاق واسع.

وتلعب سارينز، الشركة الرائدة عالميًا في خدمات الرفع الثقيل والنقل الهندسي وتأجير الرافعات، دورًا استراتيجيًا في بناء مشروع تطوير غاز الجافورة. وقد تعاقدت الشركة مع عميلها، سامسونج العربية السعودية، لتوفير خدمات النقل والرفع الثقيل لمنشأة معالجة الغاز، أحد أهم أجزاء البنية التحتية، إلى جانب مصنع تجزئة الغاز الطبيعي المسال ونظام ضغط الغاز وشبكة بطول 1500 كيلومتر تقريبًا من خطوط الأنابيب الرئيسية للنقل وخطوط التدفق وخطوط الأنابيب التجميعية، والتي تهدف إلى ضمان إمداد موثوق به بالغاز الطبيعي والمكثفات.

في هذا المشروع، كانت سارينز مسؤولة عن نقل ورفع 34 وحدة و30 رف أنابيب وأربع وحدات معالجة مع معدات كهربائية وميكانيكية، بوزن إجمالي 18535 طنًا. وكان وزن الوحدة الأثقل التي تم نقلها 1100 طن وكان أطولها يصل إلى 42 مترًا. وتزن الـ 108 من المواد الثقيلة المنقولة والمرفوعة ما مجموعه 12283 طنًا، حيث يبلغ وزن أثقل مادة 493 طنًا. وبعد دراسة العمل المراد تنفيذه والنظر في وزن وطول وارتفاع الوحدات والمعدات، اختار فريق الهندسة في شركة سارينز ثلاث رافعات بقدرات رفع تبلغ 1250 و600 و150 طنًا على التوالي، بالإضافة إلى رافعة ذاتية الدفع ذات 120 محورًا. ومن المتوقع أن تنتج المرحلة الأولى من مشروع جافورة أكثر من 2.5 مليار قدم مكعب يوميًا عند بدء التشغيل، ويرتفع إلى 5 مليارات قدم مكعب يوميًا بحلول نهاية العقد، تزامنًا مع بدء تشغيل المرحلة الثانية. ومن المتوقع أن تولد جافورة في المجمل أكثر من 10 مليارات قدم مكعب يوميًا بحلول عام 2030، مما يساعد المملكة على ترسيخ مكانتها كقائد عالمي في مجال الغاز الطبيعي، وخاصة الغاز غير التقليدي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الإنتاج من حقل جافورة سيقرب المملكة من هدفها المتمثل في تقليل اعتمادها على النفط لتوليد الطاقة وتلبية الطلب المتزايد من الصناعات المكثفة مثل البتروكيماويات. وبذلك، تسعى المملكة إلى دعم أهداف التحول في مجال الطاقة من خلال المساهمة في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في سلسلة التوريد.

وتتمتع شركة سارينز بخبرة واسعة على المستوى الدولي في قطاع النفط والغاز. وبالتعاون مع ماكديرموت، شاركت الشركة في عمليات الرفع والتحميل الثقيلة في جبل علي وكذلك في باتام لحزمة حقل مرجان 1 التابعة لشركة أرامكو السعودية، بالإضافة إلى أعمال ترقية وتحسين مصفاة بي تي بيرتامينا في باليكبابان بإندونيسيا.

كما تعاقدت شركة سيتريوم مع شركة سارينز لمشاريع النفط في حقل الشمال (شركة قطر للطاقة) لإجراء عمليات الوزن والتحميل والموازنة لوحدتين من الجسور ووحدتين من الستر ووحدتين من الأجنحة العلوية باستخدام ما يصل إلى 132 طنًا/لترًا لمشروع جالاف 2 في باتام بإندونيسيا.

وكانت شركة أرامكو السعودية قد اضافت كميات كبيرة إلى احتياطيات الغاز والمكثّفات المؤكدة في حقل الجافورة غير التقليدي، وتزيد الاحتياطيات المؤكدة بمقدار 15 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام و2 مليار برميل من المكثّفات. وتُظهر التقديرات الآن أن الجافورة يحتوي على موارد إجمالية تبلغ 229 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام، إلى جانب ما يُقدر بـ 75 مليار برميل من المكثّفات. وتم حساب هذه التقديرات الجديدة باستخدام منهج جديد لحجز الاحتياطيات الصخرية تم تطبيقه على الموارد غير التقليدية لأول مرة في قطاع الطاقة ويمكن تطبيقه على نطاق واسع في القطاع.

ويعزز حقل الجافورة الثروة الهيدروكربونية في المملكة ويدعم الاحتياطيات المؤكدة من الغاز الذي يُعد موردًا مهمًا وحيويًا للطاقة والصناعات الكيميائية. وتبذل أرامكو السعودية، بدعم وتمكين من الدولة والجهات المعنية، جهودًا جبارة في أعمال التنقيب والإنتاج مستعينة بأعلى التقنيات الرقمية والصناعية بما في ذلك النمذجة الفائقة والبيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي. وقد أسفرت هذه الجهود عن إحراز تقدمٍ ملموس للتوسّع في مجال الغاز الذي يُعد أحد محركات النمو في الشركة، وأحد عناصر التمكين الاقتصادي في المملكة، ويمثّل حقل الجافورة عنصرًا أساسًا في إستراتيجيتنا الطموحة لزيادة إنتاج أرامكو السعودية للغاز.

 وسيؤدي تطوير الحقل طوال 22 عاماً من بداية تطويره دخلاً صافياً للحكومة بنحو 8.6 مليار دولار سنوياً (32 مليار ريال) ويرفد الناتج المحلي الإجمالي بما يقدر بـ 20 مليار دولار (75 مليار ريال) سنوياً، وسيجعل المملكة أحد أهم منتجي الغاز في العالم ليضاف إلى مركزها كأهم منتج للبترول. وسيؤدي تطوير الحقل إضافة إلى برامج المملكة في تطوير الطاقات المتجددة إلى تحقيق المزيج الأفضل لاستهلاك أنواع الطاقة محلياً ويدعم من سجلها في حماية البيئة واستدامتها.

وسيستفاد من الكميات الإضافية من الإيثان والسوائل، المنتجة من الجافورة، في مضاعفة إنتاج البتروكيميائيات، وفي زيادة استخدام اللقيم السائل، بما يحافظ على استدامة الطلب على البترول، ويعظم القيمة المضافة من الموارد الهيدروكربونية المتاحة. وسيكون تطوير حقل الجافورة مُمكِّناً رئيساً لجهود إزاحة ما يقارب مليون برميل نفط مكافئ من الوقود السائل، المُستخدم في توليد الكهرباء وتحلية المياه وغيرها.

الجدير بالذكر أن حقل الجافورة للغاز غير التقليدي، يعد علامةً فارقةً في مسيرة تنمية قطاع الطاقة في المملكة، ويُتوقع أن يبلغ إجمالي استثمارات مشروع الجافورة، الرأسمالية والتشغيلية، أكثر من 100 مليار دولار خلال عمر المشروع.